إياكم وغضب مندوب حوادث المرور
ربما وللوهلة الأولى ستبدو مسألة شخصية لكنها ليست كذلك، ويجب أن يعرف بها كل مسؤول ومواطن ليعرفوا كيف يتعامل رجال دوريات حوادث المرور مع المواطن الذي يتجرأ ليعترض على أي تصرف منهم.
اليوم الجمعة فجرا وفي تمام الساعة الثالثة كنت عائدا من أم أذينة إلى منزلي، وللأسف صدمتني سيارة من الخلف، وإلى هنا الأمر عادي ويمكن أن يحدث يوميا. اتصلت من هاتفي على رقم 199 الذي كان لطيفا ومتجاوبا ووعد بالمتابعة الفورية. بعد فترة من الإنتظار لم تحضر دورية المرور فاتصلت مرة أخرى فطلبوا مني الإتصال بمندوب الحوادث الوكيل فلان فاتصلت به وبعد أن استفهم عن العنوان مرة أخرى قال لي أنه ليس المندوب المختص وعلي إعادة الإتصال ب911 ليعطوني اسم المندوب الصحيح. اتصلت مرة أخرى وللمرة الرابعة أعطيت تفاصيل العنوان بوضوح على تقاطع شارع الملك فيصل بن عبدالعزيز مع شارع سيدو الكردي فطلبوا الإنتظار ثم أبلغوني بالإسم الصحيح لمندوب الحوادث. اتصلت بمندوب الحوادث الجديد الذي أعاد للمرة الخامسة الإستفسار عن العنوان فشرحت له وكأنني أصف له عنوانا في دولة أخرى، مما استفزني وقلت له بعصبية وأنا أعترف بذلك أنني لا أفهم كيف لا يستطيع أن يعرف هذا العنوان. وبطبيعة الحال، ونتيجة لعصبيتي فقد كان تجاوبه أشد عصبية وتشنجا. وبعد مزيد من الشرح للعنوان للمرة الثامنة أنهينا المكالمة.
بعد حوالي نصف الساعة اتصل مرة أخرى يستفسر عن العنوان فكانت مسألة أقرب للإستفزاز أكثر مما هي استفسار، وقال أنهم يدورون في الشوارع ولا يجدونني فقلت له أنا في منتصف شارع رئيسي ولا أستطيع أن أعطيه وصفا أكثر مما أعطيته فقال لي أترى اللوّاحات ( الأضواء الدوارة ) فقلت له نعم وكان باتجاهي فوصل. استغرقت العملية ما يقارب الساعة والنصف حتى وصل مندوب الحوادث المبجّل. وقبل المباشرة بالعمل قالوا لي أنهم تاهوا في عبدون مرة وقرب مكة مول مرة أخرى، إلى آخره من الخربطات والتلاعب في الكلمات... وبعد أن تشاور مع زملائه في عمل الكروكا اتفقوا على تحميلي الخطأ، وطلبوا مني التوقيع على ذلك فرفضت. قلت لهم أن المخطيء هو السائق الآخر لأنه أولا ضربني من الخلف وثانيا لأنه حاول التجاوز من اليمين وثالثا لأنه لم يترك مسافة بيني وبينه لكن..... يبدو أن عصبيتي معه في المرة الأولى جعلت الحقائق تنقلب ضدي بالرغم من أن السائق الآخر كان يسوق سيارة منته تأمينها وترخيصها منذ عدة أشهر.
عندها طلبوا مني التوجه للمركز الأمني، فتوجهت إليه فطلب مني الإدلاء بإفادة. ترك السائق الآخر طليقا بسيارته المنته ترخيصها وتأمينها وتنص التعليمات عل حجز سيارته وأوراق سائقها حتى تصويب وضعها أما أنا.... فطلب مني إحضار كفيل. قلت لهم في المركز الأمني هل يجب أن أخضع لقرار الدورية وإلا تم حجزي؟ وكانت الإجابة الوحيدة أنه علي إحضار كفيل، فاتصلت بنسيبي الساعة الخامسة صباحا ليكفلني حتى يتم تحويلي للمحكمة يوم الأحد صباحا.
موقف رجال الدورية لم يكن مشرفا. وقرارهم كان مبنيا على عصبيتي للحديث معهم لأنهم لم يستطيعوا استيعاب العنوان بالرغم من إعادتي لهم عدة مرات وهو في شارع رئيسي في منطقة أم أذينة وقريبا من وزارة البيئة.
لا أعلم من يزرع في رؤوس رجال الأمن أنهم فوق البشر وأن كلامهم منزل من قوة إلهية. لا أعلم من يعطيهم الحق في احتقار المواطن الأردني والتعامل معه بهذه القسوة؟ لا أعلم ما إذا كنا يجب أن نخر على جباهنا على الأرض حين رؤية رجل الأمن مطلا بطلعته البهية؟ لا أعلم بداية هل هم أردنيون؟ أم هم بيض البشرة ونحن سودها في بلد تمارس فيه العنصرية بهذه الصورة.
سأذهب للمحكمة يوم الأحد وربما مكبلا لأنني تجرأت واعترضت على قرار اللجنة الموقرة. ولا أعلم إن كان السائق الآخر سيحضر أم لا! وكما قالوا لي بأن مجرد اعتراضي سيجعلني أدفع مبلغ 400 دينار ولن أستفيد شيئا. نصحني نسيبي أن أعتذر لهم وأن أعترف بخطأي لكنني مستعد كي أدفع ألفي دينار ولن أتنازل عن حقي، وأطلب من عطوفة مدير الأمن العام أن يتحقق من الحقائق التي ذكرتها وأن يتخذ الإجراء المناسب سواء ضدي أو معي، لكن.... متى يفهم رجل الأمن أنه مواطن.... أولا؟