ردود الفعل من قبل أمين عام حزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور ونائب المراقب العام لجماعة الاخوان بالاردن تشير الى حالة من الهلع. حيث وصف حمزة منصور عزل الرئيس المصري محمد مرسي بالانقلاب على الشرعية وأكد ان شعبية الجماعة في الأردن لن تتأثر. وفي نفس السياق قال نائب المراقب العام للجماعة زكي بني ارشيد عقب إعلان الجيش المصري عزل مرسي، إن «ما حدث هو انقلاب على الخيار الديمقراطي» في مصر.
وأكد بني ارشيد، أن من أقدم على هذه «الجريمة» لم يدرك «الخطر المستقبلي» لها. كما لمح اخوان الأردن لدور اميركي ومؤامرة ضد الاخوان. من جانبه عقد مجلس شورى الأخوان المسلمين في الأردن اجتماعا طارئا لتدارس الأحداث في مصر. وأصدر المجلس بيانا تحدث فيه عن فصول مؤامرة تكالبت بقيادة الادارة الاميركية ضد ارادة الشعب المصري وتجربته الديمقراطية الوحيدة وساهم في اخراجها والانفاق عليها دول عربية واطراف اقليمية متعددة وتجمعات ارهابية حاقدة وبقايا النظام الفاسد وبلطجيته, بهدف اغتيال حلم الجماهير العربية في الحرية والديمقراطية والاستقلال والتخلص من الارتهان والتبعية المذلَة للعدو الصهيوني. أليست هذه لغة عصابة دمشق لتبرير المجازر التي ترتكبها بحق الشعب السوري؟.
هذا كلام خاطىء ومغلوط حيث ان اسرائيل كانت مرتاحة من موقف محمد مرسي حتى ان الرئيس الأميركي باراك اوباما عبّر عن انزعاجه للتطورات التي أطاحت بمرسي وعبر عن دعمه لمرسي بسبب مواقفه الايجابية تجاه اسرائيل. لا مؤامرة ولا تآمر بل غباء وسوء ادارة هي السبب الحقيقي للاطاحة بمرسي كما سنرى.
أخطاء مرسي وفشل الاسلام السياسي: لا أريد الخوض بالتفصيل باخطاء مرسي وجماعته وهي كثيرة ومنها على سبيل المثال تهميش الاقباط وعزل المسؤولين واستبدالهم بأزلام الجماعة بغض النظر عن قدراتهم. اقالة كبار العسكريين وسؤ الادارة وأخونة مؤسسات الدولة واحتقار المعارضة ووصفهم بفلول النظام السابق. لم يطرح مرسي ووزراؤه برنامجا اقتصاديا للقضاء على الفقر والبطالة وهاجم حرية الاعلام وكان رئيسا لمؤيديه وليس لكل المصريين وكان دمية يعمل بإمرة المرشد العام للاخوان محمد بديع, وهذا ما أكده العلامة الشيخ جمعة محمد على، خلال خطبة الجمعة بميدان التحرير بتاريخ 31 مايو آيار 2013 ، حيث وصف جماعة الاخوان في مصر بالكذب والنفاق وعدم تنفيذ وعودها التي قطعتها على نفسها. وقال خطيب الجمعة بميدان التحرير: «إن الرئيس محمد مرسى لا يستطيع حكم مصر وما هو إلا أداة في يد مكتب الإرشاد يتلاعب به كيفما شاء دون مراعاة لمصالح مصر، متهمًا جماعة الإخوان بأنها فجرت في خصومتها مع المعارضة ومع كل من اختلفوا معها في الرأي وأخرجوهم عن ملة الإسلام واتهموهم بالتشيع والشيوعية وغيرها من التهم التي لا تليق بمسلم.
ما أخفق اخوان الأردن في استيعابه هو أن الاسلام السياسي قد فشل فشلا ذريعا في غزة والسودان ومصر وليبيا وتونس وسيفشل في الأردن. أي جماعة تعتقد أن ارتداء النقاب هو أهم من الاقتصاد مصيرها الفشل.
موقف اخوان الأردن السلبي والعدمي: لا يكف اخوان الأردن عن التحشيد للمطالبة بلاصلاح والتغيير وهذا حق طبيعي ومطلب معقول وعندما يستجيب ملك الأردن ويطرح مبادرات للحوار والاصلاح يتهربون من المشاركة. يتظاهرون ويحتجون ويصعدون ويقاطعون ويرفضون الحوار والانخراط في العملية الديمقراطية. قاطعوا الانتخابات البرلمانية و قاطعوا مجلس الاعيان وقاطعوا رئيس الحكومة فايز الطراونة في حزيران 2012 ومؤخرا قرروا مقاطعة الانتخابات البلدية المقبلة.
