خاص لـ أخبار البلد
"هيه يالا هيه يالا هذا اردني مش حيالا " هتاف اخترق سماء مدينة نابلس اثناء تشييع الدكتور القاضي الشهيد رائد الزعيتر، بكل معاني القهر التي سادت الاجواء متحدية سايكس بيكو وعربة، اثبت الشقيقان الاردني والفلسطيني ان لا حدود بينهما وان الدم واحد والوجع واحد، فيما كانت حناجر الاردنيين من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه حتى وسط العاصمة عمان كان الاردنيون يرددون ويردون على شقيقهم الشعب الفلسطيني "على الجسرين دم رائد علينا دين" !
شهيد الوطنيين القاضي الزعيتر، والذي لف جثمانه الطاهر بالعلمين الاردني والفلسطيني كان رسالة واضجة للعدو الصهيوني اولا ولعرّابة الطغيان امريكا ثانيا ان لحمة الشعبين اقوى من قراراتهم السوداء واعمق من ترساناتهم النووية، بل واشف وأطهر من ان يطالها اي من مخططاتهم الاستعمارية الجديدة .
ففي الوقت التي انتفضت فيه مدينة نابلس على شهيد الاردن وفلسطين الدكتور القاضي رائد زعيتر، كانت عمان تثور غاضبة لشهيد فلسطين والاردن معا، حيث الدمع واحد وحيث النقمة ذاتها وحيث الوعد والعهد بأن تظل فلسطين في قلب وروح كل اردني وان تبقى عمان الواقع الابيض لكل فلسطيني .
لم تكن يد الغدر الصهيونية تعلم ان جريمتها النكراء كان من شأنها ان تجدد الوعد والعهد بين الشقيقين، فقد عادت وشائج الدم الى القها، وتوحد الهتاف فكانت الاردن حاضنة الوطن فلسطين، وكانت فلسطين وسادة خضراء لربوع الاردن والاردنيين قاطبة.
لم يكن من وجع حقيقي الا استنكاف صانع القرار الاردني عن تطمين الاردنيين ان دمائهم ليست رخيصة..
لنعود بالذاكرة قليلا معا ونتذكر بعد عامين من توقيع عربة عندما هدد الملك الراحل الحسين بن طلال دولة الكيان الصهيوني وزعمائها بالغاء اتفاقية عربة، وذلك بعيد حادثة محاولة اغتيال قيادي حماس في الاردن خالد مشعل، عندما اخبرهم بأن نجاة مشعل بكفة والغاء عربة بالكفة الاخرى ما لم يتم الكشف عن السم الذي صب باذن مشعل وارسال الدواء المضاد.. وهكذا صار ورضخت دولة الكيان الصهيوني للمطلب الملكي فكان ان تم انقاذ مشعل وتم بموازاة ذلك حفظ كرامة الاردن وسيادتها على اراضيها وحماية كا ما يمشي على الثرى الاردني ..
مجلس النواب الاردني وقف وقفة رجل واحد قبل اسابيع بتصويت اغلبية اعضاءه على طرد السفير واغلاق وكره في الرابية .. الا يرى صانع القرار الاردني ان الفرصة ليست مواتية فحسب بل جاءت باسرع مما كنا نتوقع بتنفيذ دولة الاجرام لجريمتهم التنكراء باغتيال القاضي الزعيتر وانه آن الاوان لطرد السفير شر طرده واغلاق وكر الصهيونية في رابية عمان .. فماذا ننتظر بعد ..
اننا منتظرون .. واننا نصلي !!