في مجالسنا المحترمه وهي كثيره والحمد لله ... وعندما يحتدم النقاش حول موضوع ما او مشكله ما تهم الحاضرين ..ينهض شيخ العشيره او كبير الجالسين قائلا صلوا على النبي .....فيردد الحضور عليه الصلاة والسلام ....ويبدا الكبير بعرض وجهة نضره حول الموضوع والجميع صامتين وكلهم اذان صاغيه لما يقوله كبيرهم.....وغالبا ما يكون رأي هذا الكبير ..كبيرا ..ومحل احترام وتقدير الجميع ......
ما نراه هذه الايام اشبه مايكون بتلك المجالس ...فالكل مهتم بما يدور حولنا وعندنا ...والاف الاراء والافكار تتطاير هنا وهناك..وتسمع من بين تلك الاراء ما هو عقلاني ومتزن وبنفس الوقت تسمع اراء انفعاليه تفتقر الى الدقه والموضوعيه .....
وهاهو كبير العشيرة وشيخها جلالة الملك عبدالله الثاني .... يخاطب الجميع بكل ثقة وأطمئنان قائلا ...صلوا على النبي ....فالاردن بخير واهله بخير والمستقبل امامنا وما علينا الا ان نكمل المسيره معا ويدا بيد ...فالاردن يحتاج الايدي التي تبني و لا تهدم ويحتاج المواقف المتعقله الواعيه وليس المواقف الانفعاليه....كنا معا وسنبقى معا ولدينا القدره على تخطي الصعاب وتجاوز الازمات ....
نعم ايها الاخوه ...علينا ان نصغي الى توجيهات كبيرنا ونصطف خلفه .....لنكمل المسيره وعلينا ان نتأكد من أن كبيرنا على اطلاع تام بكل يجري في بلدنا ...ولديه من المشاعر الانسانيه الشئ الكثير ...ويعرف ان سبب ما نعانيه من مشاكل وأزمات كان من الممكن تجاوزه ...لو صدق بعض من تولوا المسؤولية لدينا ما عاهدوا الله وعاهدوا جلالته عليه .....ولو وضعوا بين اعينهم مصلحة الوطن وليس مصالحهم الشخصيه ......
نحن الان نعبر مرحلة جديده تحمل مؤشراتها انفراجات كثيره .....والعديد من الرسائل الهامه التي كانت تضيع قبل وصولها الى من يهمه الامر وصلت بحمد الله ....وما يلزمها من اجراءات محل اهتمام وعنايه على جميع المستويات .....
وفي الختام ......ان ما نحتاجه ويحتاجه الاردن هو الوقوف صفا واحدا لدعم كل الجهود الخيره التي تسعى جاهدة الى الخروج من هذه الازمه والوقوف خلف قيادتنا الهاشميه الواعده .....فلدينا الكثير مما نعطيه لهذا الوطن .....من حب واخلاص وانتماء .....فلقد اعطانا هذا الوطن الكثير الكثير ......وليس من طبع الاردنيين النشامى انكار المعروف ......