شجون أردنية
أخبار البلد -
أشياء كثيرة تبعث في الصدور غمة لا سابق لها وتجعل الاردني أكثر العرب نكدا وشكوى، والسبب الرئيس هو تراجع الانتماء للمصلحة العامة للشعب والوطن، فكل يبحث عن مصلحته الشخصية بغض النظر عن الضرر اللاحق بالمجموع وهناك أمثلة كثيرة على ذلك:
ومنها الاعتصامات التي ينفذها بين وقت وأخر موظفو القطاع العام في محاولة لأخضاع الادارة الحكومية دون مراعاة أنهم يعاقبون المواطن قبل الحكومة، وكان أخطرها تهديدات العاملين في سلطة المياه الشهر الماضي بقطع المياه عن المملكة ان لم تتم الاستجابة لمطالبهم رغم علمهم أن المياه أهم سلعة أستراتيجية في الحياة، وقطعها بين الدول يتسبب بحروب طاحنة، وهناك من يؤكد أن الحروب المتوقعة في المستقبل في المنطقة ستكون حروبا بسبب المياه، فما بالك بقيام مجموعة من أبناء الوطن بقطع الماء عن الوطن؟
فأي مسؤولية وطنية تعتمل في صدر موظف يفكر بمنع الماء عن عائلات وأطفال حتى تلبى مطالبه الوظيفية؟ سيقولون أنها الوسيلة الوحيدة لأنصافهم، فنقول من تعاقبون من أجل أنصافكم؟ الادارة أم الشعب؟
انها أزمة تعبر تعبيرا واضحا عن ضعف الانتماء من الجانبين جانب المضربين وجانب رجال الادارة العاجزين عن حل المشكلات الادارية والوظيفية وتحقيق الانصاف! والسؤال ألا يمكن حل الخلاف عبر تحكيم أو عبر القضاء؟
ومنها تحول شوارعنا وأحيائنا الى (مزابل) في كل المدن دون أستثناء وأولها العاصمة - باستثناء بعض شوارع وهذا يحدث في الوقت الذي تعاني فيه البلديات وأمانة عمان من تضخم في عدد العاملين وتراجع في الاداء.
واضح أن المشكلة تكمن في عجز البلديات والامانة عن أدارة الموارد البشرية بكفاءة، وتراجع انتماء الموظف والعامل لعمله ولوطنه وركونه الى الكسل واللامبالاة من ناحية ومن ناحية أخرى أهتمام المواطن بنظافة بيته الداخلي بينما يعتبر الشوارع والحارات مكبات نفايات مفتوحة فنرى من يلقي النفايات من نوافذ السيارات الفارهة وغير الفارهة على السواء، ونرى من يخرج من عتبة بيته غير ملتفت الى القاذورات المحيطة والنفايات الملقاة بعيدا عن الحاويات المتهالكة. وبالمجمل رأينا أهل القرى أكثر أهتماما بنظافة أحيائهم من أهل المدن،، ورأينا بعض القرى التي لا تمتلك شوارع معبدة ولا أرصفة ولا أشجار زينة أنظف من كثير من أحياء عمان والزرقاء وأربد والسلط (وبالذات السلط والزرقاء اللتان تحولت شوارعهما الى مكرهة صحية).
وثالثها الحفريات التي لاتنتهي وتتكرر في ذات المواقع التي حفرت من قبل ثم عبدت ثم حفرت، وكل جهة حكومية أو غير حكومية تبدأ حفرياتها بمجرد أن ينتهي ردم وتعبيد ما حفرته سابقتها، وليتهم يتقنون التعبيد ويعيدون الشارع الى مستواه الصحيح!
ومنها ما يفعله أصحاب المحلات التجارية لمنع أصطفاف السيارات على جانب الشارع. فكل واحد يحتجز جزءا من الشارع العام إما بوضع (تنكة) مملوءة بالحجارة أو بوضع حواجز وبعضهم يضع كراسي قديمة أو خردة حديد تحت بصر رجال السير ومفتشي الامانة ولا أحد يتدخل.
فكيف اذن يحرر لي شرطي السير مخالفة حين أقف في مكان ممنوع ولا يفعل الشيء نفسه لمواطن يحتل الشارع ؟
قياديو الادارات الحكومية لم تعد لديهم القدرة على السيطرة على الموظف، والموظف لم يعد لديه الانتماء الدافع الى أداء الواجب بكفاءة، ولذا نقول (ملعون أبو الواسطة).
هذا غيض من فيض والحديث يطول.