تبدت حقائق جديدة..تؤكد فرضيات واقعية في أن الاخوان المسلمين طلاب سلطة وهم حين بدأوا الدعوة وتحدثوا عن قيم الاسلام وأخلاقياته وقالوا إنه الحل انما كانوا يغطون على تكالبهم على السلطة واستعدادهم لحرق الأخضر واليابس وتجاوز كل المحرمات الوطنية والقومية وحتى الدينية في سبيلها..
ما يجري في مصر الآن من رهنهم لاستقرارها وجعلها في وضع النزيف الدائم باحتلال الميادين واعلان العصيان وإشاعة الفوضى والاضطراب والتشجيع على العنف والارهاب كما في سيناء يؤشر إلى حقائق يعرفها البعض وما زال البعض الاخر يجادل فيها..
بين يدينا نموذج حماس حيث كان الاخوان يتعطشون للسلطة ويعملون من أجل الوصول اليها أياً كان مستواها وحدودها ومخاطر الجلوس فيها فقاموا بالانقلاب ليقسموا القيادة الفلسطينية ووحدة الهدف والتراب رغم أن فلسطين كلها تحت الاحتلال وقد عابوا على السلطة الفلسطينية ما لم يعيبوه على أنفسهم وأوقفوا الصدام مع اسرائيل ليس استجابة للقيادة الفلسطينية التي بصرتهم بضرورة عدم جرّالقطاع إلى حرب غير متكافئة اذ لم يسمعوها وعملوا لاحراجها ولكن استجابة لمرشد مصر وللرئيس المخلوع محمد مرسي الذي شارك في صناعة اتفاق تهدئة بإشراف الاخوان والاملاء على فرع غزة فكان له أن توقفت حماس حتى تغير نظام الحكم في مصر لتعمل مجدداً ولكن من خلال سيناء..
نعود إلى موقف الاخوان المسلمين المصريين الان اذ ما زالوا يريدون اعادة عقارب الساعة إلى الوراء ويجعلون استقرار مصر رهن عودتهم الى الحكم ولا يلتفتون الى المشاركة أو دعوة النظام الجديد لخارطة طريق والى تعددية سياسية وذهاب إلى صناديق الاقتراع..
استمروا في الميادين وقطعوا الطرق وبنوا الدشم وأغلقوا الطرقات وتسلحوا ووضعوا المتفجرات خلف المتاريس وفخخوا عبوات الغاز وتوعدوا باشعال القاهرة إن جرى فض اعتصاماتهم وها هم يفعلون ولم يثبتوا وطنية أو حرص على الأمن القومي بل جعلوا من عقيدة أسلمة الدولة هدفهم ورتبوا على حساب الأولويات المصرية والأمن القومي المصري اولوياتهم الخاصة الدعوية والسياسية..
مصر على مفترق طرق والسؤال هل يعود الاخوان إلى رشدهم ويظهروا حرصاً على سلامة مصر أم سيمضوا في طريقهم لمزيد من التأزيم واظهار النظام في وضع المعتدي الذي يقتحم الاعتصامات ويضرب المحتجين وتلك ابرز أهدافهم من وراء استمرار اعتصاماتهم لقد استفزوا النظام الجديد كثيراً وما زالوا وهم على استعداد لطلب التدخل الاجنبي والاستعانة حتى بالمحتل وقد فعلوا ذلك بعد 30 يوليو حين اطاح الشعب بالرئيس مرسي..وقد سمعنا استغاثاتكم بالخارج والأجنبي واستقوائهم على مصر وعروبتها..
هل تغرق مصر الان في الفوضى؟ وهل يستطيع الجيش أن يحسم الصراع مع هذه المجموعات التي تقود وراءها مئات الآلاف من المصريين وقد استغلت معاناتهم وفقرهم ومستوياتهم عن طريق التبشير بالجنة واعتبار حرق مصر جهاداً واعادة مرسي لها أولوية على هدم الكعبة..والوقوف في رابعة العدوية أهم من الوقوف في عرفات..
كيف ستتصرف القيادة المصرية غداً وبعد غد هل ستستمر الاضرابات والاعتصامات ورفض المصالحة والذهاب إلى صناديق الاقتراع لتجد مصر نفسها دولة فاشلة يرفع الاخوان المسلمون فيها شعار (تخرب بنا ولا تعمر بغيرنا) كما هو شأنهم..وهل يعود الاخوان المسلمون إلى الحق بدل التمادي في الباطل..ما رأي اخواننا هنا؟ ولماذا لا يستعملون حكمتهم بالاتصال باخوانهم هناك بدل تحريضهم أم أنهم يوافقونهم على أفعالهم المستنكرة حين يدفعون الجيش المصري الى حروب داخلية لا مبرر لها
النظام العربي وخاصة في الخليج والسعودية والأردن مدعو الآن أكثر من أي وقت مضى للوقوف إلى جانب الأمن القومي المصري وقيادة مصر وجيشها على كل المستويات السياسية والمعنوية والمادية والدعم اللوجستي وحتى التدخل العسكري فقد قام مبارك بالتدخل في العراق وها هم الاخوان المسلمون يحتلون ميادين مصر لصالح النفوذ الخارجي والتبعية فهل يتدخل العرب لانقاذ وجه مصر العربي وحماية الأمن القومي العربي مما يخطط له؟..فهم حصان طروادة الذي سيعيد تصدير العالم العربي إلى المجهول بحروب طائفية لن تبقى ولن تذر فلنتبه ولنقف إلى جانب مصر وندعمها الآن بكل الامكانيات..
alhattabsultan@gmail.com