منذ بداية ألأزمة السورية انقلب الإعلام وبعض الإعلاميين لأداة حرب ضد سوريا الدولة تحركها قوى الشر الأمريكية الصهيونية وأدواتها الرجعية الرسمية العربية والأردوغانية الماسونية وحركة الإخوان المسلمين وانعكس ذلك هنا في الأردن حيث أصبحت السفارة السورية وشخص السفير هدفا مستمرا لعدوان تلك القوى والأدوات من بعض الفضائيات وكتاب التدخل السريع وشمل كل من اعتقد أن ما يجري في سوريا لا علاقة له بما سمي زورا وبهتانا (الربيع العربي) وإنما عدوان أمريكي صهيوني أوروبي أردوغاني سعودي قطري وأصبحت السفارة محجاً لاعتصام تنظيم الاخوان المسلمين من أردنيين وسوريين وشتائمهم وبأقذع ألألفاظ على الرئيس بشار ألأسد والسفير السوري والمطالبة بترحيل السفير وقطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا وتسابق كتاب التدخل السريع بمقالاتهم لتحقيق ذلك وانضم إليهم بعض المسؤولين الرسمين على اعتبار أن رحيل النظام السوري بات حقيقة ثابتة سوف تظهر خلال بضعة أسابيع ألأمر الذي أضفى عقلية الغطرسة على قيادات حركة خوان المسلمين وانقلابهم على الحكم في ألأردن والمطالبة بإلغاء سلطات جلالة الملك الدستورية تمهيدا لتوليهم الحكم في ألأردن .
مع تطور ألأزمة السورية تطور موقف هؤلاء لدرجة المطالبة بتدويل ألأزمة وتطبيق أحكام الفصل السابع من ميثاق هيئة ألأمم المتحدة ومهاجمة لروسي والصيني لممارستهما حق ألفيتو في مجلس ألأمن لمرات ثلاث وحال دون تدمير سوريا الدولة وحال دون تحقيق أحلام تلك ألأدوات .
سندا لأحكام اتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1961 فان واجب السفير السوري حماية مصالح الدولة السورية ورعاياها في الأردن والتعرف بكل الوسائل المشروعة على ظروف وتطور الأحداث في الأردن (الدولة المعتمد لديها)وعمل التقارير عن ذلك لحكومته ومن ضمن ذلك تفنيد مزاعم وافتراءات تلك ألأدوات ومنها في وسائل ألأعلام ولم يسبق لسعادة السفير أن هاجم الحكومة ألأردنية أو أجهزتها وعلى العكس من ذلك امتدح الأردن والأردنيين إلا أن كتاب التدخل السريع اعتادوا مهاجمته وتفسير وتأويل كل كتابة أنها مهاجمة للأردن بهدف توتير العلاقات مع سوريا والمطالبة بترحيل السفير وهو احد أهداف قوى العدوان .
كذلك من أحكام اتفاقية فينا حق الدولة المعتمد لديها في أي وقت ودون ذكر ألأسباب اعتبار أي دبلوماسي غير مرغوب فيه وان تطلب ترحيله وإنهاء عمله الدبلوماسي.
قبل أيام طالعنا أحد كتاب التدخل السريع وباسم (محرر الشؤون الوطنية) مهاجما السفير السوري ويطلب إلغاء مهمته وترحيله دفاعا عن بعض سفراء دول العدوان على سوريا عربا وأجانب وانه (الكاتب) لم يعد يحتمل السكوت عن السفير .