أخبار البلد
كشفت مصادر حكومية مطلعة عن أن مجلس الوزراء لم يقر أي تعويضات مالية للمزارعين في مختلف مناطق وادي الأردن؛ جراء الفيضانات والسيول الاخيرة.واعتذرت وزارة المالية في كتاب وجهته للرئاسة عن عدم استطاعتها تلبية طلبات التعويضات؛ جراء ضعف الإمكانيات المالية وأوضاع الخزينة وضعف الموارد المالية.
وكانت وزارة الزراعة رفعت إلى رئاسة الوزراء كشوف ومطالبات المزارعين المتضررين من موجات السيول التي ضربت وادي الأردن، وتحديداً مناطق: زور، ووادي الريان، وزور كريمة، ومحطة الأغوار الجنوبية، وتضررت منها العديد من المشاريع الزراعية.
من جانبها، بينت مصادر وزارة الزراعة أن كوادر الوزارة أعدت تقارير الكشف الميدانية للمناطق المتضررة التي رفعت لرئاسة الوزراء، لكن قرار التعويض يعود إلى مجلس الوزراء صاحب الاختصاص.
ونبهت الوزارة المزارعين في وقت سابق على ضرورة اخذ الحيطة والحذر من الفيضانات، وكذلك اخذ الاحتياطات من آثار الثلوج والسيول والرياح المتوقع هطولها على البيوت البلاستيكية في المناطق المرتفعة.
وأشارت المصادر إلى أن حجم الخسائر انخفض؛ جراء عمل المزارعين بتلك التحذيرات، ما أدى الى نجاة المحاصيل الزراعية من موجات الصقيع، بعد ان قام المزارعون بقطفها مبكراً؛ مما جنبهم التعرض لخسائر كما كان يحدث في الأعوام السابقة، ومن ابرز هذه المحاصيل: الباذنجان، والبندورة، والكوسا، والخيار المزروعة في البيوت البلاستيكية.
يذكر أن تقارير للجان الفنية في وادي الأردن التي رفعت الى وزارة الزراعة، كشفت عن أن مساحة الزراعات المكشوفة التي تضررت على امتداد الفيضان بلغت 2810 دونمات، والبيوت المحمية التي غمرتها مياه الفيضان ناهزت 144 بيتا زراعياً، وطمرت المياه 388 دونما مزروعة بمحاصيل حقلية و171 دونما بمحاصيل علفية و325 دونما مزروعة بأشجار النخيل والموز والحمضيات، إضافة إلى طمر ما يعادل 7 برك اسماك، كما غمرت مياه الأمطار محطة المشارع التابعة لمديرية زراعة وادي الأردن التي تنتج نباتات الزينة الداخلية والخارجية، وبلغت نسبة الأضرار فيها 95%.
بدوره، أكد رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام أن التقديرات الأولية لخسائر المزارعين تتراوح بين مليون ومليونين ونصف المليون دينار؛ جراء تضرر مئات الدونمات في الأغوار بعد فيضان مياه نهر الأردن الذي أغرق المزارع.
وذكر خدام في حديث لـ"السبيل" أن الاراضي الزراعية في المشارع ووادي الريان/ البلاونة، والربيع/ الكريمة هي الأكثر تضررا؛ كونها كانت مزروعة بالحمضيات والخضراوات، وأدى الفيضان إلى تدمير المزروعات كافة التي طالتها المياه من العدسية شمالا إلى داميا جنوبا، إضافة إلى مزارع الأسماك في المنشية وأبو عبيدة.
من جهته، طالب رئيس لجنة متضرري الفيضانات والسيول خالد المحادين باسم المزارعين في وادي الأردن والأغوار الجنوبية الحكومة بتعويضهم عن خسائرهم، ووضع صندوق الكوارث والمخاطر الزراعية حيز التنفيذ، مؤكدين أن خسائر المزارعين المتلاحقة خلال الأعوام الماضية جعلتهم متخوفين من حدوث خسائر أخرى.
وقال إن الخسائر قد تؤدي بعشرات المزارعين إلى السجن؛ جراء التزاماتهم المالية مع الشركات الزراعية.
وتشير الإحصائيات إلى وجود 330 ألف دونم قابلة للزراعة في وادي الأردن، يستغل منها فعليا 270 ألف دونم فقط، موزعة في مناطق الشونة الجنوبية، فضلاً عن وجود 110 آلاف دونم قابلة للزراعة، المستغل منها 83 ألف دونم، بما فيها المساحة المستغلة لزراعة الموز، وفي دير علا 85 ألف دونم قابلة للزراعة جرت زراعة 83 ألف دونم منها وتعتبر أعلى نسبة، بينما في الشونة الشمالية توجد 135 ألف دونم مستغل منها 100 ألف دونم.
يشار الى أن وقت سقوط الأمطار في الأردن يمتد بين شهري كانون الأول وآذار؛ إذ يسقط في هذه المدة ما نسبته 80 في المئة من الهطول السنوي البالغ 8500 مليون م3، فوق مساحة 90000 كم2.