تسارعت ردود فعل الشارع الأردني على كل المستويات تجاه المرتقب فيما يتعلق برفع الأسعار فيما بدأت تنقص في الأسواق بعض السلع الأساسية التي أعلنت الحكومة أنها سترفعها قبل تعهد وزير المالية بأن لا يتأثر سعر رغيف الخبز بالأسعار الجديدة.
وظهر بأن بعض نشطاء الحراك الأردني أكثر ميلا للفكاهة والسخرية أحيانا في التعاطي مع الوضع الجديد فيما حذرت الجبهة الأردنية للإصلاح من إنفجار الأوضاع والفوضى في المجتمع إذا ما أقدمت الحكومة فعلا على رفع الأسعار.
وتجلت السخرية في البوستر الذي ظهر بكثافة على صفحات التواصل الإجتماعي بعد الإعلان عن نوايا برفع سعر إسطوانة الغاز بنسبة قد تقترب من 60%.
هنا حصريا ظهرت إسطوانة غاز زرقاء اللون في صورة ملونة نشرت بكثافة مع إستعارة من قصيدة شهيرة للراحل نزار قباني تتغنى بإسطوانة الغاز قائلة: علمني حبك سيدتي أسوأ عادات.. أن أستيقظ من اجلك في أبكر أوقات.
بالتوازي إحتضن أحد العاملين في قطاع توزيع الغاز إحدى الإسطوانات بين ذراعيه ثم نام وهو يحتضنها دلالة على المكانة التي ستحظى بها إسطوانة الغاز بعد التسعير الجديد في الوقت الذي إختفت سيارات توزيع الغاز من بعض الأحياء بسبب الإحتكار.
في هذا الوقت تحدث أحد المواطنين من مدينة الطفيلة جنوبي البلاد لصحيفة عمون الإلكترونية عن إستعداده لرمي إبنه السابع في منطقة الدوار الرابع حيث مقر الحكومة لإن آلية المساعدة النقدية التي تقترحها الحكومة تقدم دعما لستة أفراد في العائلة الواحدة فقط وقال المواطن أحمد العمايره أن لديه طفلا حديث الولادة ويحمل الرقم السابع وسيلقي به أمام مقر الحكومة.
وكان مواطن آخر في عمان العاصمة قد عرض أولاده الأربعة للبيع فيما تحدث الكاتب فهد الخيطان عن تهديدات مجاميع من المواطنين بحرق بطاقاتهم الإنتخابية إحتجاجا على رفع الأسعار لو جازفت الحكومة بالأمر.
ويراقب الرأي العام الأردني بقلق جديد تلويحات الحكومة بتحرير أسعار المشتقات النفطية الأمر الذي سينتهي بإرتفاع أسعار كل شيء في البلاد كما قال تاجر المواد الغذائية محمد عليوه لـ(القدس العربي) وهو يحدد قائمة مطولة من السلع والخدمات التي سترتفع تلقائيا بمجرد تحرير أسعار المشتقات النفطية.
ويحذر سياسيون كبار ومعهم العديد من الهيئات الحزبية من كارثة إجتماعية وحالة إحتقان شديدة في حال الإصرار على رفع الأسعار فيما تترقب جميع مؤسسات الدولة ردود فعل الشارع خلال الأيام القليلة المقبلة وسط أنباء لم تتأكد بعد عن زيارة ملكية أخيرة للسعودية في غضون أيام تحدد مصير حزمة المساعدات التي تأخرت كثيرا ونتجت عنها الأزمة الأخيرة وفقا لمصادر أردنية مطلعة.