في ظل الحراك الطلابي بالجامعات الأمريكية الداعم لقطاع غزة، صوّت مجلس مدينة ريتشموند في ولاية كاليفورنيا الأمريكية على سحب الاستثمارات من الشركات التي تعمل في إسرائيل، لتصبح ثاني مدينة أمريكية تسحب استثماراتها بعد هايوارد، بحسب شبكةabc newsالأمريكية، الخميس 2 مايو/أيار 2024.
"الفضل للحركة الطلابية"
قرار المدينة، جاء بفضل الحركة الطلابية، وفقا لما قالته عضوة مجلس مدينة ريتشموند، سهيلة بانا، التي شاركت في صياغته، لافتة إلى أن "هناك شيئاً واحداً يمكننا القيام به بنشاط، وهو سحب الاستثمارات. وبفضل الحركة الطلابية، لفتوا انتباهنا إلى الأمر مرة أخرى. لقد كان هذا هو الوقت المناسب".
المدينة الأمريكية لديها مجموعة تبلغ حوالي 600 مليون دولار للاستثمار، بحسب بانا، لكنها قالت إنه من المرجح أن يتم استثمار نسبة صغيرة فقط، حوالي 7%، في محافظ استثمارية تضم شركات ستتجرد المدينة منها.
ومن الأمثلة الواضحة على ذلك، وفقاً للصحيفة، مقاولو الدفاع ومصنعو الأسلحة مثل شركة لوكهيد مارتن، لكن شركات مثل Microsoft وAirbnb مدرجة أيضاً في القائمة.
في السياق، قال شيفا ميشك، كبير موظفي رئيس البلدية إدواردو مارتينيز، إن "المستوطنات على الأراضي الفلسطينية غير قانونية. وهي غير مسموح بها، على الأقل بموجب القانون الدولي. ومع ذلك، تستضيف Airbnb الكثير من العقارات الموجودة على أراضٍ محتلة بشكل غير قانوني".
قرار "تاريخي"
بينما تحدثت ناشطة السلام الإسرائيلية الدكتورة دوف باوم، في اجتماع مجلس المدينة، ووصفت التصويت بأنه "تاريخي" لأنه يوسع الجدل حول أين وكيف يتم إنفاق أموال الضرائب الأمريكية.
وقالت باوم، وهي يهودية: "الإبادة الجماعية في غزة هي ما يتطلبه الأمر بالنسبة لأصحاب الوعي هنا في الولايات المتحدة لبدء تحويل الأموال بعيداً عن الفصل العنصري الإسرائيلي والاحتلال والإبادة الجماعية".
كما أضافت: "في الوقت الحالي، بالنسبة للإبادة الجماعية الإسرائيلية التي تحدث في غزة، في الواقع، فإن الدعم المباشر للولايات المتحدة التي ترسل المزيد والمزيد من مليارات الدولارات من الأسلحة إلى إسرائيل يمكّن من ارتكاب هذه الجرائم. ويحرمنا في الواقع من قدرتنا على العيش، أو حتى تخيل المستقبل".
"هايوارد" تسحب استثمارات من شركات
وفي يناير/كانون 2024، وافق مجلس مدينة هايوارد بكاليفورنيا على سحب 1.6 مليون دولار من الشركات التي لها علاقات مع إسرائيل، والتي تواجه اتهامات بالإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وكانت سياسة الاستثمار في المدينة مدرجة على جدول أعمال الموافقة، والتي عادة ما تكون عبارة عن حزمة من الإجراءات الروتينية التي تمت الموافقة عليها باقتراح واحد ودون الكثير من المناقشات.
ومع ذلك، قام عضو المجلس جورج سيروب بسحب السياسة وأوصى بسحب الاستثمارات من الشركات كاتربيلر وإنتل وشيفرون وهيونداي، بالإضافة إلى تعديل سياسة الاستثمار في المدينة لمنع أموال المدينة من التوجه نحو الشركات التي حددتها حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات.
الاحتجاجات الطلابية
وخلال الأسابيع الماضية تحول العديد من الجامعات الأمريكية إلى ساحة للاحتجاج على الحرب الدائرة في غزة، مع تصاعد وتيرة المظاهرات الطلابية التي تطالب بوقف إراقة الدماء في الصراع الذي أودى بحياة آلاف المدنيين بالقطاع المحاصر وسحب جامعاتهم استثماراتها مع الشركات الداعمة لإسرائيل.
وانطلقت احتجاجات الطلاب المناصرين للفلسطينيين من جامعة كولومبيا في نيويورك، ثم انتشرت على نطاق واسع في الجامعات الأمريكية الأخرى، حيث نُظمت مظاهرات واعتصامات رفعت شعار "سحب الاستثمارات" من إسرائيل، ضمن مطالب أخرى.
وتكرر مطلب سحب الاستثمارات في إسرائيل أو مع الشركات ذات الصلة معها في لافتات المحتجين وافتتاحيات صحف الطلاب وخلال التجمعات العارمة التي اجتاحت الجامعات.