أخبار البلد - لم تكن صدفة ان تجد لجنة الفرز ورقة أثناء فرزها لقطاع الأغذية اسم خليل الحاج توفيق الذي لم يترشح أصلا لهذه الدورة بالرغم من انه كان رئيساً لنقابة تجار المواد الغذائية وعضوا في غرفة تجارة عمان قبل أن يقدم استقالته طواعية من المنصبين الهامين ... ورقة الحاج توفيق والتي لا نعلم صاحبها او من كتبها تحمل رسالة بمضامين ودلائل ومؤشرات منها الوفاء لهذا الرجل ومنها رسائل عدة لأطراف المعادلة الغذائية والتجارية في الاردن ... خليل الحاج توفيق والذي كان متواجداً في صومعته داخل الغرفة وكعادته يوزع الابتسامات النابعة من قلب ابيض الى أصدقاء كثر جاءوا للإدلاء بأصواتهم في الغرفة فوقفوا أمام ابا حمزه يستفسرون عن أحواله وحاله وسر غيابه عن المشهد وبعضهم أنبه وانتقده لتركه المشهد بدون حضور علما بانه حتى في غياب ابو حمزه فأفعاله وقراراته حاضره وبقوة وأمام الجميع .. كانوا يلتفون حوله كما شاهدنا بأم عيوننا يسألونه أين الطريق واين القبلة واين النهاية يطلبون ارشداته ونصائحه اين يتوجهون ولمن صوتهم يمنحون وكان يدلهم دوماً الى الخير والى الحق والى النتيجة والى المصداقية ثم يبرر ويفسر ويحلل ما يقوله فكان هذا الرجل واضحا صادقا مع نفسه بانه مع كتلة الوفاق او مع رئيسها عيسى مراد والكثير الكثير من أعضائها ... الحاج توفيق خدم الفلسفة العامة والمصلحة العليا للتجار فكان يعرف ويعلم ان الخيار للتجار طالما هم اختاروا لكنه كان يقدم النصح والارشاد لكل من يسأله عن الجهة او الواجهة التي يجب ان يتجه لها .
خليل الحاج توفيق ولمن لا يعرف عن هذا الرجل شيئا نقول انه داهية من دواهي هذا الزمن ورقم صعب في المعادلة التجارية وصاحب كلمة مسموعة ومؤثرة وناجعة وقادر على تقديم المشورة او النصح المبين ... ابو حمزه والذي كانت ملامح الرضا والتفاؤل تقرأ بعينه وهو يتابع تطورات المشهد الانتخابي حيث يعرف كيف ستكون النهاية وكيف ستكون النتيجة ولذلك فحسابات الحقل متطابقة تماما لحسابات البيدر وقراءة هذا الرجل لا تخيب ولا يمكنها الا ان تصيب ... وعنوان تحاليله للواقع تقول ان الانتخابات امتحان يكرم به الرجل او يهان ويحصل المترشح على ما يقدمه وهنا يكون المعيار للنزاهة والمصداقية والعمل والانتماء والإخلاص والشرف فمن تتوفر به هذه المعايير فلا بد ان ينال ثقة الشارع وثقة التجار .
البارحة وقفت انتظر واتابع هذا الرجل واقصد خليل الحاج توفيق وطلبت ان التقط له صورة فرد بابتسامة دافئة واكتشفت ان غرفة التجارة تتأثر كما الناس باحوال الطقس ووجدت ان خليل الحاج توفيق يرتبط عاطفياً ووطنياً ببيته ولذلك كان حريصا اكثر على ان يدخل غرفة التجارة من يستحقون ومن يدافعون عن التاجر وكرامته وعنوان استقلاليته في المرحلة الصعبة .. واخيراً ديروا بالكم من وعلى هذا الرجل فهو صادق وموضوعي وشفاف وواضح في زمن الكذب والتحايل والضباب والغموض .. والله يعطيك العافية يا ابو حمزه