في ميدان التحرير منظر مهيب ترتجف له القلوب جميعا، قلوب الشعوب المقهورة المستعبدة المُداسة تحت النعال، مسحوقة العظام، مسلوبة الفكر، مقطوعة اللسان، وقلوب جبابرة ومستبدين وطغاة ظالمين سلبهم الغرور والأنانية لحظة وعي أن لكل طريق نهاية ولكل مستبد مهما علا حفرة.
المصريون حجوا زرافات ووحدانا بغير إحرام، نحو الحرية توجهت مناسكهم يرددون: لبيك يا حرية لبيك، يا رب لا نرتضي أن نكون عبيدا إلا بين يديك..
كسروا أصنام الاستذلال وحطموا أوثان الطغيان، وطافت أرواح شهداء طاهرة، وسعوا سعي أمهم سارة لينهلوا زمزم الانعتاق والحرية، والتقطوا حصى الفكر والوعي يرجمون تلك الشياطين الكبرى والصغرى، بعد أن عاثت في مصر جسد الأمة إفسادا، فأحرقت خيراتها،ولوثت فضائلها، ودنست ماضيها وحاضرها وامتدت تطال مستقبلها.
حجكم يا أهلنا في مصر لن ينقضي في أربع أيام، فلا تتعجلوا ولتمتد أيام التشريق أسابيع وشهور حتى تشرق شمس حريتكم ويبزغ نجم إرادتكم، ولا تتحللوا إلا بعد أن تحلقوا رؤوس جلاديكم.
ظلال العقلة