جوائز السحب على حسابات البنوك مهرجان ينتظره بفارغ الصبر ألاف المودعين الصغار , وقد وجدت فيه البنوك وسيلة لاجتذاب عملاء تأسرهم الأحلام .
على طريقة برامج المسابقات الفنية حيث يلهث الحالمون بالشهرة تشرأب أعناق الفقراء الى بنوك تغريهم بجوائز نقدية كبيرة لمجرد فتح حسابات توفير صغيرة , لتهطل الفرص بشتى أنواعها , فرصة الفوز كل يوم ، كل أسبوع وكل شهر بدءا من 10 آلاف دينار و 15 ألف دينار و 150 ألف دينار وربع مليون ومليون إضافة الى مئات جوائز الترضية الشهرية ولا ننسى الأعياد والمناسبات الاجتماعية والدينية وعيد الأم والحب وجائزة خلال العام وأخرى لنهاية العام. والسؤال .. ماذا ستفعل لو ربحت الربع مليون ؟.. الاجابة قطعا سيارة وبيت وتعليم الأولاد , هذه أحلام البسطاء من الذين سأموا إنتظار تحقيقها فلجأوا الى يناصيب البنوك علها تحققها لهم !!.
ماذا لو وظفت البنوك هذه المدخرات في صناديق إستثمار حقيقية تخدم أهداف تنموية وتحقق لجمهور المدخرين عوائد تمول أحلامهم درجة درجة ؟.
تعكس المبالغة في جوائز البنوك فراغا في توظيف الأموال , وغيابا لأدوات الاستثمار , لكنها في ذات الوقت حولت البنوك الى برامج مسابقات هي الأضخم في بيع الأحلام .
تظن البنوك أنها بهذه الطريقة تكافيء الادخار وتشجعه وتسهم في تنميته , لكنها في واقع الأمر ترفع سقف الأحلام والأماني , حتى إذا ما جاءت الخيبة واليأس لا ينالها في نهاية المطاف سوى اللعنة والتشكيك والسخط .
لو ان بعض المصارف تبذل جهدا أكبر في البحث عن أدوات إستثمار مبتكرة لجذب مودعين , لما بالغت برسوم الخدمات ولما أفردت كل هذه المساحة الاعلانية للترويج لجوائز السحوبات .