بلاش خرطوش، أنا فهمتكم خلاص!
في مقالة للكاتب المخضرم حازم المجالي بعنوان: (دولة الرئيس ..تكلم يا رجل !!!!)، يحاول الكاتب مُجهداً نفسه أن يحث دولة رئيس الحكومة سمير الرفاعي على الكلام ليوضح للشعب الحالة والوضع الراهن وليدافع حتى عن نفسه وعن حكومته وقراراته ويقول في بعض ما يقول والكلام للكاتب حازم المجالي : (سأحاول يا دولة الرئيس جاهدا أن أدلك على هذه الطريقة التي للآن لم نراها فيك وهي طريقة مخاطبة الشعب بكل وضوح وصراحة, أسلوب التواصل الشعبي المباشر من خلال الكلمات التي تخرج من فمك لآذانهم دون نُطاق إعلاميون ودون محررون يصيغون العبارات, اطل علينا نحن الشعب وتحدث بما لديك من أرقام ومعطيات وأخبار ودافع بها عن إدارتك وعن أسلوبك في تولي زمام رئاسة الوزراء, جمع كل ما اخذ عليك وضع الشعب العامة في صورة الوضع, اجلس بكل أريحية وتحدث بكل طلاقة, لا نريدها بالفصحى منك ولا نريدها نثرا ولا شعرا ولكن نريدها كلمات واضحة وصريحة). (انتهى الاقتباس)....
يبدو أن الرجل صامت لا يتكلم، وكذلك غيره صامت، والأسباب مجهولة لا نعرفها ولكننا نُخمن بعضها:
أولاً- أنه لم يعد يُجدي الكلام (وكلامها فيها) وهذا هو صمت الوداع وما قبل الرحيل.
ثانياً- ليس المشكلة في عدم الكلام أو الحديث ولكن المشكلة في عدم القدرة على السمع!!... فقد تجد أخرس (أبلم) لا يستطيع الكلام ولكنه يسمع جيداً ... ولكنك لا تجد أصم (أطرم) يتكلم!!!... فحتى يلفظ الإنسان الحروف والكلمات يجب أن يسمعها أولا،ً فتركيبة الحلق واللسان تتناسب مع السمع والأذنين - فالسمع أولا- ولذلك قدم رب العرش السمع على النظر والنطق في كل مواقع القرآن الكريم، ولكم أن تستنتجوا أن من لا يسمع لا يتكلم ومن يتكلم قد يسمع وقد لا يسمع...فالمشكلة في أن الحكومة والمسئولين في بلادي لا يسمعون ولذلك استعصى عليهم النطق، وبماذا ينطقون؟.... وبإمكانكم أن تسألوا خبراء الطب إن لم تصدقوني!؟،.... وهناك حكاية كركية سمعتها من المرحوم المهندس إبراهيم النوايسة (أبو عزت) بتقول: أن احد الخوّرة أستدعى احد الشبان الزعران بعد أن ضبطه متلبساً يسرق مخزن النبيذ في الكنيسة، ليجعله يعترف بذنب وخطيئة السرقة، فحينما أجلسه أبونا على كرسي الاعتراف وراح يٍسأله: من سرق الانبيذات يا أبني يا جريس؟ فلم يتفاعل اللص ولم يُجيب، وفقط كان يُجيب هازاً رأسه بتساؤل : هاه؟ هاه؟ وبعد تكرار السؤال عدة مرات خرج ألخوري عن طوره فامسك بقبة قميص الأزعر وشده غاضباً إلى الأعلى وأوقفه على قدميه وهو يسأل لماذا لا تجيبني يا لص؟ فأجاب اللص متسائلاً: هاه؟شو؟...فسأله ألخوري: شو مالك؟ أطرم؟ ما بتسمع؟ فأجاب: نعم يا أبونا ألخوري مجرد ما جلست على الكرسي فقدت السمع، ولما وقفت بدأت أسمع!، وإذا لم تصدقني فاجلس يا أبونا على الكرسي وتأكد بنفسك!... فجلس ألخوري على كرسي الاعتراف ليتأكد من صحة إدعاء اللص، وفجأة سأله الأزعر: (مين اللي مبارح نام مع جارتنا أم حنا)؟؟؟؟ فأجاب أبونا: هاه!!! شوه!!.....ولكم أن تستنتجوا أن من يجلس على الكرسي يفقد السمع والنطق وربما كل الحواس!..... إذن المشكلة في الكراسي! الم تسمعوا إلى جلاد تونس – بن علي - حينما نطق فقط بعد أن ترجل عن كرسي الرئاسة فخاطب التوانسة قائلاً: أنا الآن فهمتكم خلاص..... بلاش كرتوش (بلاش خرطوش)...كل الكراسي من نفس الخشب والجلد والقماش لكنها دوارة!، لقد مل التوانسة ليلى الطرابلسي وأبن علي خلال ثلاثة وعشرين عاماً هي اقل من تجربتنا مع الرفاعية من دولة سمير وحتى دولة سمير ومن زيد إلى زيدٍ .... والى أخي الكاتب المحترم حازم ألمجالي أقول : أنني يوماً وقفت أمام تمثال مكسيم غوركي في احد المواني على نهر الدون حيث كان الكاتب العملاق يعمل حمالاً وحيث ضُرب وعُذب من قبل الشرطة كمتشرد حتى فقد وعيه مرات ومرات ....وقفت أمامه – التمثال – فخاطبته وحاورته وسألته : ما بال أُمتي لا تُنجب كُتّاباً ثواراً مثلك يا مكسيم ؟ ما بال اُمتي كل ما مل منها مُستعمر ركبها آخر وإذا ما ملوا جميعاً ركبها حكامها بالنيابة عنهم؟ .... وعبثاً حاولت فلم يتكلم ولم أسمعه ينطق فأستدرت وتركته ماسحاً عينيي وذهبت.
د.م حكمت القطاونه tel: 0795482538 hekmatqat@yahoo.com