بدءا اعتذر للابجدية عن هذا العنوان الذي لم استطع كتابته الا باللهجة العامية، لان السؤال المتكرر وهو «ليش مش انا» يفتضح فسادا تربويا وتورما تعويضيا للذات عن كل ما ينقصها. واذا نجح اي فرد وفي اي حقل نسارع الى القول سرا ليش مش انا ويتكرر هذا مع الجوائز والمناصب وكل اشكال التفوق. وكأن من يفوزون على سواهم يلعبون باوراق الحظ واليانصيب او يفرطون زهرة برية على طريقة فرس ابيك حمراء ام بيضاء!
ولا يخطر ببال من ذهبت اعمارهم هدرا من المهد الى اللحد انهم استغرقوا في سبات واغواهم الخمول، فصح عليهم قول شاعرنا القديم
دع المكارم لا ترحل لبغيتها
واقعد فانك انت الطاعم الكاسي.
والمقصود بالطبع عكس ذلك تماما فهذا القاعد يبحث عمن يطعمه ومن يكسوه!
لقد سمعت هذا السؤال الذي يمتزج بالمرارة كثيرا، ومن اشخاص ينتسبون الى مجالات عديدة. فهؤلاء لديهم ما يسمى في علم النفس الاعتقاد الخاطئ، بحيث يتصورون ان كل شيء في هذا العالم من حقهم وعدم حصولهم عليه بسبب غياب العدالة، لهذا على اي ناجح في هذه المجتمعات سواء كان حلاقا او كاتبا او طبيبا او حتى تاجرا ان يتوقع مثل هذا السؤال وان يهيء نفسه لاشاعات تنال منه. وقد لا يسلم منها حتى عرضه في مجتمعات تعاني من فائض المكبوتات كلها ولها خيال مسرطن يذهب بها الى العالم السفلي فقط.
ان من يقول ليش مش انا لا يتيح لنا ان نجيبه عن سؤاله، لهذا يلوذ بمن يشاركونه الفشل، وكما ان للاذكياء النادي الذي يضمهم رغم عدم تقديم طلب انتساب للعضوية، فان لهؤلاء ايضا انديتهم، فالاحمق يبحث عن الاشد منه حمقا كي يصفق لاخطائه وسذاجته، ولان تربوياتنا الثقافية والسياسية تخلو من نقد الذات وادب الاعتراف فان اكثرنا تأخذهم العزة بالاثم .
فالمخطئ يتوغل حتى الخطيئة والجاهل تنبت له انياب ومخالب لان سلاح العقل لديه معدوم.
وحكاية البحث عن الادنى لارضاء الذات الجريحة وتحقيق تفوق وهمي هي من صلب ثقافة عوراء، تفرض على ضحيتها ان يتشرنق داخل نفسه. ويسخر من كلما عداها لهذا فان مناقشة اهم مفكري العالم وعلمائه ايسر من مناقشة الجاهل. لانه لو كان يعلم بانه جاهل لتغير الامر تماما.
الحل اذن هو بحث الجاهل عن الاجهل منه والفقير عن الافقر منه والقزم عن الاقصر منه، وبعد ذلك كله يأتي السؤال العجيب: ليش مش انا؟
ونادرا جدا ما نسمع شخصا يعترف بتقصيره او كسله ثم يحمل نفسه عبء الاخفاق، لاننا نعيش في واقع لا اظن ان هناك ما يماثله في العالم، فمن لا يقرأ يشعر بالغثيان والصداع والنفور اذا سمع احدا يتحث عن كتاب او مقال فهو لا يرحم نفسه ولا يتمنى للاخرين ان يرحمهم الله.
ان الشعور بالاستحقاق ليس امرا ميسورا او منحة مجانية اذا كان له رصيده بالفعل من العمل والجهد والمخزون.
فهل يأتي وقت نكف فيه عن هذا السؤال الاخرق، ونخجل قليلا بسبب وعينا باننا لم نظفر بما لا نستحق وان الاخرين ليسوا لصوصا سطوا على نصيبنا من النجاح؟؟
ولا يخطر ببال من ذهبت اعمارهم هدرا من المهد الى اللحد انهم استغرقوا في سبات واغواهم الخمول، فصح عليهم قول شاعرنا القديم
دع المكارم لا ترحل لبغيتها
واقعد فانك انت الطاعم الكاسي.
والمقصود بالطبع عكس ذلك تماما فهذا القاعد يبحث عمن يطعمه ومن يكسوه!
لقد سمعت هذا السؤال الذي يمتزج بالمرارة كثيرا، ومن اشخاص ينتسبون الى مجالات عديدة. فهؤلاء لديهم ما يسمى في علم النفس الاعتقاد الخاطئ، بحيث يتصورون ان كل شيء في هذا العالم من حقهم وعدم حصولهم عليه بسبب غياب العدالة، لهذا على اي ناجح في هذه المجتمعات سواء كان حلاقا او كاتبا او طبيبا او حتى تاجرا ان يتوقع مثل هذا السؤال وان يهيء نفسه لاشاعات تنال منه. وقد لا يسلم منها حتى عرضه في مجتمعات تعاني من فائض المكبوتات كلها ولها خيال مسرطن يذهب بها الى العالم السفلي فقط.
ان من يقول ليش مش انا لا يتيح لنا ان نجيبه عن سؤاله، لهذا يلوذ بمن يشاركونه الفشل، وكما ان للاذكياء النادي الذي يضمهم رغم عدم تقديم طلب انتساب للعضوية، فان لهؤلاء ايضا انديتهم، فالاحمق يبحث عن الاشد منه حمقا كي يصفق لاخطائه وسذاجته، ولان تربوياتنا الثقافية والسياسية تخلو من نقد الذات وادب الاعتراف فان اكثرنا تأخذهم العزة بالاثم .
فالمخطئ يتوغل حتى الخطيئة والجاهل تنبت له انياب ومخالب لان سلاح العقل لديه معدوم.
وحكاية البحث عن الادنى لارضاء الذات الجريحة وتحقيق تفوق وهمي هي من صلب ثقافة عوراء، تفرض على ضحيتها ان يتشرنق داخل نفسه. ويسخر من كلما عداها لهذا فان مناقشة اهم مفكري العالم وعلمائه ايسر من مناقشة الجاهل. لانه لو كان يعلم بانه جاهل لتغير الامر تماما.
الحل اذن هو بحث الجاهل عن الاجهل منه والفقير عن الافقر منه والقزم عن الاقصر منه، وبعد ذلك كله يأتي السؤال العجيب: ليش مش انا؟
ونادرا جدا ما نسمع شخصا يعترف بتقصيره او كسله ثم يحمل نفسه عبء الاخفاق، لاننا نعيش في واقع لا اظن ان هناك ما يماثله في العالم، فمن لا يقرأ يشعر بالغثيان والصداع والنفور اذا سمع احدا يتحث عن كتاب او مقال فهو لا يرحم نفسه ولا يتمنى للاخرين ان يرحمهم الله.
ان الشعور بالاستحقاق ليس امرا ميسورا او منحة مجانية اذا كان له رصيده بالفعل من العمل والجهد والمخزون.
فهل يأتي وقت نكف فيه عن هذا السؤال الاخرق، ونخجل قليلا بسبب وعينا باننا لم نظفر بما لا نستحق وان الاخرين ليسوا لصوصا سطوا على نصيبنا من النجاح؟؟