أخبار البلد -
أخبار البلد - تشهد مناطق جنوب المملكة حالة غليان غير مسبوقة بعد عزم الحكومة على رفع
أسعار المشتقات النفطية، فيما تتأهب عشرات الحراكات للنزول الى الشارع حال
اقرار الحكومة رفع الأسعار.
وبلغت ذروة التوتر في مدينة معان من خلال إحراق البطاقات الانتخابية،
والهتافات التي تجاوزت ما يوصف بالخطوط الحمراء كل جمعة في عدد من محافظات
الجنوب، فيما حددت بعض الحراكات أماكن الاعتصام حال اقدام الحكومة على رفع
الأسعار.
الناشط في حراك معان محمد الفناطسة أكد أن حراك معان سيعقد
اجتماعاً طارئاً الليلة للتباحث في آلية الرد حال أقدمت الحكومة على رفع
الأسعار.
وحذر الفناطسة الحكومة من إقدامها على تلك الخطوة، مشيرا الى أن مدينة معان
تشهد توتراً غير مسبوق تمثل في إقدام عدد من الشباب المتعطلين عن العمل
على حرق بطاقاتهم الانتخابية، مشيرا إلى أن "المواطن لم يعد يطيق سياسة
الفساد والاستبداد التي تنتهجها الحكومات المتعاقبة".
الى ذلك؛ دعا العديد من النشطاء عبر صفحاتهم على الفيسبوك الى تنفيذ
اعتصامات مفتوحة حال أقدمت الحكومة على رفع الأسعار، مشيرين الى أنهم "لن
يكونوا خرافاً يساقون الى المجازر دون مقاومة الجزار" على حد تعبيرهم، فيما
علق آخرون: "لن ندفع فواتير فسادكم أو عهركم".
الناشط في حراك العقبة خالد الجهني أكد أن الوطن بات يرزح تحت
الفساد، حاثاً الحكومة على محاربة الفساد وإعادة الأموال المنهوبة، بدل
الذهاب الى جيوب المواطنين المرهقة أصلاً، متهما الحكومة بأنها تكمل مسلسل
بدأه الفاسدون بمد يدها الى قوت المواطن.
وفي سياق متصل؛ دعا الناشط في حراك الطفيلة سائد العوران الحكومة الى فرض ضريبة تصاعدية على كبرى الشركات، وتأميم بعضها،
مقترحا برنامجا تقشفيا "يبدأ بميزانية الديوان الملكي بدل الاستقواء على
المواطن المنهك".
وأكد العوران أهمية مراقبة المنح الخارجية التي قال إن وزارة التخطيط
تقدمها لبعض المشاريع الوهمية، والتي "يستفيد منها عدد من المتنفعين"،
حاثاً الحكومة في الوقت ذاته على دمج المؤسسات المستقلة التي أرهقت ميزانية
الدولة للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
فيما يؤكد العديد من المراقبين أن إقدام الحكومة على رفع الاسعار سيكون له
تأثيرات اجتماعية واقتصادية سلبية ستنعكس بالدرجة الأولى على المواطن،
محذرين من انفجار مجتمعي سيكون الوطن الخاسر الأول فيه، مشيرين الى امكانية
عقد مؤتمر انقاذ وطني تشارك فيه جميع القوى للخروج من الأزمة الراهنة.