استفزازي إلى أبعد الحدود، ذلك التصريح الذي نُقِل على لسان السفير الأردني في تل أبيب- وليد عبيدات - حول الجندي أحمد الدقامسة حيث وصفه بالقاتل، وبأنه سيقضي محكوميته كاملة في السجن. تصريح مجاني يحاول أن يقطع الطريق على الجَهد النيابي من خلال مذكرة نيابية، تجاوز عدد الموقعين عليها 120 نائبا، تطالب بالعفو عن الدقامسة، وفي التصريح "مسح جوخ" للصهاينة، والمتطرفين منهم، لم يكن مطلوبا من السفير أو غيره. إذا كانت هناك أصوات إسرائيلية متطرفة تحتج على فكرة المطالبة بالإفراج عن الدقامسة، فمن المصلحة أن لا نساعد هذه الأصوات، بل علينا قَمعُها، ويكفي ما في الحكومة الإسرائيلية ذاتها من تطرف يوزّع على العالم. منذ سفره إلى تل ابيب لم نسمع صوتا للسفير عبيدات، ولا نعرف الأعمال التي يقوم بها، خدمة للبلاد، ومن سوء حظه وحظّنا، أن أول تصريح له يأتي في حالة تعارض مع المطالب الوطنية والشعبية الأردنية، فالجندي الدقامسة، لا يمكن أن يكون قاتلا، فهو جندي في القوات المسلحة لحظة قيامه بعملية قتل الطالبات، اللواتي كُنّ يَسْخَرْن منه خلال أدائه وظيفته العسكرية، فكيف يتحول في نظر السفير إلى قاتل؟!. لا أحد نَصّب السفير عبيدات ليكون ناطقا باسم الحكومة، وهو تجاوز حدود مسؤولياته، عندما أدلى بهذا التصريح إلى صحيفة يديعوت أحرونوت، لأن للحكومة ناطقها، وللدولة رمزها، وهما المخولان بالحديث في القضايا السيادية، وخاصة ما يتعلق بكرامة البلاد. الدبلوماسية في العمل السياسي مطلوبة، أما الدبلوماسية الزائدة عن حدّها، خاصة مع الصهاينة، فهي غير مطلوبة على الاطلاق، لا بل المطلوب أن تكون جافة، ولغتها قاسية، لأننا مع إسرائيل في معاهدة سياسية، وليس في مرحلة تصالح، فمهما كانت نصوص وادي عربة مُلْزِمة، فهم أعداؤنا إلى يوم كنسهم عن أرضنا وحقوقنا ومستقبلنا. تكفي سنوات السجن الطوال التي ضاعت من عمر الدقامسه، وهو لم يرتكب سوى بطولة تُمنح لصاحبها الأوسمة، لا التكبيل في السجون. الدقامسة يعاني من أوضاع صحية ونفسانية صعبة، وتكفي نحو 17 عاما في الزنازين، والحبس الانفرادي، والحرمان من الحرية، والأهل والأسرة. أسرة الدقامسة اتعبتها السنوات الطوال، وأرهقت الزيارات البعيدة، والدته التي تقف صامدة مثل سنديانات الوطن، تدافع عن ابنها البطل في كل تظاهرة، وتحمل صورته بكل شرف، كما أن أطفاله كبروا وهم محرومون من طلة أبيهم، وها هو ابنه سيف الذي أنضجته الأيام، اصبح يطالب بالحرية لوالده، ويشارك بحماس في مسيرات الحراك، خاصة التي تقام أمام السفارة الإسرائيلية في عمان. ننتظر، كما ينتظر الشعب كله، صدور عفو خاص عن الدقامسة، وهناك من يراهن أن موعد العفو سوف يكون في 15 ايار المقبل في ذكرى النكبة الفلسطينية، او في 25 أيار المقبل ذكرى استقلال البلاد. عفو سوف ينشر الفرح في قلوب الأردنيين، ويغضب الإسرائيليين، وهذا ما نتمناه ايضا. |
||
"مسح جوخ" مجاني للصهاينة
أخبار البلد -