خاص باخبار البلد -
أكبر من المناصب وأعلى هامة من خصومه، وهو ابدا رجل وطن.
ولد عيسى العابد الريموني جرش عام 1939، وترعرع في اهاب الجبال، بين
احراش بلدته ريمون ذات الينابيع العذبة، واعمدة طال عليها الزمن في جراسا، ما تزال
منتصبة القامة تهفو الى سماء.
في طفولته وعى سبب تسمية البلدة التي ينتمي اليها، إذ تقول روايات
أنه كان يطلق عليها اسم دير الليمون لكثرة أشجار الليمون فيها، ثم حرفت فيما بعد
إلى ريمون. وتقول رواية اخرى أن ريمون سميت بهذا الاسم نسبة إلى راهب يدعى ريمون
كان يسكن المنطقة. وما بين التسميتين، يزهر ليمون ويضحك لوز، ويظل راهب مرتحلا
بترانيمه ، في تلك الربى.
تعلم الانفتاح على الناس والاشياء، وقد عبقت نفسه بالخير لكل الناس.
من يراه اليوم يخال انه ولد وفي فمه ملعقة من ذهب، بيد ان هذا الرجل
العصامي شق طريقه في الصخر.. ليكون.
بعد انهائه دراسته الثانوية درس القانون، وحاز البكالوريوس فيه، لكنه
لم ينخرط بالمهنة وانما اختط لنفسه طريقا اخر في عالم الاعمال.
انهمك بالعمل في نشاطات تجارية مختلفة في دول الخليج منذ عام
1961وحتى1979، وعد رجل اعمال منذ عام 1966.
في العام 1979 أسس مجموعة من الشركات الصناعية في اوروبا وشرق آسيا
والشرق الاوسط وخاز نجاحا كبيراً، ويتبوا منصب رئيس وعضو مجلس ادارة في العديد من
الشركات.
الريموني الذي تترك الكلمة اثرا في نفسه، مثلما الادب عموماً، والعمل
العام، اختار طريق الصحافة في الثمانينيات وصار مالكا لصحيفة (اخبار الاسبوع)
الاسبوعية التي تركت اثرا في الحياة الاجتماعية والسياسية انذاك.
اختير عضواً في المجلس الوطني الاستشاري 1982-1983.
مع بزوغ شمس الديمقراطية عام 1989 ترشح في انتخابات مجلس النواب
الحادي عشر وجاء عضوا في المجلس الاقوى في تاريخ الاردن الحديث.
ولاهتمامه في التعليم باعتباره القاعدة التي تنهض عليها الامم، جاء
عضواً في لجنة المستثمرين في جامعة اليرموك 1989-1990.
وجاء الريموني عضواً في مجلس الاعيان التاسع عشر2001-2003، ومجلس
الاعيان العشرون2003_2005، ومجلس الاعيان الثالث والعشرين2009_2010 .
خلال مسيرته الطويلة، لطالما هوجم من أعداء النجاح، أساءوا التقدير
وأساءوا توقع خطواته.. وما كان يحفل بهم، فالرجل الذي وعى ارث الجبال ورقاها، من
الصعب ان يتطلع إلى المهرولين إلى السفوح.
منزله في الشميساني الذي يحمل الرقم "1" في أحد شوارع
الضاحية العمانية العريقة، ما زال يحكي قصة كفاح ونجاح وأمل.
خالد ابو الخير