قرار الاخوان مقاطعة الانتخابات البرلمانية أوائل هذا العام لم يكن مستغربا فقد قاطعوا انتخابات سابقة ويلجأون للابتزاز والتصعيد ويخلقون اجواء من التوتر والتشويش وبدون تقديم اي مقترحات ايجابية. أليس هذا هروبا للأمام من استحقاقات العمل الديمقراطي؟
هذه مواقف سلبية وعبثية وصبيانية وتؤكد عدم نضوجهم السياسي وعدم جاهزيتهم لتحمل مسؤولية المشاركة في البرامج الاصلاحية في اطار المشروع الديمقراطي الذي اطلقه العاهل الأردني.
الملك مع الاصلاح والحوار والاخوان مع التصعيد والمناكفة: يطرح الملك برنامجا ايجابيا بنّاء للاصلاح والديمقراطية وماذا يطرح الاخوان سوى العبثية والعدمية. المواقف الاخوانية السلبية لا تخدم الأردن ولا تخدم المصلحة الأردنية. يبدو لي كمراقب يهتم بالشأن الأردني ان الاخوان يضعون ولاءاتهم الاقليمية والايديولوجية ومصالحهم الحزبية الذاتية فوق المصلحة الوطنية.
هذا السلوك غير الديمقراطي فشل في غزة وفي السودان ومصر واثبت الاخوان المسلمون انهم غير جديرين بتحمل المسؤولية واستلام السلطة. وسقوط محمد مرسي وجماعته أهم وأكبر دليل على ذلك.
واستوقفتني المقابلة الهامة التي اجراها عادل الطريفي رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط جريدة العرب الدولية ذات النفوذ والواسعة الانتشار مع جلالته والتي نشرت في 26 حزيران 2013 ولقيت اهتماما كبيرا من وسائل الاعلام. وما يهمني في هذا السياق هو جواب الملك على سؤال عن مقاطعة الاخوان للانتخابات. أجاب الملك بالقول: «أشعر بالأسف حقيقة لمقاطعة أي قوى سياسية للعمل السياسي المنتج والبناء الذي تستطيع من خلاله تمثيل ناخبيها، وطرح برامجها، والمشاركة في التشريع وصناعة القرار، وتداول الحكومات، وخاصة عندما تأتي المقاطعة من حركة سياسية مثل جبهة العمل في الأردن، التي عرف عنها تاريخيا بحكمتها وعقلانيتها».
بينما يطرح الملك عبدالله الثاني خارطة طريق للاصلاح السياسي وتشجيع الناخبين في فتح حوارات مع المرشحين حول القضايا الهامة وتجاوز الاختلافات التي تعبر عن نفسها في المقاطعة، يطرح الاخوان المسلمين بيانات تناقضية وخلافية هدفها زعزعة ثقة الناخب والتشكيك في مسيرة الاصلاح الديمقراطي.
في السنوات الأخيرة وقف الاخوان كحجر عثرة امام العملية الاصلاحية. تارة ينادون بالاصلاح وتارة يصعدون ويصرخون ثم عندما تأتي لحظة الاقتراع يختبئون خلف متاريس الابتزاز والمقاطعة. يحق للمواطن الأردني ان يتساءل ماذا قدم الاخوان المسلمون؟ ما هو برنامجهم الاقتصادي؟ ما هي اجندتهم للقضاء على الفقر والبطالة وانعاش الاقتصاد؟ بكلام مختصر ما قدموه ويقدموه هو التصعيد ضد النظام والتهديد والابتزاز ورفض المشاركة في الانتخابات ورفض الحوار. السبب الرئيسي لهذه السلبية هي مطالبتهم بقانون انتخاب مفصل حسب مقاسهم يضمن لهم النجاح بأغلبية كبيرة للاستيلاء على مجلس النواب.
مد الملك يده للاخوان مؤكدا ان الاخوان المسلمين هم جزء من طيف المعارضة السياسية المتنوعة والمتعددة التوجه ولكنها تبقى جزءا اساسيا من النظام. وكما قال الملك سابقا ومرارا «بحجم المشاركة سيكون التغيير» ومن اراد التغيير فليفعل ذلك من تحت قبة البرلمان.
