المهاتما غاندي... من جديد
يا علي!....يا علي عليتني وقفيت!؟ ويا علي يا مِِلىَ علي.... يصلاهم بالبزر صلي ...طبعاً البزر معناه الرصاص بلغة جنوب الأردن!!....لقد قرأت مقالة الكاتب علي السنيد (دور المواطن في ضبط السوق) ويدعو فيها إلى النضال السلبي ضد تغوّل الأسعار بتقليل الشراء والاستهلاك من قبل المواطنين، فالمواطنين هم السبب في نار الأسعار، ولكني كعادتي أسرح كثيرًا خلال القراءة ويُطلق خيالي العنان لنفسه فرحت أُفكر بتحرر الهند من المستعمر ومقارنة الأوضاع في الهند - قبل رحيل المُستعمر الانجليزي - بظروفنا مع حكومات ( السح إندح نبو الود طالع لأبوه)، فوجدت الظروف مختلفة بيننا وبين الهند إلا بشيءٍ واحد: فلقد شابه السيد علي السنيد عندنا غاندي!!! وتخيلت الأخ الكاتب علي السنيد، يلبس سروالاً وحذاءً هنديا - بابوج (قشاطي) ويلف على صدره وكتفه الأيمن وزره لتبين مِنها (دكة) السروال - أي الرباط الذي يُمسِك السروال بالخاصرة، وحينما تهب نسمة ريح تبين منها الصُرة كالدرة، ويتوكأ على عَصى حنفاء، وتلحق به عنزة أعياها الغذاء الفاسد المدعوم بتقتير الدوار الرابع وأكياس الورق والبلاستيك، ويمشي برفقتها في السوق ويتأفف من أولئك الأردنيين الذين لا يحترمون البقر ولا يعفوّن عن لحومها وشحومها سواءً المذبوح أو الفاطس - النافق منها - المُعلق بكلابيب في الملاحم وتماماً كما يُعلق الحكام في وطننا العربي في المعتقلات كل من لا تعجبهم سياساتهم وارتباطاتهم بالسيد الغربي!!! وحتى جنون البقر لم يرحم البقر الذي زاد تناولنا له وبنهم لأن المستورِد أخذ على عاتقه أن يُجنن الشعب والحميرمعاً فلقد بات لها أعمده في الصحافة الورقية والألكترونية وتُطالب بنقابة مجانين كالبقر والبشر..... أيهذا المثقف المُترف المتأفف! الم تعلم بان ليلى الطرابلسي تلبس الحجاب في جدة خوفاً من عصا المطوع؟، وزوجها بن علي في المنفى ومطلوب مُطارد بوثيقة جلب من الانتربول الدولي؟، والود حسني – الفرعون المُحنط - مختبئ في شرم الشيخ وينظر إلى العقبة؟! وأنها لعقبةٌ كئود يا أخ علي أن يُمارس مثقفون بلادي الترف الثقافي ويتسلون بالثقافة على ألآم شعوبهم وأمتهم.... فذاك يُدلس لإبليس وهذا يدعو للنضال السلبي!!! ....هل يعجبك يا سيد علي أن لا أشتري الأقلام والدفاتر لأبنائي وأدعهم يذهبون للمدرسة بسروال ووزرة وأقدامٍ حافية كالهنود؟.... هل امنع الحليب النيدو عن محمد الصغير لكي يموت جوعاً وتُمارس أنت وطبقتك المثقفين ترفك الثقافي؟! هل تطلب من كل رب أسرة أردني في مادبا ومعان والكرك والوحدات والمفرق وأربد والطفيلة أن يتركوا عادتهم اليومية بأن يذهب أحدهم كل يوم ليشتري خروف – (كبش أشعل سمين) – مذبوح غداءً له ولعائلته ويكتفي بنصف خروف يومياً؟ ...متى آخر مرة يا أخ علي شممت اللحم البلدي؟ متى آخر مرة حلمت بوليمة دسمة يا سيد علي؟ ....الم تعلم بان الحج علي (علي آخر غير علي السنيد) وبسبب فقر الدم فقد الوعي وعندما صحي في المستشفى رأى الممرضات – الصبايا باللباس الأبيض من حوله – ففكر انه في الجنة وأن الممرضات ما هن إلا الحور العين، فراح يطلب منهن طلبات فقال: أأتوني بعصير....فجاءته إحداهن بالعصير فتأكد انه في الجنة، فبدأ يسأل عن الحج سلمان وعن أبو خلف وأبو محمود وجميعهم ماتوا من زمان؟!، فقالوا له: ليس أحدٌ منهم هنا ....فتعجب الحج علي قائلا : (مضوها وين رايحين؟... على الجامع! من وين جايين؟... من الجامع...وطلعت سواليفهم نفاق وكذب في كذب) وحينها أفاق من تأملاته فجأة وراح يطلب مِنسف بلدي!!!!. يا علي ...هذا ما نقصه عليك وبعضه لم نقصص....فأرعوي.
د.م حكمت القطاونه tel: 0795482538 hekmatqat@yahoo.com