جاء على موقع الانتفاضة الالكترونية في 5 /2/ 2013 أن أليس ووكر Alice Walker الكاتبة والروائية والشاعرة الافريقية / الاميركية التي تحظى باحترامٍ عالمي كبير كانت بين الشخصيات المرموقة التي وقعت مؤخراً على بيان يدافع عن حرية التعبير في الاوساط الاكاديمية وبالتحديد في كلية بروكلين Brooklyn College التابعة لجامعة مدينة نيويورك وذلك في مواجهة التهديدات وحملات التشهير التي تعرضت لها الكلية من قبل المنظمات الصهيونية بقيادة الديماغوجي المعروف بعدائه للفلسطينين ألان ديرشوفيتش بسبب الندوة التي كانت الكلية قد وافقت على إقامتها في 7 شباط الجاري وتستضيف فيها كلا من عمر البرغوثي واستاذة الفلسفة والمفكرة الاميركية جوديت بتلر Judith Butler برعاية حركة ال B.D.S. (المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات).
Boycott, Divestment & Sanctions التي حققت انتشاراً واسعاً في اوساط طلبة واساتذة الجامعات والمعاهد العلمية في اوروبا واميركا لمناهضة الجامعات الاسرائيلية التي تتعاون مع الاحتلال الاسرائيلي ومنتجات المستوطنات في الاراضي الفلسطينيه .
ويبدأ البيان الذي وقعت عليه أليس ووكر كالآتي: ( نحن نأسف بشدة لان جهودا حثيثة يبذلها سياسيون يريدون الاستقواء على طلاب ناشطين سياسيا وعلى كليتهم (بروكلين) ويحاولون تلطيخ سمعة مناصري حركة ال B. D. S. ويتهمونهم بأنهم معادون للسامية حتى طالب البعض بوقف الدعم المالي لكلية بروكلين إذا لم توقف النشاط السياسي لاولئك الطلبه وتُخرس انتقاداتهم لاسرائيل ) لكن رئيسة الكلية كارين غولد Karen Gould لم تستجب للضغوط الابتزازيه وقد أثنى مركز الحقوق الدستورية على صمودها المبدئي ورفضها لقمع وجهات النظر المتعاطفة مع القضية الفلسطينية والتي تنادي بالحرية والمساواة، وفي النهاية انتصر هذا الصمود وعُقدت الندوة في موعدها ونجحت نجاحاً منقطع النظير .
هذه الواقعة الجديدة التي تفضح محاولات منظمات الضغط الصهيونية لاسكات الصوت الاكاديمي الحر إنما هي مجرد مثال على ما يحدث مع كثير من الجامعات والمؤسسات الدراسية ولعلنا نذكر ما جرى لادوارد سعيد عام 2001 حين جبنت إدارة معهد ومتحف فرويد في فينا أمام الضغط الاسرائيلي فألغت - دون إبداء الاسباب - محاضرة كانت قد كلفت ادوارد سعيد بالقائها في 1 أيار 2001 بعنوان (فرويد وغير الاوروبيين) وقد تبين أن الالغاء كان بناء على صفقة مع اسرائيل تتعهد فيها باقامة معرض لاوراق ومحاضرات فرويد في نفس تل أبيب ! كما تبيّن أن الحجة التي كشف عنها مدير المعهد سكولاين Schulein لصحيفة النيويورك تايمز في 10 آذار 2001 هي أن ادوارد سعيد هو أحد رماة الحجارة من الفلسطينين الارهابيين الحاقدين على الشعب الاسرائيلي (كذا) اعتماداً على صورة له عندما زار لبنان وذهب الى الحدود وألقى حصوة (كآلاف آخرين) على موقع (بوابة فاطمة) الذي جلا عنه المحتل الاسرائيلي في 25 /5 /2000 !!.
وبعد .. ما تتشدق به اسرائيل من تمسكها بالديمقراطية وحقوق الانسان ينسفه - على الاقل - تعاملها الحقيقي مع الحريات الاكاديمية وتفضحه حركة ال B.D.S في اكبر جامعات العالم ..