أطفال يجدون بمقار انتخابية فرصة للحصول على ما يسد رمقهم

أطفال يجدون بمقار انتخابية فرصة للحصول على ما يسد رمقهم
أخبار البلد -  

اخبار البلد– مع ساعات الصباح الأولى من يوم أمس كان الطفل زيد (12 عاما) أول الحاضرين هو وشقيقاه لأحد مراكز الاقتراع في أحد أرقى مناطق العاصمة عمان، حتما ليس للإدلاء بصوته وإنما للعمل ضمن فريق أحد المرشحين للحصول على بضعة دنانير هو وشقيقاه تعين أسرتهم على سد جزء بسيط من حاجاتهم الكثيرة. 
ويقل زيد بعفوية إلى "الغد" التي حاورته على مدخل أحد المقار الانتخابية بجسده النحيل وملابس لا تكفي لتقيه برودة الجو، إنه خرج من منزله في عمان الشرقية مع الساعات الاولى من الصباح، ورغم عدم بلوغه سن التصويت، الا انه يدعم أحد المرشحين بتوزيع صوره وبطاقاته على الناخبين، فيما شقيقاه يقومان بتوزيع العصائر والمياه على المؤازرين، ومقابل الخدمة سيحصلون جميعهم على مبلغ 15 دينارا بواقع 5 دنانير لكل منهم.
ورغم عدم السماح لهم بالاقتراع نتيجة لصغر سنهم، الا أن تواجد الأطفال أمام مراكز الاقتراع وفي المقار الانتخابية للمرشحين فاق بكثير أعداد البالغين من الناخبين، وتواجدهم لم يكن كميا فحسب، إنما كان لهم الدور الابرز في توزيع الصور والمنشورات للمرشحين أمام مراكز الاقتراع، ففور وصول الناخب إلى مركز الاقتراع ينهال عليه العشرات من الأطفال لدعوته لانتخاب مرشح بعينه.
الجولة الميدانية لـ"الغد" في عدد من مراكز الاقتراع في الدائرتين الثالثة في عمان والثانية في إربد، والتي هدفت لتلمس أوضاع الاطفال في معمعة الانتخابات أظهرت أن غالبية الأطفال المتواجدين في مراكز الاقتراع كانوا دون رعاية أو رقابة من قبل أشخاص بالغين، الامر الذي يجعل منهم عرضه للعديد من المخاطر، أبرزها حوادث السير والحوادث العرضية.
ورغم أن غالبية الأطفال الذين التقتهم "الغد" خرجوا لمشاركة البالغين في العملية الانتخابية طواعية بهدف دعم مرشح لهم به صلة قرابة أو من باب الفضول أو للحصول على بعض التسلية، الا أن عددا منهم قال لـ"الغد" إنهم يعتبرون الانتخابات فرصة لكسب مبلغ من المال مقابل جهد بسيط يتمثل بتوزيع بيانات وصور للمرشحين.
تعليمات الهيئة المستقلة للانتخاب المتعلقة بحملات الدعاية الانتخابية تنص على ضرورة  "الامتناع عن استغلال الأطفال أو تشغيلهم في الأعمال التي من شأنها أن تشكل خطراً على سلامتهم"، ويبقى مفهوم "خطر على سلامتهم" مفهوما مبهما وفضفاضا، ففي الوقت الذي يرى به البعض ان توزيع المنشورات عمل بسيط يعتبر آخرون أن تواجد الأطفال في الشوارع دون رقابة يشكل خطرا على حياتهم ويعرضهم لخطر حوادث السير، في المقابل فإن قانون العمل يحظر كافة أنواع عمل الاطفال دون سن 16.
وإلى جانب الأطفال العاملين داخل خيام المرشحين، يتسلل مجموعة أخرى من الأطفال المتسولين بهدف الحصول على عصائر ووجبات طعام خفيفة تسد جوعهم، والمقابل طبعا الدعاء للمرشح بالفوز.
ويقول رئيس شبكة "المهنيون للوقاية من العنف ضد الأطفال"، الخبير لدى الامم المتحدة هاني جهشان "في مواجهة العنف للأسف لم يقتصر واقع الحال على أن الحملات الانتخابية، إذ خلت من اي برامج تؤمن حماية للأطفال، وتطالب بإصلاحات تضمن رفاههم إنما شكلت هذه الحملات مخاطر هددت الأطفال أثناء عملية الإقتراع وظهور النتائج بالإهمال والحوادث والعنف".
ويعتبر ان وجود عشرات الأطفال في الشوارع أمام بوابات مراكز الاقتراع، اعمار بعضهم لم تتجاوز الست سنوات، ويقومون بتوزيع صور وبيانات للمرشحين، يشكل مخاطرة ومجازفة تهدد صحتهم وحياتهم، خصوصا في ظل غياب رعاية ورقابة من أشخاص بالغين عليهم.
وتتمثل المخاطر بحسب جهشان بتعرضهم لحوادث السير والحوادث العرضية. 
ويرى ان "حق الأطفال بالمشاركة واكتساب المعرفة والمهارة بالعملية الانتخابية وتعلم أصول الديمقراطية لا يكون بهذه الطريقة، وهو ليس مبررا أو عذرا مقبولا لزجهم في ظروف بيئية تسيء لهم، وقد تنعكس سلبا على المفاهيم لديهم خاصة، إذا قاموا بالمساعدة بتوزيع الصور والبيانات الانتخابية على الناخبين مقابل بضعة دنانير، وهذا بحد ذاته يعتبر استغلالاً لطفولتهم".
ويحذر جهشان من المخاطر التي قد يتعرض لها الأطفال عقب ظهور النتائج ، لافتا إلى ان احتفالات الفرح في مجتمعنا اتسمت في العقود الماضية بأنماط سلوكية بعضا منها كانت دائما، وما تزال تشكل خطرا على المواطنيين بشكل عام وعلى الاطفال بشكل خاص، ومن بينها إطلاق الاعيرة النارية تعبيرا عن الابتهاج، مشيرا الى ان هذه الممارسة تحمل مخاطر كامنة في تعرض المواطنين للإصابة بهذه الاعيرة لدى عودتها بفعل الجاذبية الأرضية بنفس العزم الذي أطلقت منها من فوهة المسدس أو البندقية، وخاصة في أماكن الاكتظاظ. ويتابع "على الرغم من تشديد العقوبات والتشدد بالإجراءات القانونية إلا أنها ما تزال خارج السيطرة وتشكل ظاهرة تؤدي إلى حدوث الإصابات وإحداث عاهات دائما ووفيات". 
وينبه جهشان إلى انه بالاضافة الى مخاطر غياب الرعاية والرقابة والحوادث على الأطفال أثناء الاحتفالات عقب ظهور النتائج الانتخابية، فهناك بعض الحالات يرتبط ظهور النتائج بحدوث مشاجرات أو عنف جماعي، قد يتورط الاطفال فيها.


