الأردن تاريخ وتحديات ...إلى أين؟؟؟؟
ذلك الكيان العربي تأسس عام 1921 كأحد نتائج الحرب العالميه ألأولى وإنكسار الدوله العثمانيه وإتفاق الدول المنتصره بالحرب لتقسيم المنطقه كمستعمرات لها .
وحيث أن الشريف الحسين بن علي شريف مكه مفجر الثوره العربيه الكبرى التي وقفت الى جانب بريطانيا العظمى التي نقضت الوعود وأصدرت وعد بلفور لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وأخلّت بوعدها للشريف بإنشاء الدوله العربيه الكبرى وملكها الشريف حسين مع ان العرب التفوا حول الشريف في موقفهم جانب بريطانيا في الحرب .
وبعد موافقة مؤتمر السلام الذي إنعقد في باريس عام 1919على طلب بريطانيا انتدابها لفلسطين والعراق ومصر والسودان بدأت تعمل على تنفيذ وعدها لليهود في فلسطين وكان من اهم نتائج تللك الحرب تقلص السيطره الأوروبيه وازدياد النفوذ الأمريكي التي خرجت من الحرب المستفيد الأكبر حيث جمَعت 45% من احتياطي الذهب في العالم لسداد ديون أوروبا فأصبحت أول دائن في العالم وفي مؤتمر السلام طلبت امريكا بقيام عصبة الأمم التي لم تنضم اليها لعدم وجود قوه لتلك المنظمه .
وأسس الملك عبد الله الأول إمارة شرق الاردن ولم يكن حينها وجود لدولة إسرائيل وعمل جلالته على تطوير البلد من حيث التشريعات والمؤسسات حيث أعلن تأسيس الإماره عام 1925 .
وقد عمل الهاشميون على بناء الدوله على اسس حديثه ونقلوا حياة معظم الناس من البداوة الى الحضاره وتم تأسيس الجيش العربي وتم ألإستفاده من العرب الآخرين الموجودين على ارض الإماره فكان منهم رؤساء الحكومات والوزراء والمسؤولين ولم يكن اي تمييز بين المواطنين حسب أصولهم ومنابتهم حتى قامت الحرب العالميه الثانيه (1937 -1945) بين دول المحور والحلفاء وقتل فيها ما يساوي 2% من سكان العالم آنذاك وكان من نتائجها إنهزام الدكتاتوريات الأوروبيه وتصدّر العالم القطبين امريكا وروسيا (الاتحاد السوفياتي) وتغيرت انظمة حكم ونشأت ديموقراطيات شعبيه كما تأسست ألأمم المتحده عام 1945 وبدأت مظاهر الحرب البارده بين امريكا والإتحاد السوفيتي منذ عام 1946.
واعلنت بعض الدول العربيه إستقلالها واعلن تأسيس المملكه الأردنيه في الخامس والعشرين من أيار عام 1946 وكانت قدتأُسست الجامعه العربيه عام 1945 .
وأسوأ نتيجة للحرب أن تخلت بريطانيا عن إنتدابها لفلسطين بعد ان مهدت لإنتقال الكثير من اليهود اليها ورفعت القضيه الى هيئة الإمم المتحده التي أصدرت قرار التقسيم لدولتين عام 1947ورفضه العرب مع ان نصيحة الملك عبد الله الأول للزعماء العرب بإعطاء فرصه لدراسته فقط .
وبدأت معاناة الفلسطينيين والأردنييين بعد الحرب العربيه الإسرائيليه وتأسيس دولة لليهود عام 1948وتهجير الشعب الفلسطيني إلى الشتات ومعظمهم إلى الأردن مما أدى إلى الضغط على موارده وقد أعلن الفلسطينيون في مؤتمر أريحا عام 1950 على ألإندماج لتكون الضفه الغربيه لنهر الاردن كجزء من المملكه الاردنيه الهاشميه وفعلا اندمج الشعبان بكامل الحقوق والواجبات وبدون أي تمييز إلى أن نشبت حرب حزيران عام 1967 واحتُلت الضفه الغربيه والقدس .
وكان العرب قلوبهم على بعض بعد الحرب العالميه الثانيه لأنهم كانوا يشهدون إستقلال دولهم وساعد في ذلك وجود قضية فلسطين المركزيه تجمعهم ولكن بعد ذلك بدأت تدب الخلافات والمكر بينهم لمصالح خاصه أو خلافات بين الزعماء العرب وقد ساعد ضعف الجامعه العربيه وترهلها بعد ذلك على إذكاء تلك الخلافات .
