وما اكثر الاصنام في أمتي تُعبد نٍفاقا وتُخشى جُبنا ويُبعد عنها خوفا ويُتقرب منها مصلحة وهي تضرُّ ولا تنفع تتبجحُ ولا تخشع مغرورة لا تركع تأمر ولا تسمع تظلم ولا تشفع مكروهة ولا تخلع .
أؤلئك هم هُبل وااللات والعزّا وغيرهم كثير ولكنهم ليسوا من الاحجار أو التمر وإنما بشر مثلنا لهم آذان لا تسمع وأنوف لا تشم وقلوب لا تحب وعقول لا تميًز وضمائر لا تصحوا .
ونحن عباد الله كدنا أن نكون عبيدا وُلدنا احرارا وكدنا ان نصبح نجيعا أصبحنا ضياعا لا نميز الطين من العجين ولا نعرف الغث من السمين ولا ندرك الشكّ من اليقينا نعبد أصناما نعرف انها عن الخبز لن تُغنينا أجيالا عشنا على هذا الحال الخوف يملأُ قلوبنا وغلاء الحياة لا يرحمنا .
أبناؤنا جيل الشباب لم يعجبهم حالنا وقد رأو اننا نحن نشبه ألأصنام لا نحرك ساكنا بينما الظلم واقع علينا والحياة علينا لا تُطاق وأننا نعاني ولا نجرأ على الإحتجاج أو حتى التظلُم والإمتعاض مما هو واقع مرير فقرروا ان يعالجوا الأمر بأسلوبهم وتركونا نغرق في خوفنا وتواصلوا بطرقهم الحديثه وتعاهدوا على نزع الخوف من صدورهم حتى لو إضطروا أن يزرعوا مكانها رصاص الجبناء من حماة النظام وهكذا كان حيث إنطلق مجموعة شباب في سيدي ابو زيد سرعان ما تجمعوا في شارع الحبيب بورقيبه حيث أزالوا أول صنم وزرعوا مكانه شجرة الحريّة .
واستمر زحف الشباب الى ميدان التحرير وتجمعوا مرّة اخرى وتبعهم النساء والشيوخ وحتى الأطفال ولم يستمر ذلك الكرنفال ثمانية عشر يوما حتى سقط الصنم الثاني وزرعوا مكانه شجرة الكرامه .
وما زال لدى الشباب أشجار كثيره منها شجرة العًزّه وشجرة الوفاء وشجرة الشهادة وشجرة الإخلاص وشجرة الايمان وشجرةالخلاص وشجرة الوحدة وغيرها في بستان الشهداء كثير .
كما ان الشباب يتجمعون في اماكن متعدده منها دوّار اللؤلؤه وميادين طرابلس وصنعاء والجزائر ودمشق وبغداد ورام الله وغيرها وقد قرر شباب العرب الأحرار بعد أن أزاح الشهداء الغشاوة عن أعين الشعوب وأدرك الشباب شرعية السؤال لماذا حال الشعوب العربيه مزريه هكذا مع العلم أن العرب فيهم شباب متحمًس وعندهم الثروة والموارد التي تمكنها ان تكون من اغنى الدول وأكثرها راحة لحياة شعوبهابعد تحررها من الفاسدين والمفسدين والعمالة للأمريكان وإسرائيل وأصبح القادة في خوف من أن تدهمهم اقدام المندفعين التي تدوس رؤوس المنتفعين الفاسدين التي بددت ثروات البلاد ووضعوها في جيوبهم وجيوب انسباؤهم وخزنوها في بنوك العالم وقد شعروا أن ساعة التوقيت لنهاياتهم قد إبتدأت ونهاياتها قريبه بإذن الله .
ألم يقتنع الظالمون أن الظلم ظلمات يفزع منها ألظالم ولو بعد حين وقد آن الآوان وقد تتحدد ألأوليات لسقوط الأصنام في إجتماعهم القادم في بيت الرشيد الذي كان يحج عاما ويقاتل عاما .
كنَا ننادي ونتعجَل ان نصل القاع لنبدأ بالنهوض ويظهر أننا بدأنا نودًع القاع نعم يجب أن نكافح للوصول الى السطح ونطفوا لنشُم الهواء النظيف الخالي من التلوُث والعفن ولتنشأ أجيالُ أنظف منَا وأقل جُبنا .
لتسقط جامعة الدول العربيه التي كرَست الخوف والعمالة والجبن فينا وليُنشأ الجيل القادم جامعة للعرب الأحرار دون هيمنة إستعماريه .
نعم قد نكون نعيش بأحلام ورديه وقد يُبدًدها الشيطان الأكبر والدول المتحالفه معه ولكن يكفي جيلنا هذا أنه شهد إنطلاقة فجر جديد كُنَا نظُن أنه بعيد وبهمَة الشباب سوف يُسقط جميع الأصنام ليزرعوا مكانها أشجار الحريه والإيمان في بساتين الشهداء .
«تَعِسَ عَبْدُالدِّينَارِ، تَعِسَ عَبْدُالدِّرْهَمِ، تَعِسَ عَبْدُالْقَطِيفَةِ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَش»
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) صدق الله العظيم
«عجبت لمن جمع المال والموت طالبه وعجبت لمن بنى القصور والقبر مسكنه»،
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 16/2/2011