لماذا لا يخلع الرؤساء انفسهم طوعا"
إن المد التحرُري الذي إمتد في نفوس وزنود وعقول الشباب العربي يدل على صحوة يقظه من سبات عميق بأن الظلم والإستبداد لا يمكن ان يبقيا الى الابد وأن هناك تحولا من جيل جبان يحرص على لقمة العيش فقط ويخاف عليها الى جيل جريئ يسكب الكاز على جسمه ليتبعه بعود ثقاب وهو يعلم كل العلم ان النار لن تكون عليه بردا وسلاما ولكنه اصبح متؤكدا انها ستكون من بعده شرارة تحرق كراسي المستبدين والفاسدين وستكون سلاما على قلوب وعقول من تركوهم يعيشون وخاصة الاطفال منهم وهذا هو تكريس عملي للفداء والتضحيه والإيثار من أجل الغير .
لم يطلب مواطن شريف من هؤلاء الشباب المتًقد وطنية ان يحرق نفسه ولكن من طلب ذلك اصحاب نفوس مريضه ومتعجرفة مثل موظفة البلديه في سيدي ابو زيد او مدير في شركة الكهرباء الاردنيه اوموظف في مستشفى مصري او غيرهم إن هؤلاء الموظفين تربًوا على ايدي اشخاصا مستبدين لا يعرفون الرحمه.
وبعد ألم يفهم بعض الرؤساء والمسؤولين انهم غير مرغوب فيهم من الشعوب أما كفاهم ما نهبوه وسلبوه من مال وثروات وإرادة من الشعوب التي كانت مقهورة ومحبطه أولم يتأكدوا بعد أن الزمن تغيًر وأن الشمس قد أشرقت وأن الموت بكرامة خير من العيشة بذل أولم يدركوا ان عطاء الفرد اصبح وسيلة عفويه لإسعاد المجتمع أولم يتيقنوا أن المواطن الشريف سوف يكون قادرا على الإبلاغ عن شقيقه إذا كان فاسدا ليس كرها في علاقة الاخوه وانما حماية للمجتمع من شرور الفاسدين مهما كانت صفة القربى .
نحن لا نريد من الرؤساء المستبدًين الظالمين والمسؤولين عن الجوع والبطاله في المجتمعات العربيه ان يحرقوا انفسهم لدرء نار الفضيحة أو الهروب من العداله وحكمها وإنما نريد منهم أن يتخلًوا عن كراسيهم طوعا" ويعيدوا ما نهبوه لكي يخفف الحكم عليهم في الدنيا وعند العزيز الجبًار .
هل يأتي يوم في جيلنا نرى زعماء عربا فيهم روح الشباب وحنكة وحكمة الكهول يتناقشون في قضايا الأَمة دون تأثير خارجي ودون قرارات مسبقة من الصهاينة والأمريكان وغيرهم من ناهبي ثرواتنا هل يأتي يوم يكون الزعيم العربي ندَا لأي زعيم في العالم فعلا لا قولا ويكون المواطن العربي انسان على هذه البسيطه يعيش بكرامة ويتنفس هواء غير ملوث بالشكوك والفساد والخيانه .
نستطيع أن نبدأ من الصفر ولكن بقليل من الامكانات وكثير من الإراده والكرامه والصدق والانتماء والتخطيط ممكن ان نبني اوطانا ترفل في اثواب العز والسؤدد حينها نقول أننا نلنا استقلالنا بجهدنا وتضحيات وأجساد شبابنا.
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 29/1/2011