ارجو ان سقوط زملائهم في مصر سيجعلهم أكثر واقعية وبراغماتية ومرونة ورغبة في اعتناق الاصلاح والديمقراطية كبديل للتهميش الذاتي والانطواء والمناكفة. هل استوعبوا الدرس؟.
وأكد بني ارشيد، أن من أقدم على هذه «الجريمة» لم يدرك «الخطر المستقبلي» لها. كما لمح اخوان الأردن لدور اميركي ومؤامرة ضد الاخوان. من جانبه عقد مجلس شورى الأخوان المسلمين في الأردن اجتماعا طارئا لتدارس الأحداث في مصر. وأصدر المجلس بيانا تحدث فيه عن فصول مؤامرة تكالبت بقيادة الادارة الاميركية ضد ارادة الشعب المصري وتجربته الديمقراطية الوحيدة وساهم في اخراجها والانفاق عليها دول عربية واطراف اقليمية متعددة وتجمعات ارهابية حاقدة وبقايا النظام الفاسد وبلطجيته, بهدف اغتيال حلم الجماهير العربية في الحرية والديمقراطية والاستقلال والتخلص من الارتهان والتبعية المذلَة للعدو الصهيوني. أليست هذه لغة عصابة دمشق لتبرير المجازر التي ترتكبها بحق الشعب السوري؟.
هذا كلام خاطىء ومغلوط حيث ان اسرائيل كانت مرتاحة من موقف محمد مرسي حتى ان الرئيس الأميركي باراك اوباما عبّر عن انزعاجه للتطورات التي أطاحت بمرسي وعبر عن دعمه لمرسي بسبب مواقفه الايجابية تجاه اسرائيل. لا مؤامرة ولا تآمر بل غباء وسوء ادارة هي السبب الحقيقي للاطاحة بمرسي كما سنرى.
أخطاء مرسي وفشل الاسلام السياسي: لا أريد الخوض بالتفصيل باخطاء مرسي وجماعته وهي كثيرة ومنها على سبيل المثال تهميش الاقباط وعزل المسؤولين واستبدالهم بأزلام الجماعة بغض النظر عن قدراتهم. اقالة كبار العسكريين وسؤ الادارة وأخونة مؤسسات الدولة واحتقار المعارضة ووصفهم بفلول النظام السابق. لم يطرح مرسي ووزراؤه برنامجا اقتصاديا للقضاء على الفقر والبطالة وهاجم حرية الاعلام وكان رئيسا لمؤيديه وليس لكل المصريين وكان دمية يعمل بإمرة المرشد العام للاخوان محمد بديع, وهذا ما أكده العلامة الشيخ جمعة محمد على، خلال خطبة الجمعة بميدان التحرير بتاريخ 31 مايو آيار 2013 ، حيث وصف جماعة الاخوان في مصر بالكذب والنفاق وعدم تنفيذ وعودها التي قطعتها على نفسها. وقال خطيب الجمعة بميدان التحرير: «إن الرئيس محمد مرسى لا يستطيع حكم مصر وما هو إلا أداة في يد مكتب الإرشاد يتلاعب به كيفما شاء دون مراعاة لمصالح مصر، متهمًا جماعة الإخوان بأنها فجرت في خصومتها مع المعارضة ومع كل من اختلفوا معها في الرأي وأخرجوهم عن ملة الإسلام واتهموهم بالتشيع والشيوعية وغيرها من التهم التي لا تليق بمسلم.
ما أخفق اخوان الأردن في استيعابه هو أن الاسلام السياسي قد فشل فشلا ذريعا في غزة والسودان ومصر وليبيا وتونس وسيفشل في الأردن. أي جماعة تعتقد أن ارتداء النقاب هو أهم من الاقتصاد مصيرها الفشل.
موقف اخوان الأردن السلبي والعدمي: لا يكف اخوان الأردن عن التحشيد للمطالبة بلاصلاح والتغيير وهذا حق طبيعي ومطلب معقول وعندما يستجيب ملك الأردن ويطرح مبادرات للحوار والاصلاح يتهربون من المشاركة. يتظاهرون ويحتجون ويصعدون ويقاطعون ويرفضون الحوار والانخراط في العملية الديمقراطية. قاطعوا الانتخابات البرلمانية و قاطعوا مجلس الاعيان وقاطعوا رئيس الحكومة فايز الطراونة في حزيران 2012 ومؤخرا قرروا مقاطعة الانتخابات البلدية المقبلة.
