فليبدأ الاصلاح بالمعروف وليرى الاردنيون بختهم وبخيتهم في الحكومة القادمة فعلى وقع المتغيرات والظروف الدقيقة التي تمر بالمنطقة والوطن جاء التكليف السامي لدولة الدكتور معروف البخيت والذي جاء بمضامين لا تدع ادنى فسحة للتأويل او الارجاء فجاء باوامر ملكية في الدخول الحقيقي والفعلي الملموس والمباشر لمرحلة الاصلاح واول الاشارات التي ستلتقطها مواقع الرصد للقوى الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني والمواطنين هي تشكيلة هذا الحكومة التي سيبنى عليها الكثير من الاحكام من خلال شخوصها .
فاذا ساد نهج الاسترضاء والرضوخ للتوسل والتسول والاستجداء والشللية والعلاقات المصلحية الخاصة في اختيار الوزراء فسيحكم فورا على هذه الحكومة بالعجز عن ترجمة كتاب التكليف السامي وتبقى الازمة تراوح مكانها فادنى حد من الحصافة السياسية والحكمة ان يختار البخيت وزراء يتمتعون بقبول على صعيد المجتمع المدني وذوو سمعة سياسية بعيدة كل البعد عن التكرار والاستهلاك والفساد وذهنية الزعامات الوهمية خاصة في اختياربعض الوزراء من المحافظات في هذا الوطن والذين ضاق الناس بهم ضرعا لاحتكاريتهم وتسلطهم وعنجهيتهم والظهور عليهم بسلوكيات الزعيم الاوحد مماشوه صورة السلطة وادى الى تزايد حالة الاحتقان الشعبي تجاه الحكومات المتعاقبة لان الناس ترى في تسلط هؤلاء النفر واستقوائهم وحصرية التمثيل بهم صورة السلطة مما اضر كثيرا بهذه الصورة وولد حالة من الاحباط واليأس لدى الناس وبنى سدودا مرتفعة من انعدام الثقة .
فكيف لوزير يتبع نهج التوسل والتوسط والاستجداء مهدرا كرامته ومريقا لماء وجهه ان يحفظ كرامة حكومة ووطن فالمتسول لايمكن ان يرقى بنظره عاليا لانه مطأطأ الهامة دائما ويد لاتتجاوز خاصرة المحسنين لا يمكنها ان ترفع بنيانا في وطن او تؤتمن على مقدراته فكيف اذا كانت هذه النماذج جوفاء فارغة لاتمتلك حدا ادنى من الملاءة السياسة والكفاءة وتعتاش على تصوير نفسها بانها صمام الامان لأي تداعيات وازمات وكأن الوطن في حرب اهلية وانها الخيار الاوحد لتمثيل المحافظة محاولين عبثا صناعة مفاهيم ولاء محلية لهم بديلا عن مفاهيم الولاء الوطنية التي نشأ الاردنيون وترعرعوا عليها مما ارهق البلاد والعباد بهم لاستقوائهم على الناس وارزاقهم ووظائفهم وشكلوا عبئا ثقيلا على الحكومات التي هم فيها وكانوا عناوين للتأزيم والصدام و الشخصيات الخلافية محليا وبشاعة الصورة لهذه الحكومة.
فهذا الوطن على امتداده مليء بابنائه الاكفياء الذين يتمتعون باجماع مجتمعي ونماذج للتغيير تلبي حاجات الشباب الذين يصنعون التغيير والاحداث لتجسير الهوة لفهمهم واطلاق ابداعاتهم ومبادراتهم وازالة العقبات من طريقهم فالمطلوب صورة مقبولة لدى كافة القوى تمتلك حساسية سياسة خاصة للمتغيرات واستشعارا دقيقا لحاجات جيل مأخوذ بتجارب التغيير وتجيد التعامل الحداثي معها بعيدة عن التكلس والتكرار وعناوين الاستفزاز فالمرحلة دقيقة والاخطاء فيها مكلفة واجادة فن الاختيار جزء كبير جدا من نجاح الحكومة شعبيا حتى لاتجد الحكومة نفسها مكررة لممارسات سابقة فالنماذج المتمدنة من الوزراء هي خيار فعال لهذه المرحلة ومن شأنه تقديم نموذج فريد يتماهى مع مفردات كتاب التكليف السامي ويضمن حدا ادنى من النجاح في المهمة .
ماهر كريشان