مرّ حينٌ من الدهر كان الاردنيون عندما يسألهم احد عن احوالهم، يردّون: والله هيّنا بندحل. وإذا ما قابلتَ صديقا لم تره منذ زمن، وسألته عن اخباره، رد عليك:»داحلة».
بالطبع، كنتُ مثل كل الكائنات أجيب من يستفسر عن أحوالي بذات الكلمة» بندْحَل». حتى تأملتُ في الكلمة ومشتقاتها، والفعل الثلاثي والمصدر: دَحَلَ، يدحلُ، فهو، داحل. وظننت أننا قد تحوّلنا من كائنات بشرية، الى « مداحل».
وكان ذلك، يعني ان الأمور بخير ولكنها تسير بصعوبة.
أما هذه الأيام، إذْ الغلاء الفاحش، وأزمات السير والمرور، والتجحير والتبحير والمجاكرة والكراهية التي تتدفق من عيون البشر كلما «احتككت» بأي منهم، ولو كان الموضوع «هايف». بالمناسبة وعلى سيرة»هايفة»، رأيتُ سيّارة « بكم» واقفة عند «حاوية» يبحث صاحبها عن «علب»فارغة وبقايا معادن، فوجدتُ على مقعد سيارته مخملا مرسوما عليه صورة العزيزة، هيفا وهبي.
طبعا،هوّ نِفِس.
نعود لموضوعنا، أصبح الاردنيون يردّون على من يسألهم عن أحوالهم، بلغة العاملين في» حراج السيّارات»:( اربعة جيّد).
ولمن لا يعرف معناها، أزيدكم من الشعر بيتا، فأقول، إن «اربعة جيد) تعني أن السيارة التي تود شراءها بخير بدليل ان «الشصيات» الأمامية والخلفية»جيّدة». شصان في مقدمة السيارة وآخران في مؤخرتها ـ بلا مؤاخذة ـ.
وعادة ما يقول لك «البائع» أو « السمسار» أن السيارة،لا يوجد بها «قصعات» أي «ضربات» أو «كدمات» وهو أمر «نادر»، فلا توجد سيارة في الاردن الا وتعرضت لكدمة او ضربة او كانت نصف «معطوبة» أو « مقشوطة»، أو « المراية» ملطوشة او المسجّل» أخنب».
وغالبا ما يكون رد البائع بـ»أربعة جيّد» بهدف التنفيع والاستفادة من الزبون وبخاصة اذا ما لاحظ انه مثلي، لا يفهم بالسيارات.
وباتت «اربعة جيد» تُقال في كل المناسبات، وبالتالي فقدت معناها.
وحتى لا يرتدّ سهمي الى نحري، واذا ما فكّر احدكم وسألني عن أحوالي فسيكون ردّي»أربعة جيّد».. جدا!
طبعا توجد «كدمات» في حياتي، بس ماشي الحال.
اربعة جيد
أخبار البلد -