 
شريط الأخبار العدل: تنفيذ أكثر من ألفي عقوبة بديلة للحبس منذ بداية العام مواعيد مباريات الجولة الثانية فى أمم أفريقيا.. عائلة منفذ عملية الكرامة تعلن استعادة جثمانه منخفض جوي بارد يؤثر على المملكة السبت .. التفاصيل مشروبات تقلل خطر حصوات الكلى بنسبة كبيرة وفيات الأردن اليوم الخميس 25-12-2025 ولي العهد: من أرض السلام نتمنى لكم أعياداً مليئة بالمحبة والطمأنية تفاصيل حالة الطقس اليوم الخميس إحالة 16 شخصا أثاروا النعرات الدينية والطائفية لمحافظ العاصمة وفد من وزارة الاقتصاد والصناعة السورية في زيارة ميدانية إلى مصنع إسمنت المناصير للاطلاع على أحدث تقنيات الإنتاج والفحص الجيش يدمّر أوكارا لتجار أسلحة ومخدرات على الواجهة الحدودية الشمالية مستشفى الجامعة الأردنية: نحو 70 مليون دينار ديون مترتبة على وزارة الصحة الملك: نحتفل بروح الأسرة الواحدة بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة وليد المصري ينجح في حشد مذكرة عليها تواقيع 80 نائب لتخفيض مخالفات السير (صور) وزير الصحة: أتمتة جميع المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية منتصف 2026 البدور: سداد 40 مليون دينار من مديونية مستشفى الملك المؤسس خلال 6 أشهر خطة نظافة وطنية للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات "طوفان الأقصى" يفجر أزمة جديدة في إسرائيل.. الكنيست يصوت على "لجنة التغطية" والعائلات تعلن العصيان 480 ألف طالب جامعي في الأردن 60 % منهم في الجامعات الرسمية وزير الطاقة: إنهاء دراسات الجدوى للتنقيب عن الفوسفات في الريشة من خلال شركتين