وسقطت منسأة سليمان
....والأعجب من ذلك أن دابة الأرض دَلّت عليه، ما أشبه الليلة بالدابر الذي لا يعود، فثورة الجماهير هي (كوشمار الطغاة) - ما يحدث للنائم من فزعٍ على حلمٍ يوقضه - وستصبح كأفلام الرعب لا يسمح إلا ما كان فوق الثامنة عشرة من العمر أن يشاهدها .
أليس لهؤلاء من مساحة الرشد ما يجعلهم أن يستيقظوا على أن هذه ليست بحاجة إلى خبز (وطعمية) وهذا بادٍ من لافتاتهم المهموزة والمرموزة فالمهماز يُستخدم للجد في السير والمرموزه ذلك أن العبد وكما يقول الأخوة المغاربة : (ألعبد بالدبزه – اللكمة أو جماع اليد ) والحر بالغمزه وقديماً قال الشاعر: العبد يُلحى والحر تكفيه الأشارة. لقد كان العرب بالامس البعيد (منذرةً وغسونة) تتجلى ظاهرتهم ألسياسية بالكدية والتسكع على بوابات فارس وروما، يجلبون لأتباعهم ألسويق والتمر خشية أن تستيقظ فيهم (ألصعلكه) فهؤلاء هم طلاب الحظ، لكن عندما استيقظ فيهم وهج الرسالة جلست القيصرية على سنابك خيلهم.... فكانت منهم وداعاً دمشق.... لا لقاء بعده.
حتام يستيقظ مكسالو ألضحى من غفلتهم أوينتظرون ألضجة ألكبرى؟! ....فهذا صاحب وحي القلم الرافعي يرد على طه حسين بعد عودته من باريس عندما إنبرى لرسالة الجماهير فقال : ما كنت أعلم أن هذه الثقافة العريضة طوداً عظيماً تدحرج عنه طه حسين إلا عندما ألمت بي الضجة الكبرى فعلمت أنه تدحرج من مكان بعيد، هاهم يسقطون ألواحد تلو الآخر فحريٌ بهم أن يفهموها كما فهمها سليمان فهلا لسليمان مصر وأخوة له ما برحت أيديهم ذنباً من دم يوسف فماذا ينتظرون؟.... ألضجة ألكبرى؟.....
إلى شعب مصر ألف تحية.
الدكتور.بسام الهلول holol74@hotmail.com