الكاتب : مؤنس العمري
الحرية تؤخذ ولا تعطى هكذا علمونا في المدارس ونحن صغار لقد كان الأجدر بهم أن يعلمونا بأن الحرية لا تؤخذ ولا تعطى فهي ليست سلعة للتداول وإنما هي حق طبيعي منحه الله لكل إنسان وقد قال عمر فاروقنا الخالد كلمته المشهورة : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " .
والله سبحانه وتعالى الذي يملك الإكراه ، لم يكره أحداً على الإيمان به وهو إحدى بديهيات الحياة التي تأتي في أول قائمة ما يكره الناس عليه لو أخذنا بمبدأ الإكراه ولكن الله تعالى يقول في خواتيم سورة البقرة : " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " ويقول أيضا : " ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " .
والإسلام فخرنا الذي لا نرتضي عنه بديلا حكم وتمكن في أطراف الأرض فلم يقهر وأعلن خلوده بذلك فكانت كلمة السلام مقارنة لكلمة الإسلام بشكل متناغم ، بعد أربعة عشر قرناً من الزمان المديد وصل العالم الغربي إلى هذه الحقيقة بشكل تقريبي ولكننا نحن أصحابها نسيناها .
ونحن مختلف الشعارات يأتي جلادون يرغمون الناس على أن يروا ما يرون هم وأن يسمعوا ما يسمعون وأن يفكروا كما يفكرون ولو أنهم يكرهونهم على حقائق لكان الشر أهون قليلا ولكنهم يكرهونهم على أباطيل وخرابيط فاسدة وساذجة ومقززة هم يعطون الحرية وهم يسلبونها ويعطون اليوم تصريحاً لصحيفة ويلغونه غداُ ويعلنون الأحكام العرفية ويحكمون بقانون الأحكام المنكرة ؟ !