وقد تم تحويل ملف إغلاق المصنع الى رئاسة الوزراء التي شكلت لجنة تحقيق فورية من كافة الجهات للوقوف على حيثيات القضية نظرا لخطورة التجاوزات الصحية الموجودة.

وفي حيثيات القضية، بينت المصادر أنه تم ضبط مصنع يقوم بصناعة الاعلاف من الدجاج النافق وأحشائه والريش، حيث تتم معالجة هذه المواد على درجة حرارة تصل الى 70 درجة مئوية، ما يرفع نسبة البروتين الحيواني في الاعلاف التي تشكل خطورة كبيرة على صحة الحيوانات، وجميع هذه الاعلاف تباع بالسوق المحلي وتستخدم لكافة انواع الحيوانات.

وقد أشار أخصائيون الى أن هذه المعالجة لها مخاطر كبيرة جدا على الحيوان ومن ثم المستهلك لها وهو الانسان حيث ترتفع نسبة البروتينات الحيوانية بشكل كبير في هذه الاعلاف والتي تشكل خطورة على الحيوان وتكون سببا في ظهور أمراض خطيرة جدا لديها ومن ثم يتم نقلها الى الانسان الذي يقوم باستهلاكها وتنتقل اليه هذه الامراض التي قد لا تقتل بالطهي او في حال تناولها دون النضوج الكافي.

وبينوا أن من أبرز الامراض التي يمكن أن تظهر بسبب ارتفاع البروتين الحيواني مرض جنون البقر الذي يصيب البقر عند استهلاكها لعلف مركب يحتوي على بروتين حيواني فتفقد البقرة المصابة الاتزان والقدرة على الوقوف لأن المرض يؤثر على خلايا المخ في البقر الذي يبدو كقطعة الاسفنج، وان استهلاك الإنسان للحوم البقر المصابة بمرض جنون البقر يؤدي إلى إصابته بمرض قاتل يؤثر على الدماغ.

وشدد الاخصائيون على ضرورة توافر عدد من الشروط في مزارع انتاج اللحوم العضوية واهمها استخدام المراعي الطبيعية الخالية من بقايا الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية.

كما يجب ان تكون الأعلاف الخضراء قد أنتجت من تربة عولجت بالمخصبات الاصطناعية أو رشت بمبيدات الآفات الزراعية الكيميائية، وعدم تقديم الأعلاف ذات الأصل الحيواني اضافة الى استخدام الأدوية العضوية التي لا تترك آثارا تراكمية في المعالجة. وأضافوا أنه يجب ألا يسمح باستخدام المضادات الحيوية إلا في حدود ضيقة جدًا مع بعض الأمراض، ويحذر من استخدامها خلال الـ 90 يوما التي تسبق الذبح أو الـ 30 يوما التي تسبق إنتاج الحليب أو في الدجاج عند إنتاج البيض، وألا تعطى اللقاحات أيضًا في هذه الفترة.

وأكدوا ضرورة عدم تقديم الأعلاف أو المتممات العلفية التي تحتوي على بروتين حيواني أو مضادات حيوية او هرمونات أو مواد حافظة أو المعادن الثقيلة أو أي مادة كيميائية، كما لا يسمح باستخدام الكبسولات البلاستيكية كعلف مالئ للكرش، وألا تكون الحيوانات أو الدواجن «محورة وراثيا» وأن يتحقق للحيوانات والدواجن ممارسة سلوكها الطبيعي.

وأشاروا الى أهمية أن يصل إلى المواشي والدواجن الهواء الطلق والنقي، وضوء الشمس، والظل والمأوى، وأن يتم تزويدها بمياه الشرب النقية والغذاء الكافي لتناول الطعام في وقت واحد دون منافسة، واستخدام المنظفات والمعقمات العضوية وأن يحظر استخدام المنظفات الكيميائية.