خاص بأخبار البلد - خالد ابو الخير 

ليس سهلا أن تكون أمينا لعمان، وتتصف شخصيتك بالاستقلالية ورفض التدخلات، ولا ان تترك المنصب وتذكر بخير. 

ولد في هوى عمّان عام 1959، في كنف عائلة كريمة، فوالده الشيخ برجس الحديد، الضابط الكبير في سلاح الجو، وصاحب الصيت الذائع في الشيخة وعمل الخير. 

الشيخ المهندس نضال الحديد واحد من الرجال الذين جمعوا كرم المحتد وألق العطاء، وابدعوا.. 

ترك والده الانطباع الاول في شخصيته، وتأثر به، واحيانا نسأل انفسنا: لماذا نضحك أو تبدر منا ذات الحركةـ، في امر معين، المستمدة من الاب. 

الشخص الثاني الذي ترك اثرا في حياته كان عبد الرؤوف الروابدة، إبان عمله بمعيته حين كان أمينا لعمان:" احترم الروابدة جداً واعجبت به في تلك السنوات". وفق ما يقول. 

دراسته الاساسية كانت في الكلية العلمية الاسلامية، وفيها تكونت شخصيته العربية وتوجهه الاسلامي. 

بعد تخرجه عمل في امانة عمان سنيناً، وساهم في همسدة عدد من المشاريع منها تقاطكع دوار الداخلية، كما اسهم في رفد الحركة الفنية والثقافية. 

شغل منصب 

نائب رئيس الإتحاد الأردني لكرة القدم، ونائب رئيس اللجنة الاولمبية، وعرف كشخصية رياضية، وفي مرة من المرات رشح لمنصب رئيس نادي الوحدات. 

وخلال مسيرته الرياضية حققت الكرة الأردنية انجازات كبيرة يتفاخر بها مطولا، كما تطورت كرة القدم بشكل ملفت على صعيدي الأندية والمنتخبات، وجرى تطبيق نظام الاحتراف . 

يعتبر مسيرته الرياضية من اجمل ما مر به في حياته، غقد خدم مع سمو الأمير علي بن الحسين لعشر سنوات ومع عدد كبير من محبي كرة القدم الأردنية، وبعدها حصل على فرصة للاطلاع على العمل العالمي والآسيوي في الرياضة من خلال عمله كممثل للاتحاد الدولي في المنطقة وممثل في غرب أسيا. 

بيد ان فترة رئاسته لامانة عمان التي استمرت ثماني سنوات، كانت مفصلا مهما في حياته. 

ترأس نضال الحديد الامانة في فترة زاخرة بالاحداث، منها اعلان عمان عاصمة للثقافة العربية عام 2002، وعمل على تطوير العاصمة في شتى المجالات وضخ دماء جديدة في عروقها. 

اصغر امين لعمان عمراً، قدم الكثير واثرى مسيرة المدينة التي كانت متقدمة في كل شيء، عما آاليه الان. 

في عهده جرى البدء بمشروع وسط عمان الجديد " او مشروع العبدلي" عام 2005، وانشاء جسر عبدون والعديد من التقاطعات والجسور، وكانت المدينة درة في النظافة والتنظيم. 

ترك الحديد امانة عمان وفي خزينتها 80 مليوناً من الدنانير، في حين ناهزت مديونتها منذ مغادرته المليار دينار. 

كان عمله بان حقبة الامانة يبدأ في السابعة صباحا ولا ينتهي الا بعيد منتصف الليل. 

استخدم في مكتبه براس العين سياسة الباب المفتوح، فلم يقفل بابه في وجه مراجع، كما أم بيته العشرات يومياً، لدرجة ان نصحه وزراء "بكحش الناس" من امام بيته وعينوا له سيارة شرطة. 

يروي : في اليوم الاول لم اعد اجد احدا والثاني كذلك وفي الثالث هاتفني شيخ وقال لي :يا ابني انت طارد الناس الذين يحضرون على باب البيت وسمى لي 3 رؤساء وزارات سابقين فقال لي :هل رأيتهم عند فلان او فلان او فلان فقلت له :لا فقال لي :"نضال بترجع تستقبل الناس كما كنت والا لا تأتيني ". 

ويضيف: "عدت سيرتي الاولى، فقد كنت على يقين بأن ربنا يوفق الامانة بحسنة هؤلاء الناس الذين يتقاضون 30 او 40 دينار كمساعدات، فالتواصل مع المواطن والاستماع له والاتصال به يجعلك تعيش واقعك وتعلم ما يحدث حولك". 

