استمعت لمؤتمر في القاهرة لأحد الرموز الإسلاميين وهو يصرخ بأعلى صوته أمام الله وخلقه ويتحدث باسم مؤسسة إسلامية!! إننا نرسل المقاتلين إلى سورية منذ عام!!! وكنت أتساءل : لمَ يقول ذلك؟ هل يبحث عن الشهرة ويريد تصفيق الناس؟! أم هي الغيرة والحرقة التي تدفعه ليكون قدوة للمستمعين من ممثلي المنظمات الحاضرة؟! ألا يعرف هذا المراهق أيا كانت نيته أن هذا المؤتمر مسجل ومراقب وكل كلمة فيه محسوبة؟! ويتكرر موقف الشخص نفسه على منصة رابعة العدوية حيث يتوعد الانقلابيين بالويل والثبور وعظائم الأمور وأنهم سيرون ما لم يكونوا يتوقعونه مشيرا إلى عسكرة الاحتجاجات !! وخرج علينا شبيه له في النغم داعيا إلى إيجاد جيش حر من داخل الجيش المصري فهل هؤلاء يتحدثون بعقولهم أم هم يبحثون عن المدائح بأنهم أبطال متحدون لمخالفيهم ؟ هل يبحثون عن السمعة وبالتالي فإن نياتهم ليست صافية، ووعيهم السياسي عاطفي ينسى الاستراتيجيات التي لا يجوز إغفالها بحال من الأحوال!!. إن العمل الإسلامي يحتاج إلى وقفات مراجعة تتناول الفكر والبرامج والأداء السياسي وفهم آليات التغيير التي يراها كل الناس سواء عبر التاريخ البشري أو الواقع المعاش عالميا، يجب أن تتناول المراجعة الفهم الحقيقي للسياسة الدولية وكيف تجري لعبة الأمم ؟ لا بد من أن تعيد الحركات الإسلامية قراءة واقعها التنظيمي والعلاقات الداخلية والتعددية داخل الإطار الواحد، لا بد من مراجعة إفارز القيادات فليست المسالة طول اللحية ولا الحناجر اللاهبة المتلاعبة بعقول المستمعين من القواعد التنظيمية، وعلى الأحزاب والجماعات الإسلامية التأكد من انها تملك برنامج حكم حقيقي لا أن تجد نفسها في السلطة كما حصل في مصر وتونس والمغرب من دون برنامج تنفيذي يراعي حاجات الناس والوطن والعلاقات الدولية، لا بد أن تقوم المراجعة على سلسلة من المصالحات مع الآخر (غير المسلم، المرأة، الاتجاهات السياسية الأخرى، التعددية، الاقتصاد وإدارته في الداخل والخارج، الجيوش وآلية الحفاظ عليها وعدم تسييسها، القضاء واستقلاله، تداول السلطة....) وغير ذلك من العناوين التي تلجم مراهقي الحركات حتى لا يستمر عزفهم النشاز المؤذي للسمع والبصر والذهن والمستقبل. |
||
أ.د بسام العموش يكتب .... المراهقون الإسلاميون
أخبار البلد -