التدقيق في سجلات ما نقل عن الدكتور مصطفى الحمارنة بخصوص العشائر يفيد بوضوح أن الرجل كرر رأيا قديما له سمعناه على مدى ربع قرن، بخصوص الهويات الفرعية، ولم يدل بأية كلمة يمكن أن نفهم منها إساءة مباشرة أو غير مباشرة للعشائر.
كل ما قاله الرجل، بعد المتابعة الشخصية للمسألة والتدقيق فيها، إن التأطير السياسي على أساس الهويات الفرعية يحيل المجموعات في الوطن إلى التفكير المليشياتي.
كثيرون لهم الرأي نفسه داخل وخارج البرلمان.. عليه؛ الحمارنة لم يتقدم بأية إساءة للعشائر الأردنية التي لا ينكر دورها الوطني والقومي إلا جاحد أو مريض أو مختل.
وبالتالي ما حصل مع الرجل كان بناء على "إشاعة" ومَن هاجموا مصطفى الحمارنة يعرفون ذلك جيدا، ما يقودنا إلى الاستنتاج الأهم، الذي يقول إن مهاجمة المبادرة البرلمانية عبر محاولة مضايقة وعزل رمزها الأبرز كان هو الهدف الأساس.. السؤال لماذا؟.
نختلف مع النائب مفلح الرحيمي عندما يطالب الحكومة بعدم التعامل مع المبادرة، فالأخيرة تمثل نوابًا على أساس فردي، من حقهم التعامل مع الحكومة بالطريقة التي يرونها مناسبة، ضمن المحددات الدستورية التي تحكم العلاقة بين السلطتين.
ونختلف مع الصديق النائب أحمد الصفدي، وهو يعرب عن ضرورة التعامل فقط مع "الكتل"، فهو يعرف شخصيًا أن الكتل هلامية ومتحركة، والعمل فيها غير منتج في ظل الإصرار الرسمي على تشويه مجلس النواب.
موقف الصفدي والرحيمي يكشف عمليًا أن بعض الأخوة النواب ضاقوا ذرعا بالمبادرة نفسها، ولديهم وجهة نظر معاكسة لها، ما يجعل اقتناص مفردة في حديث سابق للحمارنة وتحريفها والهجوم على الرجل بصورة مخططة ومنظمة هو جهد يتقصد مشروع المبادرة في أساسه وهو ما ينفيه الصفدي والرحيمي.
هل عملية القصف المنظمة للمبادرة النيابية مسألة داخلية في نطاق اجتهاد بعض النواب فقط، أم ان لدى جهات أخرى تصورا لا نعرفه ضد المبادرة ومضارها الوطنية.. نريد أن نفهم ومِن حقنا أن نفهم.
المثير للسخرية؛ أن أعضاء المبادرة تسمّروا واقفين، ولم يدل اي منهم بكلمة أو موقف، وهم يعلمون تمام العلم أن مبادرتهم هي المقصودة بالهجوم، لا زميلهم الحمارنة، خصوصًا ان تهمة العمالة للأمريكيين بدت فعلا مضحكة جدا في ظل الظروف الحالية في المنطقة والعالم.
لذلك؛ علينا أن نسأل أنفسنا جميعًا وعلى المستوى الوطني، ثم نسأل الأخوة النواب الذين خططوا مع رئيس مجلسهم لقصف المبادرة عشوائيا عن الأسباب والمبررات؟.
إذا كانت هذه الأسباب منطقية ووطنية ومسؤولة، سنشارك الجميع بالهجوم على المبادرة.
وإذا لم يقدم الأخوة النواب المعارضين للمبادرة الذين يحاولون إعاقتها حجة يمكن الاستماع اليها، نقترح عليهم وبكل بساطة أن يتركوا شباب المبادرة في مستوى العمل، فمن غير المعقول أن نواصل مسلسل إعاقة من يعملون ونحن نسترخي في منطقة عدم الانتاجية.
باختصار: قدموا لنا بديلًا مقنعًا عن المبادرة من جهتكم، ونعدكم باقفال المكان وتسليمكم المفتاح ثم التصفيق لكم.