ويسرد قصة عن رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، فعندما بدء العمل بمشروع الطريق الدائري لمدينة عمان، كانت هناك مشكلة في الجزء الممتد من حي الياسمين لغاية عبدون، وكانت المشكلة الاساسية هي في الجزء الواقع منه في منطقة عبدون تحديدا والسبب الرئيسي ان قطعة الارض التي يمر فيها المشروع كانت تعود للمرحوم رفيق الحريري، وفي تلك الفترة كان الرجل قد اشترى قطعة اخرى ليبني بيتا في عمان استملكت لا أدري ما هي الاسباب، وكان هذا هو الاستملاك الثاني في ارض الرجل الذي كان ينوي بناء منزل له في المملكة، وتم تبليغ عدد من مسؤولي الدولة في حينها بعدم بحث الموضوع مبدئيا لأننا لا نريد ان نخلق مشاكل مع الحريري، وشاءت الاقدار ان أكون في عام ال2000 بمعية الملك والملكة في زيارة رسمية الى فرنسا ودعي جلالة الملك وجلالة الملكة على مأدبة على شرف سيدنا من قبل الرئيس الفرنسي، وكنت من ضمن المدعوين وفي العشاء رأيت دولة رفيق الحريري وأذكر انني تقدمت باتجاهه وسلمت عليه فقلت له :السلام عليكم دولة الرئيس فقال لي :اهلا وسهلا يا ابني وسألني :"مين انت "فقلت له:"انا نضال الحديد امين عمان "، فقال:اهلا وسهلا خير ",فشرحت له الموضوع ،وقلت له ان لك قطعة ارض في المكان الفلاني، وهناك مشروع الطريق الدائري لمدينة عمان وجسر عبدون تحديدا سيمر من ارضك وليس هناك مجال الا مرور المشروع من خلال ارضك" . هنا فاجأني الرجل بكرمه غير الطبيعي واسلوبه وطريقته الفذة في الحديث مع الناس، وقال لي :يا ابني هذا المشروع وقطعة الأرض تبرع من رفيق الحريري لمدينة عمان. وكنت عرضت عليه اما المال او ارض بديلة لكنه رفض، وقال : "توكلوا على الله.. أبدا ما في مشكلة "طبعا بعدما عدت للبلد ابلغت جلالة سيدنا بما حصل وأذكر ان سيدنا قال لي :" لن يأخذ نقودا أنا متأكد، لكن شوفولوا قطعة أرض مناسبة "ولم تكن هناك قطعة ارض في موقع متميز سوى قطعة ارض تقع على كاردور عبدون وارضه التي كانت في الجزء العلوي من عبدون كانت مساحتها حوالي 15 دونما واعطيناه بدلا منها ارض مساحتها 20 دونما في المنطقة المنخفضة التي تقع على كاريدور عبدون والتي لاحقا ايام عمر المعاني كانت داخلة ضمن ما يسمى بالمخطط الشمولي واصبح ثمنها مبلغا وقدره ..سبحان الله "فالمال بجيب مال ". 

يستغرب الحديد عدم نقل مجمع رغدان الى مكانه الطبيعي ويعتبر ان المجمع المستخدم حاليا شوه عمان. وعتبر ان مشروع الباص السريع مثال جيد على تقديم مشروع دون تقديم الدراسات الكاملة المطلوبة له. ويرى ان الاستغناء عنه افضل. 

ما زال يجادل بان مشروع ضم مناطق الى الامانة كان خطأ.. فقد اضاف الى الامانة مناطقا جديدة فقيرة تخلو من الصناعات، دون طائل. ويعزو المديونية الى عدم معرفة من تول المسؤولية بوضع الناس والبلد. 

فضل الحديد ان يترك موقعه في الامانة عندما جاء معروف البخيت رئيسا للوزراء وله قصة يرويها، ويقول ان مواجهات حدثت بينهما. 

يتهم مدير مخابرات سابق بانه عمل على اسقاطه في انتخابات المجلس الخامس عشر. ويعقب: موضوع الانتخابات لم يعد لي فيه اي مجال لقد شعرت انني غير مرغوب بي . 

يصف نفسه بانه ابن بلد ومنتمى لتراب الأردن , شاء من شاء وأبى من أبى. 

وحسبه انه وفق ما يقول: خدم الاردن وتعامل مع الجميع بعدالة ولم ينحز الى اي طرف. 

وذلك يكفي..