والأردن عانى من تلك الخلافات والتآمر عليه خاصة قبل و بعد حرب 1967 وإنشاء منظمة التحرير الفلسطينيه عام 1964 والمنظمات الفدائيه وأولها فتح عام 1965 بحيث خلقت تلك المنظمات من الأردن ساحة صراع بين مختلف الإنتماءات مما أدّى لحوادث أيلول عام 1970 يللفلسطينيين وبعدها تم فك الإرتباط الإداري والقانوني مع الضفّه الغربيه .
وقد شهد الاردن نهضة عمرانيه وثقافيه وعلى مختلف الصعد بفضل حكمة وحنكة جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله .
وقبل نهايةالقرن بعدة سنوات بدأالغرب بقيادة امريكا بالضرب على وتر الحريات والديموقراطيه بين الشعوب العربيه ومكافحة الفساد ومشاريع الشرق الاوسطيه المشبوهة وغيرها وبدأوا بتفجير النقاط الجدليه في كل مجتمع عربي متعللين بالحرب على الإرهاب والقاعده والهدف الأساسي هو حماية إسرائيل ومنابع النفط .
وفي عام 1999 مني الاردن بخسارة فادحه بوفاة الملك الباني حيث تولّى جلالة الملك الشاب عبدالله الثاني وسار على درب والده في الحكم بالرغم من استشراء الفساد والفاسدين وممن كانوا يدّعون انهم النخبه والحريصين على الوطن حيث منهم من تقلّد المناصب الرفيعه من رئيس للحكومه أو وزير أو مدير عام وهؤلاء ضيّقوا على الناس معيشتهم وحرياتهم بل وابتعدوا عن المساواة والعداله وإتّبعوا الشلليه والمصالح الشخصيه وأخيرا سيروا الامور حسب أعمالهم ومصالحهم وأشاعوا تخويف الناس على ارزاقهم واطفالهم .أي وكأنهم يعاكسون الملك فيما يوجههم اليه ويعملون عكس توجيهاته الساميه لهم .
فأصبحنا نحارب عدوا خارجيا يتمثل بإسرائيل المحتله لفلسطين والتي تلوّح بالوطن البديل كما تقوم هي وامريكا بإذكاء الفتنه من خلال زرع الفرقه بين المواطنين حسب اصولهم خاصة شرقي وغربي النهر وعدو داخلي هم الفاسدون اللذين ينهبون مقدّرات البلد ويحبطون المواطنين ووّلد مظاهر غير حضاريه كالعنف المجتمعي وزاد الفقر والبطاله وأسقط في يد المواطنين إلى أن هبّ الشباب في بعض الدول العربيه التي عانت من حكّامها طويلا فدبّت الحميّة والحماس في جميع الدول العربيّه ومنها الأردن حيث قامت إحتجاجات ومسيرات سلميه لأيام عديده جعلت الملك الذي يتحسس مشاكل مواطنيه بإتخاذ إجراءات مباشره للتخفيف عن الناس وأقال الحكومة التي عاثت فسادا وما زالت الحكومة الجديده تحت الإختبار هل تستطيع نشر الديموقراطيه وتشيع العدل والمساواة وتطلق الحريات بين الناس وتجتث الفاسدين وتحاكمهم وتعاقبهم فعلا بما يستحقون .
وحيث أن جميع أطياف الشعب الأردني من جميع الأصول متفقون على شيئ اساسي وهو الولاء للعرش الهاشمي فالعلّة في الجهاز التنفيذي وهو الحكومة والمجلس النيابي فإذا صلحا فإن المواطن يكون قانعا بما هو فيه خاصة انه يدرك ان الاردن فقير ماليا ومائيا ولكنه متأكد انه إذا أجتث الفساد فقد يتعافى الإقتصاد أسرع .وأهم إجراء يجب إتخاذه هو تقليص الفجوه في الدخل
بين كبار موظفي الفئه العليا وباقي الموظفين وثانيا تخفيف الزيادات الطارئه على نسبة العونسه والجريمه وتكاليف المعيشه والأسعار وزيادة النسب المنخفضه على حريات التعبير عن الرأي والحريات الصحفيه والديموقراطيه وحقوق الإنسان والشفافيه والمساواة .
عندها يكون المواطن قد ضمن ان كرامته لن تهان ولقمة عيشه متوفره بحلال وأن ثروات بلده لا تُنهب وانه يفاخر بالعداله والمساواة في التعامل وهكذا لا لزوم للتظاهر في الشوارع . وتكون المملكة قد تخطت هذه الأيام العصيبه وكسب مُتخذ القرار رضاء الله والشعب والملك .
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤١) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (٤٢) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (٤٣) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (٤٤) صدق الله العظيم
حمى الله الأردن وطنا وشعبا وملكا وجيشا من كل أذى .
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 19/2/2011