لن اقول "أوم يا مصري ..مصر دايما بتناديك" لن انفخ في الجمر كي يتوقد بل سأوجه نسائم الحب لشعب نعرفه جيدا. و سأقول اذا تجاوزت مصر محنتها اليوم بما يحقق طموح الشعب المصري و غاياته و تطلعاته ايا كانت فلن يجد بعد اليوم عربي على وجه الأرض بأسا عليه. مصر التي استقبل شعبها التهديد المغولي الوقح بالغضب و الحرب التي لا ترحم و ابادوا الغزاة ابادة كاملة بحيث لم تقم لهم قائمة بعدها ابدا. تلك المهمة التي عجزت عن فعلها حاضرة الخلافة بغداد آنذاك. في تلك الايام كانت مصر كنانة الله في الارض و لم تزل حتى اليوم كنانة الله في الارض. هذه مصر التي نعرفها.
مصر التي تعرف طريقها و هدفها و تعرف السلوك و النهايات. لكن ما نراه اليوم مختلف تماما. نفق لا يبدوا له نهاية. الخطأ القاتل هو ان لا يجد المرء شيئا يدافع عنه او يحافظ عليه, ان لا يجد طوق نجاة او بارقة امل. كلنا يحفظ "تجمعهم الطبلة و تفرقهم العصا" و لكن قليل من يعرف ان القرآن حفظ في مصر ليس على صفحات الورق بل في صدور العلماء, بقي القرآن يتلى في مصر بكل قراآته منذ البعثة و حتى اليوم و لم تنقطع سلسلة الحفظة يوما واحدا او لحظة واحدة. على المصريين ان يحددوا اشارة الوقف بحيث لا تستمر قراآت الفوضى الى الأبد. نحن نحب الشعب المصري من كل قلوبنا و لا يؤثر في حبنا هذا من او ماذا يحركه لأن المصريين لا يجمعون على ضلالة ابدا. في اماكن اخرى الناس تتحرك لأن الامعاء الغليظة بدأت تخلوا من الأوساخ و الجيوب بدأت برحلة التفريغ. حقيقة هذه ليست اسباب للاحتجاج. السبب الوحيد الذي يبرر الخروج و الوقوف في الشارع هو سبب شخصي بحت او محض و هو اختفاء التكاملية الاجتماعية. اي بداية خسارة وظائف المجتمع. المعارضة المهاجرة اختياريا هي اسخف انواع المعارضة و الهجرة, اذا كان لأي مهاجر رأي مضاد فليتفضل و ليثبت انه ينتمي لهذا التراب و ليس لل"فيس بوك". مقال احد الكتاب المهاجرين طوعيا و المعارضين عن طريق الريموت كنترول هو وقاحة محضة و انعدام اخلاق بائن. فليشرف عندنا و ليتحمل تبعة كلامه ان كان رجلا حقيقة و ليس صفحة او صفعة على الانترنت. توزيع السندويشات كان اهانة مخلة بشرف المهان و لكنه لم يفعل شيئا و لم يدافع عن شرفه, لذلك كانت الاهانة مقبولة و المهين اشرف من المهان. هناك تحركات و تحريكات مضحكة بكل معنى الكلمة. انا اقترح ان يفتح مسرب خاص في شوارع وسط جميع العواصم العربية للمعارضين الذين دافعهم الجوع و القلة. و تركيب كبائن خاصة للصراخ و ليس فقط الهتافات. لا تضحكوا علينا ...لا تخدعونا...نحن نعرفكم جيدا. نهاياتكم ليست بداياتنا