قصة الإمارات العربية وعداؤها المفرط لجماعة الاخوان، وتحديدا بعد وفاة المرحوم الشيخ زايد واستلام الابناء وتوزعهم مهام الدولة، تدعو للكثير من الاستغراب والاستهجان. والغريب في الامر انه في العامين الاخيرين كانت فتحة العداد في الاتهامات الخرفانية، كشف خلايا ومجموعات عمل تهدف للتآمر على الدولة، وبصورة مبالغ فيها، كانت تنتهي في كل مرة باعتقال بعض الافراد وتسفير اخرين بصورة تعسفية، وبالطبع الكثير من الردح الاعلامي، دون ان نسمع ان مؤسسة اماراتية او رجلا او امرأة، استهدف او اصيب في عموم الامارات المتحدة، من ام القوين الى رأس الخيمة والشارقة ودبي وعجمان.
مؤامرات الاخوان ضد الامارات، والتي تثير من الاستغراب اكثر مما تثير من الاهتمام، تحولت الى تهمة "دوارة" ، بدأت باستهداف الغزيين بعد فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية، وبصورة بائسة عبر الغاء تعاقداتهم وتسفيرهم خارج البلاد دون تمكينهم من تدبير بلاد تستقبلهم، علق بعضهم في مطارات العالم، وشهدت بعض الفضائيات مناشدات لعالقين من أبناء غزة تم تسفيرهم على ذمة المؤامرة الملعونة. لتنتقل التهمة لتطاول اخوان اماراتيين من اهل البلاد، بعضهم على صلة قربى بأمراء الشارقة، حيث تم سحب جنسيات البعض واعتقل اخرون، والتهمة التآمر على نظام الحكم والارهاب. بيد ان النكتة هذه المرة كانت في انتقال التهمة لتصل الى الاخوان المصريين المغتربين في الامارات، من اطباء ومهندسين ومعلمين، حيث رصد خلفان دون العالمين وعبر كاميراته التي تسجل كل شيء على المواطنين، ان ثمة مؤامرة جديدة طرفها هذه المرة الاخوان المصريين، وكان سبق للخلفان ان هاجم الرئيس مرسي واساء الادب مع مصر التي زعم انها ستأتي "راكعة" او "حبوا" لا فرق، الى ابي ظبي العظمى طلبا للمساعدة، ونسي خلفان، ان يحدثنا ماذا صنع لاستنقاذ جزر أبي موسى وطنب الكبرى والصغرى؟! وماذا ينتوي لمواجهة النفوذ الايراني المالي المتعاظم في دبي وتحت عينه وخشمه ؟! وان كان كاميراته رأت او احست شيئا، حتى لا يبرهن الضاحي ان زمن الامارات اليوم ، كما قال احد المصريين، في ظل غياب الاب ومجيء الابناء، "ناس تخاف ما تختشيش" !!
بعض الاطراف في الامارات العظمي وضاحيها الخرفان(!!!) ما تزال تنسج على منوال واحد من التحريض الرخيص والتخلف البغيض، مؤامرة مؤامرة، دون ان تستر عيبها وهي تتآمر دون خجل، على الاخوان في فلسطين ومصر، ليس اليوم ولكن منذ سنوات.. هل تذكرون شحنة السلاح الذي مرر لدحلان قبل الحسم في غزة عبر مصر مبارك، والذي سجل فضيحة مبكرة وانحيازا مكشوفا لدحلان(!!)
ومنذ أن غادر دحلان غزة مدحورا آوته الامارت واغدقت عليه الاموال والاعطيات، ولا يزال السر وراء هذا الاحتضان المشين مجهولا، حتى في مواجهات هذا الاخير مع ابي مازن ظلت الامارات حضنا وحصنا للدحلان، العالمون ببواطن الامور يتحدثون عن شراكة وخدمات امنية يقدمها دحلان للحكام من عصر عاد، وتجارة وعلاقات عميقة بأطراف ذات تماس مع الاستخبارات الاسرائيلية والامريكية (!!!) وهذا ما يفسر الهجمة المبكرة للامارات على الغزيين ودون سابق انذار ودون مبررات منطقية.
الامارات التي وفرت حضنا لدحلان ومحمد رشيد وفاسدي السلطة، هي ذاتها من احتضن عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية نائب مبارك، وتاليا الجنرال الهارب احمد شفيق، الملاحق بتهم فساد وافساد في مصر، فهل هذه مصادفة، ان يجتمع في حالات الاحتضان، فساد مالي ومهمات امنية وهروب؟؟!!
المعلومات في القاهرة تشير الى ان مئات الملايين من دولارات النفط الاماراتي لعبت دورا في الانتخابات الرئاسية المصرية وتحديدا لجهة دعم شفيق، وان الملايين ذاتها حضرت بقوة في ازمة الاستفتاء الاخيرة وتظاهرات التحرير والفلول، بينما امتنعت الامارات عن تقديم اي دعم لشعب مصر وحكومته المنتخبة، على مدى عامين ما بعد الثورة، وظلت دفيئة لاحتضان الهاربين من فاسدي عهد مبارك.
اذن المسألة ليست مؤامرة اخوانية على الامارات، فليس للاخوان مطمع ولا مطمح بميراث وارث المرحوم الشيخ زايد، ولا يوجد سابقة او واقعة تصدق هذا الزعم، لكنها مؤامرة بعض الحاكمين في الامارات على الربيع العربي وعلى اي صعود اسلامي، بدءا من غزة وليس انتهاء بثورة مصر، مستشارو هذه المؤامرة دحلان ورشيد وسليمان وشفيق وكل هارب من الفاسدين من بلاده.
ضاحي خلفان الاصلح لك أن تبتلع لسانك وان تكف عن الثرثرة، وان تنشغل بالنافع لبلدك، فالنفايات التي ينطوي عليها هذرك، وتحالفات من يلقنك عبارات الردح ، من الهاربين والموتورين، تخزي وتنكس مئات آلاف الرؤوس، فقليلا من الحياء!! ولتعلم ان عربا وخليجا بدون مصر، سيظلون مطايا وعرايا في مواجهة اطماع الغازين، اجانب كانوا او معادين في الجوار وطامحين، فضع عقلك في رأسك!!!