اخبار البلد : الرسالة التي ارسلها النائب الاسبق غازي اوجنيب الفايز الى مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر الشريف فواز الزبن والتي اتهم من خلالها الفايز مستشار جلالة الملك بالتقصير وعدم نقل الحقائق الى صاحب الامر كذلك اتهامه بانه يقف وراء اضعاف العشائر الاردنية وانه السبب المباشر وراء العنف المجتمعي بين العشائر الاردنية , وتاليا نص الرسالة :
بسم الله الرحمن الرحيم
رساله لمستشار جلالة الملك لشؤون العشائر
سيادة المستشار الشريف ... بناءً على دعوتك الهاتفية الكريمة لي ذات صباح ، ولقاؤنا في مكتبك العامر في مستشارية شؤون العشائر في تمام الساعة الحادية عشرة وخمس واربعين دقيقة من صباح نفس اليوم ، والذي تم على أثر انتقادي لحكومة سمير الرفاعي آنذاك خلال لقاء تلفزيوني ، وبعد نقاشاتنا العامه في شؤون هامه ، غادرت مكتبكم العامر وأنا مرتاح الضمير ، على استعدادكم السير على جادة الصواب في إدارة شؤوننا واستيعاب ما يدور حولنا من مظاهر الاصلاح في الاقليم ، وأخذ العبر مما يجري . تركتكم وانا مطمئن البال كوني اعتبرتُ نفسي ناقشتُ مسؤولاً ذا مكانة عالية في الديوان الملكي العامر، سيما وقد اكدت لي انك ناقلاً اميناً لحوار صريح يقوده صاحب الجلالة مع قيادات المجتمع المدني.
أخــــي الكريــــم ... إنك تسلمت المسؤوليه في هذا الموقع الحساس ، خلفاً لفارس هاشمي مُتمرس، وعالم فذ ، وأمير صادق مع نفسه أولاً ، ومع قائده وشعبه . كان ينقل شكوى المواطنين وواقعهم للقائد ويُسهم في الحل ، لشعوره بالواجب . ولا ينقل ولاءهم وانتماءهم ، لأنه على يقين أن الولاء والانتماء ثابت لا يحتاج لتجديد أو تأكيد.
أما أنت أيها العزيز ... فيبدوأنك تنقل للقائد صورةٌ مُغايرة لما يشعر به المواطنين فتوحي له بأن العباد يعيشون بحالة من رخاء وسخاء مُجافي للحقيقة . ولتؤكد لجلالة الملك صحة المعلومات تُصدر اوامرك لمستشارية العشائر ولقائد قوات الباديه الملكيه بإقامة المهرجانات والاحتفالات المُكلفة بمناسبة وبدون مناسبه. رغم معرفتكم بأن قلة عدد المُحتفلين لايتناسب مع قيمة المناسبة المُحتفل بها. أما مطالب المواطنين وحاجاتهم فتبقى مُجمدة بأدراج مكاتبك المُتعددة.
سيادة المستشار الشريف ... الحقيقة مُره......... فكما قال المُتنبي
ومن يكُ ذا فم مُر مريض يجد مراً به الماء الزلالا
اسمح لي أن اُصارحك بالحقيقة واقول أنك مُقصربأدائك لمسؤولياتك بخدمة الراعي والرعية والشواهد على تقصيرك كثيرة وكثيرة جداً لا استطيع حصرها واذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر:
1. إخفاؤك للحقائق عن جلالة الملك والمُتمثلة بمطالب الناس بإعلان التسوية لتسجيل الاراضي بأسماء ابناء العشائر وإعادة الحقوق لاصحابها حتى وصل الامر للمواجهة بين رجال الامن وابناء عشائر الزواهرة والخلايلة بني حسن ، التي لولا لُطف الله على عباده ، وثم حكمة جلالة الملك ، لوقعت كارثة كُبرى وامتدت النار الى سائر انحاء الوطن في هبة لايُحمد عقباها بسبب تجاهلك لمطالب ابناء العشائروغيرها من المطالب التي اُخفيت عن جلالة الملك ، عن قصد ام عن غير قصد ، ومنها مطالب ابناء قبيلة بني صخر التي لاتحظى بأهتمامك بشؤونهم.
2. الزيارات المُفاجئة التي يقوم بها جلالة الملك لمناطق البادية النائية للإطلاع على احوال ابنائها وما لاحظهُ من حقائق مُرعبه لاحوال العباد السيئة والذي كان الاجدى أن تقوم أنت بهذه الجولات واطلاع صاحب الجلالة لواقع الحال لإنها مسؤوليتك الاولى.
سيادة المُستشار الشريف ...
إننا بحاجة الى إستداره وإعادة تقييم المسار ( فـزمن النعامة قد ولى ) ، فنحن نعيش الآن في عصر العولمه وثورة الاتصالات والشبكه العنكبوتيه ، وعلينا أن نعي أن وسائل الاتصال بالجمهور تطورت ، وليس بالامكان السيطره على الفضاء . ولم تعد قدراتنا على إخفاء الحقائق كما كانت في النصف الثاني من القرن الماضي ، عندما كنا نملك القدره على حجب إذاعة صوت العرب عن المُستمع الاردني.
سيادة المُستشار الشريف ...
