اشك إن لدى دولته الان وقتا كافيا للاطلاع على مطالب الشعب لكن لعله يتفرغ لها ليتعرف الى ما يريد الشعب وماهي امانية وطموحاته
بعد يومين من يومنا هذا. وبالتحديد , يوم الارعاء المقبل سيعلن دولة الرئيس عن فريه الوزاري وبعد ذلك , تبدأ الدورة العادية الجديدة لمجلس الامه , وكما هي العادة , ستحضر الحكومة العتيدة مجتمعة. وستكون المواجهة اراء واسئله ومطالب واحتجاجات ونفاق وتملق وتزلق وتحلق
وساكون بينهم احمل وجع الناس وأحلامهم وتطلعاتهم . أليس الإعلام السلطة الرابعة , وفي رأيي أن الإعلام اليوم في عالمنا أكثر من سلطة رابعة . من فترة وانا كتب في المواقع والصحف بمنتهى الصراحة كتبت ما أود قوله أمام الحكومة , عن احلام مواطنينا : أحلام المواطنين في بلدنا متواضعة , وطموحاتهم لا تصل إلى حد أن يكون دخل المواطن الأعلى في المنطقة , كما تفاءل مسؤول حكومي . التفاؤل مطلوب . ولكن للتفاؤل أسساً وعناصر مادية يقوم عليها. حال أكثر المواطنين في بلدنا ليس كما ينبغي مادياً , المتطلبات كثيرة , والأسعار في ارتفاع لا يتوقف .. ! حقيقة .. قلّة من الناس تضخمت بطونهم , والباقون التصقت بطونهم بظهورهم ولكن هذا لا يعني أننا تحت خط الفقر كما يروج في الخارج , في الاردن يقولون : مستورة هي مستورة والحمد لله . المواطن الاردني بحكم خصوصيته الوطنية هو في أوج ارتباطه بوطنه لقناعته أن عمان بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ن الحسين هي خندق العروبة الأخير وملجا المستغيث وواحة الامن والامان ونصير الملهوف . ولكن المواطن لا تغادره الأسئلة التي نشتم فيها كثيراً من الحرص على الوطن والولاء له ومن هذه الأسئلة : ما الذي يمنعنا من تحقيق النجاح الاقتصادي المشكلة في الجرذان , جرذان في كل مكان ... جرذان تأكل الأخضر واليابس تحلّل ولا تحرم , وإذا ما ألقي القبض على جرذ , يخرج بقرار براءة , ويزايد بالشرف على الآخرين , ويعلن أنه ضحية مؤامرة . يقولون : إن العلة في القضاء .هل العله عذرا في القضاء ونحن نعرف إن : «ليس لدينا قضاء فاسد
... المواطنون يقلقهم ويؤلمهم انتشار الفساد , ويرون أن الاردن لولا الفاسدون لكانت بألف خير , وهم جاهزون للصبر على الفقر والفاقة إن تطلب الأمر وطنياً ذلك , لكن أن يأكل الفاسدون خبز يومهم فهذا أمر يؤلمهم ويغضبهم . الخطير , أن يتحول الفساد إلى ثقافة , وإلى سلوك , كان الفاسد في بلادنا ذات يوم كالجمل الأجرب ينفر الناس منه , في أيامنا هذه صار الأجرب الوجيه والذكي وصاحب الكلمة المسموعة , ومن يتسابق الناس لكسب وده , والأخطر في ذلك , بات يعطي شهادة حسن سلوك في المواطنة . بصراحة .. حتى الكلام عن الفساد بات ينظر إليه كثيرون نشازاً بصراحة
.. أحلام المواطن في بلدنا ليست كبيرة , متواضعة . بسيطة لا تتعدى الحلم بمدرسة , وبجامعة , وبمنزل متواضع , وبطبابة مجانية له ولأبنائه , وبفرصة عمل , ولا يشترط أن تكون فرصة العمل لدى الحكومة , و يقبلها في القطاع الخاص , ويحلم بابتسامة مسؤول نابعة من قلبه فيها الاحترام له عندما يراجعه في قضية
مطلبه أن تكون حقول الوطن خاوية من الجرذان .. ما تحقق على مدى عقود من إنجازات كان كبيراً , ولكن السؤال المهم والملح لماذا لا نحمي هذه المنجزات , لماذا لا نحمي النظام لماذا لا نحمي الحكومة والمواطن والمستقبل من هذه الجرذان من جرذان السرقة والنهب والتقصير والترهل والهروب من المسؤولية , ومن الهدر لكل شيء ؟ نحن قادرون على المحاسبة , وعلى تنظيف الوطن منهم , وهذا مطلب جماهيري واقتصادي وضرورة وطنية وقومية ؟!
؟! الإجابة محزنة .كررتها اكثر من مرة تقول الحكاية : إن الفئران هي التي هدمت سد مأرب العظيم , حفرت جحورها في جسد السد بغفلة عن حراسه , فراحت تنبش بين صخوره , ومع الوقت كبرت جحورها واتسعت و تخلخلت الصخور , وانهار السد وماتت الحياة في جنة عدن
pressziad@yahoo.com .
=====================================