قرار الاخوان مقاطعة الانتخابات البرلمانية أوائل هذا العام لم يكن مستغربا فقد قاطعوا انتخابات سابقة ويلجأون للابتزاز والتصعيد ويخلقون اجواء من التوتر والتشويش وبدون تقديم اي مقترحات ايجابية. أليس هذا هروبا للأمام من استحقاقات العمل الديمقراطي؟
هذه مواقف سلبية وعبثية وصبيانية وتؤكد عدم نضوجهم السياسي وعدم جاهزيتهم لتحمل مسؤولية المشاركة في البرامج الاصلاحية في اطار المشروع الديمقراطي الذي اطلقه العاهل الأردني.
الملك مع الاصلاح والحوار والاخوان مع التصعيد والمناكفة: يطرح الملك برنامجا ايجابيا بنّاء للاصلاح والديمقراطية وماذا يطرح الاخوان سوى العبثية والعدمية. المواقف الاخوانية السلبية لا تخدم الأردن ولا تخدم المصلحة الأردنية. يبدو لي كمراقب يهتم بالشأن الأردني ان الاخوان يضعون ولاءاتهم الاقليمية والايديولوجية ومصالحهم الحزبية الذاتية فوق المصلحة الوطنية.
هذا السلوك غير الديمقراطي فشل في غزة وفي السودان ومصر واثبت الاخوان المسلمون انهم غير جديرين بتحمل المسؤولية واستلام السلطة. وسقوط محمد مرسي وجماعته أهم وأكبر دليل على ذلك.
واستوقفتني المقابلة الهامة التي اجراها عادل الطريفي رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط جريدة العرب الدولية ذات النفوذ والواسعة الانتشار مع جلالته والتي نشرت في 26 حزيران 2013 ولقيت اهتماما كبيرا من وسائل الاعلام. وما يهمني في هذا السياق هو جواب الملك على سؤال عن مقاطعة الاخوان للانتخابات. أجاب الملك بالقول: «أشعر بالأسف حقيقة لمقاطعة أي قوى سياسية للعمل السياسي المنتج والبناء الذي تستطيع من خلاله تمثيل ناخبيها، وطرح برامجها، والمشاركة في التشريع وصناعة القرار، وتداول الحكومات، وخاصة عندما تأتي المقاطعة من حركة سياسية مثل جبهة العمل في الأردن، التي عرف عنها تاريخيا بحكمتها وعقلانيتها».
بينما يطرح الملك عبدالله الثاني خارطة طريق للاصلاح السياسي وتشجيع الناخبين في فتح حوارات مع المرشحين حول القضايا الهامة وتجاوز الاختلافات التي تعبر عن نفسها في المقاطعة، يطرح الاخوان المسلمين بيانات تناقضية وخلافية هدفها زعزعة ثقة الناخب والتشكيك في مسيرة الاصلاح الديمقراطي.
في السنوات الأخيرة وقف الاخوان كحجر عثرة امام العملية الاصلاحية. تارة ينادون بالاصلاح وتارة يصعدون ويصرخون ثم عندما تأتي لحظة الاقتراع يختبئون خلف متاريس الابتزاز والمقاطعة. يحق للمواطن الأردني ان يتساءل ماذا قدم الاخوان المسلمون؟ ما هو برنامجهم الاقتصادي؟ ما هي اجندتهم للقضاء على الفقر والبطالة وانعاش الاقتصاد؟ بكلام مختصر ما قدموه ويقدموه هو التصعيد ضد النظام والتهديد والابتزاز ورفض المشاركة في الانتخابات ورفض الحوار. السبب الرئيسي لهذه السلبية هي مطالبتهم بقانون انتخاب مفصل حسب مقاسهم يضمن لهم النجاح بأغلبية كبيرة للاستيلاء على مجلس النواب.
مد الملك يده للاخوان مؤكدا ان الاخوان المسلمين هم جزء من طيف المعارضة السياسية المتنوعة والمتعددة التوجه ولكنها تبقى جزءا اساسيا من النظام. وكما قال الملك سابقا ومرارا «بحجم المشاركة سيكون التغيير» ومن اراد التغيير فليفعل ذلك من تحت قبة البرلمان.
ارجو ان سقوط زملائهم في مصر سيجعلهم أكثر واقعية وبراغماتية ومرونة ورغبة في اعتناق الاصلاح والديمقراطية كبديل للتهميش الذاتي والانطواء والمناكفة. هل استوعبوا الدرس؟.
نهاد إسماعيل