مع الفارق الكبير بين علاقة الشعب الاردني بقيادته الحكيمة ، وعلاقة قيادات دول عربية شقيقة بشعوبها ، لكن علينا أن نأخذ العبره مما جرى في تونس ومصر. فإستعداد ويقظة الانظمة هناك ، لما كانت تتوقع أنه يُحاك ضدها من قوى المعارضه ، لم يمكنها من مُجابهة غضب الشارع ، بسبب إحراق مواطن فقير لنفسه ، ليُعبير عن ما آلت إليه أوضاعه من سوء . ولم تستفيد تلك الانظمة من اعتمادها واستعانتها بحلفائها واصدقائها في الخارج والداخل ، واستعمالها لكل وسائل القمع والرقابة والاستبداد .
ومن يستعن في امره غير نفسه يخنهُ الرفيقُ العونُ في المسلك الوعـر
سيادة المُستشار الشريف ...
إني والله ناصح حليم ... اُحذرك من غضب العامة من ابناء العشائر الاردنية و ابناء قبيلتي خاصة ، الذين عُرف عنهم تحليهم بالحلم والصبر ... ولكن كما يُقال ... احذر الحليم اذا غضب ... سيادة الشريف ، نُطالبك بمُعالجة الاوضاع العامه و المُزريه التي يعيشها ابناء الباديه قبل نفاذ صبرهم. وكما يُقال باللهجة البدوية ( لا فات الفوت ما ينفع الصوت ) ... وإني اصالةً عن نفسي ونيابةً عن ابناء قبيلتي اُحملك شخصياً مسؤولية ما ستؤول إليه الامور، اذا لم تجد هذه النصائح آذانٌ صاغيةٌ !!!
سيادة المُستشار الشريف
خدمة الشعب والقائد ، تتجلى بالبطانه الصالحه للملك الصادقه مع الملك ومع نفسها والامينة على مصالح الشعب. لقد سئمنا من المُستشار الذي لا يُستشار. وآن الاوان لأن نُعيد لموقع المُستشار هيبته وقيمته ، نُريد مُستشاراً يُعالج الخلل ، ولا نُريده خبير تجميل ، يُزين الاموركما يُريد أن يراها . نريده كمرآه صافيه تعكس الواقع وليس كصحراء خالية توهم العطاش ،وتُصور لهم السراب وكأنه الماء.
سيادة المُستشار الشريف
إذا لم تخُني معرفتي أنه لايوجد في الأردن منصب مُستشاراً لجلالة الملك لشؤون شيوخ العشائر، بل مُستشاراً لجلالة الملك لشؤون العشائر ( كل العشائر الاردنية - فُقرائُها قبل اغنيائُها ). فأقبل مني أيها الاخ العزيز نيابة عن فقراء العشائر الاردنية هذه الابيات للشاعر العربي الكبير حافظ ابراهيم :
أيها المصلحــون ضــاق بنا العيشُ ولـــــــم تحسنوا علينا القياما
عـــــــزت السلعـةُ الـذلـيـلـةُ حـتـى بـات مسحُ الحذا خطباً جُساما
وغدا القوتُ في يد الناس كالياقوت حتـى نــوى الفـقيـرُ الصيـاما
يـقـطـعُ الـيـومَ طـاويــاً ولــديــــــه دونَ ريح القتار ريـحَ الخزاما
ويـظـنُ الــــــرغيف في البُعد بدراً ويـظن اللحومَ صيـداً حـــراما
سيادة المُستشار الشريف ... اُناشدك بالله نقل واقع العباد ، في كافة انحاء البلاد لقائد مسيرة الخير. وأن تفتح أبواب مكاتبك وتجعلها ملاذاً للفقير والمُحتاج ، وأن لا تُصغي لبناة السؤ ، الذين ورثوا المجد عن الآباء والاجداد ، واساؤا الصنع في الديار والعباد ، حتى اوشكوا أن يُضيعوا الحسب الرفيع الذي ورثوه.
سيادة المُستشار الشريف ... انتماؤنا لتراب الاردن وولاؤنـا للعـرش الهـاشمي ، انتماء وولاء لايحتاج للتجديد . نُعلنها مودوية ، اننا لانرضى بغير الاردن كيان ولابغير الهاشميين عنوان ... أخي العزيز إن ابناء قبيلة بني صخر وبعفويتهم الصادقه يُعلنون من مضاربهم مضارب العز والكرم والشهامة مضارب بني صخر الابيه التي أبت ان تلين إلا لله ثم للقيادة الهاشمية التفافهم حول القياده الهاشميه الحكيمه . رافضين اعلانها من ساحة المعارض مقابل نادي ديونز.
أخي أبا زيد ...
لا اُخفيك أن الغالبية العظمى من الفقراء من ابناء العشائر الاردنيه ، لايعرفونك شخصياً ولايعرفون أنك على رأس مؤسسة ترعى شؤونهم . وهؤلاء الفقراء عندما تضيق بهم الدنيا ينتظرون الفرج بلقاء سيد البلاد في المُناسبات العامة والاعياد أو بالقاء أنفسهم امام موكبه الملكي على امل لفت انتباه جلالته للاخذ بيدهم حيث يعتبرون أنه الملاذ الوحيد والاخير لهم.
أخي وصديقي سيادة الشريف ... لا تحذر صراحتي وصدقي لك ، بل إحذر اصدقاءك وتصديقهم لك.
إحذر من الناس ادناهم وابعدهم وإن لقوك بتبجيل وترحاب
اللهم فأشهد إني بلغت .
إذا أنا لم اُعط المكارم حقها فلا عزني خالٌ ولا ظمني أب
حفظ الله الأردن ورعا الله الملك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخـوكم
غــازي أبوجنيب الفايز
