حكومة إنقاذ .. بأي معنى؟

حكومة إنقاذ .. بأي معنى؟
أخبار البلد -  
أخبار البلد - عمر كلاب

 

تتسلل مصطلحات مستوردة الى قاموس السياسة المحلي سرعان ما يُصبح لها حضور وجمهور ومريدون , ثُم تصبح مطلبا سياسيا وشرطا من شروط التوافق الوطني او ضرورة لمسيرة الحياة السياسية في البلد , دون ادنى عناية بالمصطلح ومطابقته للواقع السياسي ولا اريد ان اصل الى عبارة دون فهم للمصطلح .
احدث الابتكارات السياسية المُصطنعة , تعبير حكومة انقاذ وطني تتألف من شخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة وباقي الاوصاف اللازمة لجذب الانتباه الشعبي , علما بأن هذه الحكومات غير موجودة في الدول المستقرة وغير الخاضعة لحرب اهلية او لانقسام اثني او طائفي , لأن حكومة الانقاذ تأتي من مختلف الطوائف والاثنيات وتسير نحو وقف الحرب او الصدام وتنطلق نحو بناء دولة المواطنة المتساوية وتجاوز عقلية وذهنية المحاصصة عبر صناديق اقتراع بعد اقرار قانون انتخاب توافقي وتحديد مقاعد مجلس البرلمان حسب نسبة التمثيل لكل مكون اجتماعي .
الاردن لا يمر بكل التوصيفات التي تفترض تخليق حكومة انقاذ وطني , اما شروط الكفاءة والنزاهة فهي متوفرة في معظم اسماء حكومة الدكتور عبد الله النسور وفي شخص الرئيس , وخلافنا مع الحكومة ليس على نزاهة الفريق وكفاءته , بل على منهجية العمل وسرعة الانجاز كما أقرّ بذلك رئيس الحكومة خلال لقاء معه لاسرة الدستور بقوله " نحن نختلف على سرعة القاطرة الاصلاحية فقط وعلينا الاتفاق على السرعة المناسبة للقاطرة " .
برنامج الاصلاح واضح وتم شبه اجماع عليه من خلال مضمون اوراق الملك النقاشية التي تضمنت اخر اوراقها عنوان التمكين الديمقراطي , وهذه الاوراق رغم انحيازها للمستقبل الديمقراطي الا انها واجهت بعقوق من المؤسسات الحزبية والنقابية التي تُطالب الآن بحكومة انقاذ وطني , ومواصفات هذه الحكومة حسب البيانات الصادرة ان تقوم بمراجعة القوانين الناظمة للحياة السياسية وتقوم بإجراء تعديلات على الدستور , رغم ان الاوراق النقاشية الملكية طرحت كل ذلك ووفرت له ارضية للحوار ومرجعية نظرية للتطبيق .
اللجوء الى المصطلح الغامض والضبابي ولن أزلف واقول الضلالي , هو تعبير عن ازمة ذاتية لمن يقوم بإطلاق المصطلح , ومحاولة تعميمه يُخفي بداخله ازمة ذاتية او عدم فهم موضوعي للحالة الوطنية , فيقوم بتعويم المصطلح وتضخيمه على حساب فهمه وفهم ضرورته ومكانه وزمانه , للسعي الى نقل الكرة من مرماه الى المرمى الآخر لعدم وجود برنامج واضح لديه , وهذا ما اوقع احزاب كثيرة في خانة الضياع الشعبي وسبّب حالة عزوف عنها وتاليا اما دخولها في الجُبّ او في خانة التطرف .
ما تحتاجه الحالة الوطنية هو عقل قابل للآخر وعقل يقيس الاحداث بميزان الحالة الوطنية ويعتمد المواقيت الوطنية , فتسريع القاطرة الاصلاحية قد يقودها الى حادث مربك او قاتل , والمسير البطيئ يُفقد الناس الثقة ويدفعهم نحو الاحباط , وتحديد السرعة بحاجة الى طاولة حوار حقيقي يتمخض عنها جدول زمني واضح لاقرار مخرجات التوافق الوطني , دون القاء مخرجات الحوار في الادراج كما تقول الذاكرة السياسية , وهذا هو الانتقاد لمنهجية الحكومات في التعاطي مع مخرجات لجان الحوار الوطني .
حكومة الانقاذ الوطني وصفة لواقع غير الواقع الاردني , وما نحتاج هو اما حكومة برلمانية تتشكل من ائتلاف نيابي واسع قادر على حسم الثقة البرلمانية او حكومة حزبية بعد إنضاج التجربة الحزبية التي تقدم كل يوم نموذجا على انحسار وعيها وتمترسها خلف المصطلح الضبابي والضلالي لإخفاء عجزها عن التواصل مع الواقع الاجتماعي واجتراح الحلول الجاذبة للانصار والاعضاء .
ربما يُغري المصطلح الجديد غرور بعض الساسة ويُعمي بصيرة بعض النشطاء , لان الاسماء النزيهة وصاحبة الكفاءة تحتاج الى منظومة تلظم خيط عملها لانتاج ماكينة عمل برامجي يضمن الغاء الأنا لصالح الفريق او الحزب , نحن بحاجة الى التمكين الديمقراطي وهذا بحاجة الى حوار جاد على ارضية مخرجات لجنة الاجندة الوطنية الاخيرة التي اضعنا فرصة تنفيذ مخرجاتها في العامين الماضيين ولكن الفرصة قائمة لاسترداد مضمون الاتفاق الوطني والبناء عليه .
omarkallab@yahoo.com

 

 
شريط الأخبار البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب الملكة تشكر النشامى.. "أداء مميز طوال البطولة" الملك يشكر النشامى.. "رفعتوا راسنا" «لدورهم في 7 أكتوبر»... تحركات إسرائيلية لإعدام 100 من عناصر «القسام» وزير التربية: إرسال مسودة قانون وزارة التعليم وتنمية الموارد البشرية لمجلس النواب الشهر المقبل المنتخب الوطني وصيفا في كأس العرب بعد مشوار تاريخي ولي العهد والأميرة رجوة وعدد من الأمراء يساندون "النشامى" في ستاد لوسيل الإعلان عن تشكيلة "النشامى" في نهائي كأس العرب أمام المغرب القريني يكشف مصير مباراة الأردن والمغرب دور شراب الشعير في علاج حرقة البول مجمع الضليل الصناعي خبران هامان عن الشقاق وحمد بورصة عمان تغلق على ارتفاع بنسبة 0.56 % الأردن على موعد مع الانقلاب الشتوي الأحد المقبل الأردن على موعد مع الانقلاب الشتوي - تفاصيل وزير المالية: النظر في رفع الرواتب خلال موازنة 2027 صوت الأردن عمر العبداللات يمثل الأردن في ختام بطولة كأس العرب 2025 "شركة التجمعات الاستثمارية" لغز الاقالة سيعيد الشركة للمربع الأول مبادرة "هَدبتلّي" تصنع الفرح في الشارع الأردني وبين الجمهور والنوايسة: الشماغ رمز أصيل للهوية الوطنية يعكس لباسه معاني الشموخ خطط واجراءات حكومية قادمة من رئاسة الوزراء مستثمر أردني يقع فريسة عملية تهريب اموال يقودها رئيس وزراء لبناني أسبق