تاريخ امريكا وتاريخ الدكتاتوريات

تاريخ امريكا وتاريخ الدكتاتوريات
أخبار البلد -  

لن يختلف اي منا على ان الولايات المتحدة دولة عظمى. هي دولة عظمى في العلم والتكنولوجيا. وهي دولة الديموقراطية في سياستها الداخلية. وهي دولة القانون والمؤسسات . وهي يد البطش في سياستها الخارجية. لقد كتبت امريكا تاريخها من خلال حقب رؤسائها واختلافهم في رسم السياسة الداخلية والخارجية. لقد دأبت امريكا وما زالت تقهر الشعوب والرؤساء في دول العالم وتصادق شعوبا ودكتاتوريات في عوالم أخرى.

ان امريكا هي بلد التناقض في القول والفعل وتكيل بعدة مكيالات. ولكن ما يجمع كل هذا التناقض هو المصلحة الواحدة الا وهي مصلحة امريكا.

تتغنى امريكا بدموقراطيتها وافلامها ووجباتها السريعة. وتفتخر بحروبها الخارجية حتى لو ربحتها او خسرتها. ان تاريخ امريكا نسبة الى عمرها زهيد جدا ولكن مليئ بالاحداث التاريخية العديدة. لم تكن امريكا وليدة الصدفة الا في لحظة اكتشافها وما عدا ذلك قفزة كبيرة في التقدم التكنولوجي والحضاري والمجتمعي . هذا التقدم كان قد بني على انقاض شعوب امريكا القديمة وعبيد افريقيا وحروب فيتنام والعراق ودول العالم الثالث الذي له من الحضارة والتاريخ ما يعجز الانسان عن حصره او تتبعه.

نعم امريكا استثمرت في شعبها وشعوب العالم ما لم تستطع ان تستثمره اية دولة اخرى مهما كانت غنية او تاريخية. لماذا؟ لان امريكا فعلت كل ما يغضب شعوب العالم وحافظت على حقوق مواطنيها في الانتخاب والاعتراض والمحاسبة. نعم ان امريكا قد وضعت رؤساء واشترت ذمم رؤساء وابتكرت ديكتاتوريات ولكن كتبت تاريخها بتعدد رؤسائها. فها هي حقبة نيكسون في فيتنام وحقبة كارتر في انشاء السلام بين مصر واسرائيل وحقبة كلينتون ومونيكا ليفينسكي وحقبة بوش الاب والابن  في حرب العراق  وتدميره وحقبة اوباما في افغانستان الى غير ذلك من الاحداث التي تصب جميعها باختلاف رؤسائها في مصلحة امريكا أو على الاقل كما يظن الامريكان ان هذا لصالحهم.

ولكن لو نظرنا من الجهة الاخرى ونظرنا الى دكتاتوريات العالم فسنجد العكس هو الصحيح. فهذه الدكتاتوريات المأجورة لا تختلف باختلاف الزمان ولا يمكن تأريخ تاريخها من خلال اختلاف رؤسائها او سياساتها ولكن من خلال سفك دماء شعوبها واستغلالها لهم في قوتهم وتعليمهم والاتجار وسرقة خيراتهم وملاحقتهم وزجهم بالسجون . ولكن ومع وجود طرق كثيرة ومختلفة تتبعها دكتاتوريات العالم في التفنن في قهر شعوبها يبقى الهدف واحد الحفاظ على كرسيها في الحكم.

الا تعجب امريكا بان رئيس جمهورية ما وأضع كلمة جمهورية بين قوسين يبقى للابد وينتخب للابد وتغير القوانين لمصلحته للابد. اليس غريبا ان تورث الجمهوريات من رؤسائها الى ابنائها. اليس هذا استخفاف بعقول البشر. اليست دكتاتوريات العالم تسجل تاريخها بوتيرة ثابتة لا تتغير لانه لا يوجد تغيير ما دام مفهوم الرئيس الواحد والحزب الواحد والسياسة الواحدة تبقة ثايتة للابد.

