كلنا استغربنا وجود فئة من الشباب انحازت إلى الشيطان تعبده وتقدسه وتقدم له القرابين وتعبر عن حبها له بطقوس بهيمية حيوانية لا تليق بالبشر ..
كلنا لعن هذه الفئة واستهجن انحطاط فكرها ..
إن المتتبع لأعمار عبدة الشياطين ولمستوى ثقافتهم يلحظ انهم من الفئة التي نالت حظا لا بأس به من التعليم لكنهم لم ينالوا حظا مماثلا من التربية الاسرية او المجتمعية؛ ما جعلهم يعيشون حالة من الضياع أفقدتهم القدرة على تفسير منطق الأشياء فوقعوا في براثن منحرفين تمكنوا من التأثير عليهم وغسل أدمغتهم ..
إن هؤلاء الشباب الضالين الذين؛ انتسبوا الى حزب الشيطان ما كانوا ليفعلوا فعلتهم الشنيعة هذه إلا لأنهم يعيشون في خواء فكري وروحاني وغربة مع الذات ومع المحيطين بهم وهذا مؤشر واضح على فشل البيت والمدرسة والجامعة والمجتمع المحلي في فهم سلوكهم واحتياجاتهم فوجدوا أنفسهم غير قادرين على التكيف مع منظومة القيم ونماذج السلوك السائدة ..
مطلوب من علماء النفس والاجتماع دراسة هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر الغريبة المنتشرة في كل البلدان العربية دراسة علمية موضوعية للوقوف على أسبابها ودوافعها والتعامل مع أصحابها على أنهم مرضى؛ بحاجة إلى مصحات نفسية..
ان من يشاهد غالبية الفضائيات العربية يلاحظ أنها تحفّز الشباب على ممارسة الطقوس الغريبة والخروج عن المألوف من خلال ما تعرضه من مسلسلات وبرامج .. ناهيك عن الفتاوى الفنية الاستفزازية والتصريحات التي يطلقها العديد من نجوم الفن العرب عبر وسائل الاعلام المختلفة التي تنم عن جهل وتقليد أعمى لمجانين الفن العالمي في ارتدائهم ملابس واكسسوارات خارجة على المألوف تجعل الشباب يفتنون بهم ويقلدونهم ..
ولعل غياب النموذج القدوة وانتشار ظاهرة التطرف بكافة أشكاله وفشل المؤسسة الدينية في التأثير الايجابي على الجيل وغياب الرقابة الأسرية كل ذلك مجتمعا او منفردا خلق حالة من الانفلات عند هؤلاء الشباب غيرالمدركين لطبيعة تصرفاتهم و أفعالهم .. فاقتدوا بتلك النماذج السيئة التي وجدوا فيها متنفسا لغرائزهم .. وتؤكد دراسات حديثة ان غالبية عبدة الشياطين لديهم قابلية للانتحار فان ذلك يحتّم سرعة الأخذ بأيديهم ومعالجتهم وهدايتهم ..
أخشى ما أخشاه ان يتنطع لنا أشخاص هلاميون ويقولون : لا دخل لكم بهم فتصرفاتهم هذه هي ملكهم وحدهم وهي من صميم حرياتهم الشخصية .