أحمد الله الذي رزقني قبل أيام بمولود جديد أسميته سيف ، وقد وددت كتابة هذه المقالة ليلة ولادته إلا أن الأقدار شاءت أن تكتب بعد خمسة أيام لاهديها إياه في ظل حكومة جديدة كما يقول التلفزيون الأردني !!! حقيقة كنت أعصر عقلي المصاب بالضمور بشكل مطول طوال التسعة شهور الماضية لعلني أجد قولاً أبشر به ولدي بقدومه على هذه الدنيا لأبرز له جمالاً وسحراً يعيشه المواطن في ظل الظروف الحالية التي تزكم الأنوف ، إلا أنني لم أجد أي شيء يستحق الذكر سوى بعض الفتات .
من السنة النبوية أن يؤذن في أذني الطفل الذي ولد على فطرة الإسلام ، وأنا بالطبع إرتأيت أن أزيده بعد سماع التكبير والتهليل أن أبلغه بحقيقة ما يجري في هذه الدنيا التي جاء ليحيا عليها ، وأول حديثي له كان متعلقاً بمجتمعنا فقد أخبرته مطولاً أن الإنسانية تحولت عند البعض إلى عقل شره يود أن يقضم لحم غيره دون أي إكتراث ، وكأنها الغابة الفسيحة التي يحكمها الأسد الأمريكي الذي يملي على جميع أعوانه بكل قرار يشاءه ، وهذا حال كل الأنظمة الحاكمة التي تقبع على عروشها سنين طويلة .... أخبرته أن لا شيء في الواقع يسمى ديمقراطية بل هي مجرد كذبة إبتدعها اليونان القدامى لحماية عروشهم بصورة غير مباشرة ، وها هو الأمر الأن ينطبق على حال أمتنا ، فوزير الخارجية يغرد بالديمقراطية ووزير الداخلية يغرد بالديمقراطية ، و في هذا الجانب لم أخفي عن سيف قصة إنتخاباتنا الأخيرة التي جاءت شفافة ونزيهة حسب قول الساسة الذين إستطاعوا صنع مجلس يمثل الشعب بنسبة نصف بالمئة فقط .
وفي خضم الحديث في أذن ولدي سيف تذكرت قصة الأسلوب الهابط الذي تعاملت به الحكومة مع قضايا المعلمين ، وقد أكدت عليه أن كل ساسة الحكم في وزارة التربية والتعليم هم مجرد دمى ، تدار أوراقهم حسب رغبة أجهزة معروفة تتحكم بمصير أجيال يودون لو تخرج على هذه الدنيا وهي صامتة لا تفتح فمها إلا للطعام والشراب .
وحدثت سيف أيضاً عن حكوماتنا في هذا البلد التي تأتي وفق منهج مضحك ومستمر ، متابعا حديثي له فيما بعد قبل إخراج المقالة ولحظة صدور قرار طرد وليس إستقالة ما تسمى حكومة الرفاعي ، لأبلغه بقرار تعيين رئيس للوزراء جديد كان سابقاً في ذات المنصب ، فضحك سيف .. عفوا بل بكى ففهمت بذكائي الخارق جدا جدا !!! أنه غير قابل لهذا القرار على الرغم أنه لم يدري بعد بأحداث ترؤسه للحكومة في العام ألفين وسبعة ، وفهمت أيضاً من بكاءه سر إستغرابه من هذا القرار الذي لا يلبي الطموح متساءلاً في ذات الوقت إن كان عدد المواليد في بلده قليل جدا لدرجة أن لا يأتي وجوه جديدة ، فأمليت عليه بلغة الإشارة وحركة العين أن يغذي نفسه بصورة جيدة ليكبر بصورة سريعة ، وليدرس في مدرسة المزاودين وتجار الوطنية وبائعي الصور والهتافات والأناشيد والبرقيات والتهاني وليدخل في عضوية حزب التيار الوطني مع ساسة من باعونا الوطنية ، وليشارك في الدورات التثقيفية في تل أبيب وواشنطن الشقيقة .............. كل ذلك يا سيف شرط أولي لتصبح رئيساً للوزراء بعد إنتهاء عقد البخيت .
ولم أكن غافلاً عن إخبار سيف بأحداث مصر التي تسعى لتطهير نفسها من دنس فرعونها اللامبارك وتونس الحبيبة التي حررت نفسها بيديها ، ثورة تلو ثورة تأتي بهدف التحرر من قيد السلطات الهائمة التي لا تدرك سوى مصلحتها أولا وأخراً .......... أهلاً بك يا ولدي على هذه الحياة وأعانك الله على المستقبل القادم .