أخبار البلد
احتكرت شركة «تسهيل» التي يملكها الأمير السعودي فيصل بن عبد الله الفيصل إصدار تأشيرات الزيارة إلى السعودية والمرور والإقامة، وأدى ذلك الإجراء إلى إغلاق ما لا يقل عن 100 شركة أردنية عاملة في السوق المحلية، وتسريح نحو 1000 موظف عامل في تلك الشركات، بعد المنح الحصرية لشركة «تسهيل» السعودية لإصدار تأشيرات المرور والإقامة.
وشركة تسهيل هي استثمار برأسمال أجنبي 100 في المئة (غير أردني)، ولا يجوز للشركات الأجنبية ممارسة عملها في الأردن، وليست مسجلة فيها حتى الآن أن تتعاطى أعمالها في المملكة ما لم تكن مسجلة بسجل الشركات، إلا بقرار استثنائي عن طريق مؤسسة تشجيع الاستثمار.
ويتيح القانون لمؤسسة تشجيع الاستثمار منح ترخيص عمل استثنائي للشركات الأجنبية؛ بهدف توظيف الأيدي العاملة المحلية، وتحريك الاقتصاد، وتشكيل إضافة نوعية للاقتصاد المحلي.
وبحسب القانون، فإنه على الشركة الأجنبية أن ترفع إلى مراقب عام الشركات بيانا يتضمن: اسم الشركة ومقدار رأسمالها، ونوع العمل الذي تتعاطاه، والاسم الكامل لكل شريك من الشركاء وعنوانه وصفته وجنسيته وغيرها.
وتم ترخيص الشركة في عمان في نهاية أيار من عام 2012 باسم الأمير السعودي، إلا أنه قبل شهر تمت إزالة الشركة من اسم الأمير من موقع بورصة عمان.
ومن المتوقع أن تجني شركة «تسهيل» نحو 15 مليون دينار سنويا؛ جراء منحها حصرية منح التأشيرات واحتكار العمل في السوق المحلية.
ويرى أصحاب شركات سياحة وسفر وحج وعمرة أن تلك الشركة لم تشكل إضافة نوعية للاقتصاد الوطني، ولم تستطع توظيف أكثر من 100 موظف، بينما تم تسريح ما لا يقل عن 1000 موظف في شركات خرجت من السوق بعد منح شركة «تسهيل» حصرية العمل.
وقال أصحاب شركات سياحة وسفر وحج وعمرة -فضلوا عدم ذكر اسمهم- إن الشركة رفعت رسوم الحصول على تلك التأشيرات إلى الضعف من 100 دينار إلى 130 ديناراً، وإلى 200 دينار لمن أراد أن يحصل على التأشيرة في وقت مبكر «خدمة VIP».
وكما تم رفع تأشيرة السائق (حافلات الحج والعمرة) من 40 ديناراً إلى 120 ديناراً بعد منح الحصرية لتلك الشركة.
كما ستقوم الشركة بتطبيق «البصمة الأمنية» بصمة العين والوجه مقابل 20 إلى 30 ديناراً كرسوم لم تكن موجودة سابقا، وهو ما سيرفع كلف الحج والعمرة على المواطنين، وسيمنح معلومات أمنية عن المواطنين لتلك الشركة -بحسب أصحاب شركات حج وعمرة-.
وتوقعوا انخفاض أعداد المعتمرين إلى أقل من النصف؛ بسبب تعقيد الإجراءات والرسوم.
يشار إلى أن شركة «تسهيل» غير موجودة إلا في الأردن والإمارات.
ويتساءل أصحاب الشركات عن جدوى منح تلك الشركة الأجنبية حصرية العمل، ومنحها استثناء من مؤسسة تشجيع الاستثمار كونها أجنبية، وما هي أسباب منحها «احتكار» منح تلك التأشيرات للأردنيين في ظل وجود شركات محلية عاملة تتمتع بخبرات طويلة.
ويخشى أصحاب الشركات السياحية أن تحل «تسهيل» محل شركات الحج والعمرة في منح تأشيرات العمرة للأردنيين؛ وهو ما سيؤدي إلى إغلاق نحو 180 شركة لديها ما لا يقل عن 500 فرع توظف نحو 3 آلاف أردني.
وافتتحت شركة في إف إس تسهيل، الشركة التعاونية المتخصصة بمهمة إدارة ومعالجة طلبات التأشيرات للمملكة العربية السعودية، رسميا مركزين متخصصين بتأشيرات مرور الشاحنات وتوصيل البضائع في الأردن.