أخبار البلد
يشعر نواب بالغضب الشديد تجاه حكومة د. عبد الله النسور الثانية، فقد انتهت كل رحلة المشاورات والاجتماعات مع الكتل النيابية الى نتيجة الصفر تماما، وبكل ما حملته من انتقادات نيابية ونصائح وتوجيهات ومطالب كان من بينها مطالب خطية بتوزير نواب وحملهم معه في حكومته الثانية.
هذا الغضب الذي تشكل مبكرا واثناء المشاورات ارفعت وتيرته تماما عقب الاعلان رسميا عن تشكيل الحكومة، واذا كانت هناك كتل نيابية محدودة ونواب يدفعون باتجاه التلويح بحجب الثقة عن الحكومة الثانية للنسور فان ترجيحات نيابية عديدة اكدت ان هذا التوجه سيتعزز خلال الايام المقبلة.
المصادر النيابية اشارت الى ان مزاج النواب الغاضب تماما على د. النسور وحكومته ليس فقط بسبب ما اسمته المصادر"خداع النواب "وإنما لكون د. النسور نفسه لم يلتزم باقل القليل مما كان يتحدث به للنواب ويتعهد به امامهم في اجتماعات التشاور الذي اظهرت النواب في الشارع وكانهم "مجرد دمية عبث بها النسور قليلا وتركها تندب حظها ــ على حد توصيف احد النواب ــ".
وتقول مصادر نيابية متعددة ان الحكومة ستواجه غضبا نيابيا شديدا وان ارتفاع الصوت النيابي بحجب الثقة عن حكومة د.النسور سيجد صداه عند العشرات من النواب، فضلا عن كون تشكيلة الحكومة الجديدة لم تراعي الابعاد الجغرافية التمثيلية في حكومته، وهو احد الاسباب التي ستدفع بنواب للترويج لحجب الثقة عن الحكومة.
وقال نواب ان تصريحات رئيس الوزراء التي نقلتها وكالة الانباء "بترا" عنه امس السبت حول توزير النواب في حكومته المقبلة، وبانه لا يستطيع تمثيل المناطق والمحافظات الاردنية بسبب العدد القليل لحكومته كلام مردود عليه، ولن يقنع النواب، عدا عن كون تلك الوعود مجرد وسيلة لشراء صمت النواب وتمرير حكومته من خلال التصويت على الثقة.
وتابعت المصادر بالتاكيد على ان العديد من الكتل النيابية التي وقفت بقوة لدعم ترشيح د. النسور لن توصل معه مشوار الثقة، مشيرة الى ان كتلة وطن التي حملت ترشيح د. النسور هي وكتلة حزب الوسط الاسلامي من اوائل الكتل التي ستشهد حجب اصوات العديد من اعضائها.
واشارت الى ان كتلتي الوسط الاسلامي ووطن توجها مبكرا ومنذ منتصف الاسبوع الماضي لوضع خيار حجب الثقة عن حكومة د. النسور أيا تكن تشكيلتها، متوقعة ان تحذوا كتلة الوسط الاسلامي حذو شريكها في ترشيح د. النسور كتلة وطن.
وقالت المصادر ان معظم الكتل النيابية ستشهد حجب اصوات اعضائها نافية في الوقت نفسه ان تتوحد جميع الكتل النيابية على موقف موحد تجاه الثقة منحا وحجبا، الا ان الاحتجاج النيابية ستبلور اكثر خلال الايام المقبلة وبعد ان يتقدم رئيس الوزراء د. النسور ببيان طلب الثقة من مجلس النواب.
وتوقعت المصادر ان يلجأ د. النسور لبناء جسر مفتوح مع النواب من اجل تجسير طريق الثقة والخروج باقل الخسائر في ماراثون مناقشة الثقة بحكومته، وقد يضطر د. النسور لتقديم امتيازات للنواب ووعود قاطعة لبعضهم باتجاه توزيرهم، وقد يدفع كل وزراء الحكومة لتمرير خدمات للنواب لنيل ثقتهم.
وترى المصادر ان الغضب النيابي على حكومة د. النسور لن يتوقف عند حدود الثقة منحا وحجبا وغنما سيبدأ سريعا ولربما في جلسة مجلس النواب التي ستعقد مساء اليوم الاحد حيث تتوقع المصادر النيابية ان يستغل نواب تشكيلة الحكومة ويبداون مشوار تويجه انتقاداتهم للحكومة من خلال مناقشة التشريعات وتوجيه الانتقادات تمهيدا للدخول بمناقشات الثقة.
وتتوقع مصادر نيابية ان يسارع رئيس الوزراء د. النسور للتقدم من مجلس النواب بطلب الثقة خلال الايام القليلة المقبلة فيما توقعت مصادر نياية ان يؤجل د. النسور تقديم بيان طلب الثقة من مجلس النواب الى منتصف الاسبوع المقبل.