نعم ان الشعوب اوعى من ان تحكمها لفترات طويلة مستغلا قوت يومها وارهابها وقمعها لتحقيق المصالح الشخصية وترسيخ مفهوم الفساد والواسطة والمحسوبية والتفرقة. ان الشعوب تلتف حول قيادتها عندما تعطيها حق الاختيار الحقيقي في انتخاب من تراه يمثلها. ان الديموقراطية الحقيقية هي وليدة التنوع والتناقض والرأي والرأي الاخر. ان التاريخ يسجل العز والفخار للامم عندما تبنى وتتقدم وليس عندما تقهر وتشتت.

ان تاريخ امريكا قد سجل ويسجل على التناقض والقوة والديموقراطية الحقيقية الامريكية وليس الديموقراطية التي تنتظرها منها شعوب العوالم الاخرى. فلم يبقى للشعوب المقهورة الا ان تأخذ حقها بيدها بعد ان ظلمها ابن جلدتها وباعتها السياسة الدولية باسم القوة العظمى حينا وباسم اسرائيل احيانا اخرى.

نعم لقد نجحت الديموقراطية والتعددية داخل امريكا وفي دول العالم الاول وفشلت في بعض دول العالم الثالث والرابع  والخامس والسادس..... وفشلت حتى في بعض  الدول الاوروبية المنغلقة وروسيا البيضاء دليل على ذلك.

 ان الثورات والانقلابات على الجمهوريات والملكيات في السابق باسم الديموقراطية وتحقيق امال الشعوب قد تحولت الى دكتاتوريات وكان من الاجدى ان تبقى كما كانت. حينها اعرف اين انا وماذا اريد وماذا سيكون في المستقبل.

  د.عبدالرحمن القواسمي

جامعة فيلادلفيا   telecomjo@yahoo.com

شريط الأخبار مبيضين يرد على منتقدي درس سميرة توفيق 60 ألف حالة زواج في الأردن خلال العام الماضي إنتخاب إياد التميمي رئيساً للجنة المالية في إتحاد شركات التأمين "الصحة اللبنانية": ارتفاع حصيلة ضحايا ضاحية بيروت الجنوبية وانفجارات أجهزة النداء واللاسلكي إلى 70 شهيدا رسالة من والد احد ضحايا فاجعة البحر الميت إلى دولة الرئيس: "عند الله تجتمع الخصوم" الوزير سامي سميرات يضحي بربع مليون دينار في "أورنج" مقابل خدمة الوطن من خلال حكومة حسان .. وثيقة رسائل نضال البطاينة المشفرة ... يعرب القضاه يقدم استقالته من شركة الخطوط البحرية الوطنية الاردنية علاء البطاينة يقدم استقالته من المجموعة العربية الاوروبية للتأمين مراقب عام الشركات: 40 شركة متعثرة تلجأ للإعسار تجنبا للتصفية بالأرقام والنسب والأسماء.. الملخص الأسبوعي لبورصة عمان البلاد للأوراق المالية تطفي خسائر بـ 3 مليون دينار بدء الخريف فلكيا مساء الأحد حزب الله ينعى 15 قياديًا ومقاومًا في قصف الضاحية زفاف روحاني .. أميرة النرويج تتزوج بمشعوذ! للدخول في الالعاب الاولومبية المقبلة :السفارة التايلندية وبالتعاون مع الاتحاد الاردني تنظم بطولة ترويجية للمواي تاي ... ( صور وفيديو ) أسعار الذهب في الأردن تسجل مستوى قياسيا جديداً بنك القاهرة عمان يعلن استقالة سامي سميرات من مجلس إدارتها في ختام نزالات نصف النهائي لبطولة FPL /MENA الاحترافية في السعودية. نجم الألعاب القتالية المختلطة الحياصات يثأر لخسارات زملائه ويختمها بالمسك اجتماعات البنوك المركزية الأوروبية والاسيوية في أيلول وقراراتها حول أسعار الفائدة مع اختلاف الظروف