معلوم للجميع أن الهوية الوطنية الاردنية لا تتركب ولا تتجزأ ولا تقبل القسمة الا على نفسها وهي شرف لكل من يحملها عن جداره واستحقاق, هذه الهوية الوطنية الاردنية صنعها الاردنيون بجماجم شهدائهم منذ تأسيس امارة الشرق العربي حتى اصبحت بلادهم مملكة مستقلة سنة 1946 وعندما جاءت الهدنه واتفاقية رودس سنة 1949 لتصنع ما تبقى من فلسطين الحبيبة من الضفة الغربية وديعة بيد المملكة الاردنية الهاشمية ومن قطاع غزة وديعه بيد مصر وجاءت سنة 1951 وعلى اثر مؤتمر اريحا ونابلس لتعلن خلالها وحدة الضفتين بموجب قرار الوحدة الصادر عن مجلس الامة الاردني المكون من اربعين نائبا عشرين منهم عن الضفة الشرقية وعشرين عن الضفة الغربية وكان قرار الوحده ينص على عدم المساس بالتسوية النهائية للقضية الفلسطينية الا من خلال منظور قومي عربي ثم جاءت نكبه حزيران سنة 1967 وتبعتها مقررات مؤتمر الرباط سنة 1974 الذي اعتبر منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وفي سنة 1988 صدر قرار فك الارتباط الاداري والقانوني بين الضفتين وذلك باتفاق العرب جميعا بما فيهم الحكومة الاردنية مكرهه ومنطمة التحرير الفلسطينية بطوعها وارادتها ثم جاءت مدريد وتلتها اوسلو التي ا نبثقت عنها السلطة الوطنية الفلسطينية المسؤولة عن الضفة الغربية وقطاع غزة واحتفظ الفلسطينيين في السلطة الفلسطينية بالهوية الوطنية الفلسطينية مثلما احتفظ الاردني بالهوية الوطنية الاردنية الى جانب الهوية النضالية الفلسطينية.
بعد هذه المقدمة التي هي من ابجديات الاردنيين والفلسطينيين التي لا يتوجب ان تغيب عن بال الدكتور مصطفى حمارنه الذي وقف بالامس تحت القبة النيابية يزايد على بني جلدته من الاردنيين الذين من آبائهم وذويهم من روى بدمائه الزكية ارض فلسطين بالوقت الذي كان يتتلمذ المزايدون وعلى رأسهم صاحب الهوية المركبة ينتقل بين الوظائف والامتيازات على حساب ابناء الهوية الوطنية الواحده الذين لم يتنكروا للاردن او لفلسطين والكل يذكر يوم تسلم الحمارنة مركز الدراسات والاستفتاءات بالجامعة الاردنية ويظهر النتائج لصالح المسؤولين بالجملة الذين منهم اليوم من يحاكم بالفساد ومنهم ينتظر من يعلق جرسه وانتقل بعدها الحمارنه ليترأس ادارة التلفزيون ويقصى عنها في الليل لا في النهار حتى جاء اليوم ليطلب من حكومة النسور ان تتكئ عليه وعلى رفاقه في التجمع الديمقراطي الذين نجلهم ونحترمهم جميعا حيث وقف الحمارنه لا ليتناقش بيان الحكومة ويقوم بواجبه بل ليتزلف ويزايد على النواب وعلى الكادحين من الاردنيين قبل المترفين مثلما جاء ليتلاعب بالالفاظ ويعبث بالوحدة الوطنية وينصب نفسه مدافعاً عن المكون الفلسطيني من الشعب الاردني, ويدعي على استحياء انه من اصحاب الحقوق المنقوصه.
كم تألم الأردنيين من مختلف الاصول والمنابت حين استمعوا لاقوال الحمارنه تحت القبة محاولاً اشعال الفتنة بين الشعب الواحد, وكم فرحوا حين سمعوا نشميه في البرلمان, تلك النشمية الاردنية من اصل فلسطيني التي خاضت الانتخابات بقائمة اسمتها قائمة الاردن اقوى وشعارها العصبة الاردنية وقفت بشموخ تحت القبة لتذهل الجميع بمناقشتها للبيان الوزاري مناقشة واقعية لا شماتة فيها ولا تملق, وضعت الدكتوره رولا الحروب النقاط على الحروف وهي تعتز بهويتها الوطنية الاردنية الى جانب هويتها النضالية الفلسطينية ولتنال احترام الاردنيين والفلسطينيين بعامة وزملائها النواب بخاصة فأخلصت للوطن ومواطنيه وظهر ذلك حين حملتها الآلاف المؤلفة لبيت الشعب بعد ان وثقت الجماهير بصدق انتمائها وحرصها على ان لا ترمي حجراً بالبئر الذي ارتوت منه هي واطفالها, وصلت دون ان تسهم في استفتاء مزيف او تسعى لانتهازيه رخيصه او لاستراق نجومية من خلال الاستعراض والتنظير الذي مارسه ويمارسه بعض النواب في هذه الايام.
وكل التحايا لكل نشميات الوطن وعلى رأسهن مثل رولا الحروب وزميلاتها في مجلس النواب اللواتي وصلن الى ما وصلن اليه بصدق انتمائهن للوطن وبدون الاتكاء على احد من المسؤولين في الداخل او في المؤسسات الدولية.
حمى الله الاردن والاردنيين وان غداً لناظره قريب
نعتذر عن قبول التعليقات بناء على طلب الكاتب