وارتفع الطلب على المشتقات النفطية بنسبة تجاوزت 80 في المئة وفاقت قدرة المصفاة ومحطات الغاز على تلبية الطلب.
ولم تستطع الحكومة الكشف عن الكميات الكبيرة من الحروقات التي تورد إلى السوق المحلية وسط حالة الإرباك التي تسود السوق، في ظل عدم وجود سبب يستوجب استهلاك تلك الكميات "غير تصريحات الرئيس"؛ حيث لم يحدث طارئ طبيعي يحتم على المستهلكين زيادة احتياجاتهم.
وقال مراقبون طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن "مافيات تخزين البنزين والسولار" انتعشت عقب تصريحات الرئيس النسور، لافتين إلى ان ارتفاع الطلب غير مبرر.
وقالوا إن هناك مافيات تعمل على تخزين المحروقات للاستفادة من فرق الأسعار في حال أقدمت الحكومة على تحرير أسعار المشتقات النفطية وبيعها بالأسعار العالمية.
واشتكى مواطنون في بعض مناطق عمان والزرقاء والبلقاء من عدم توفر البنزين في محطات البيع، وشوهدت محطات ترفع لافتات مكتوبا عليها لايوجد بنزين 90.
وعزى أصحاب تلك المحطات عدم توفر البنزين إلى عدم تلبية المصفاة لحاجتهم من تلك المواد.
وقال أحد المواطنين إنه لجأ إلى أكثر من محطة في عمان ليتفاجأ حينها بعد توفر مادة السولار، وأضاف أن المحطة حملوا مصفاة البترول سبب عدم توفر الكميات لديهم.
وقال نقيب أصحاب محطات الوقود وتوزيع الغاز فهد حاكم الفايز إن محطات بيع الوقود لم تمتنع عن البيع، لافتا إلى أن الطلب على تلك المشتقات ارتفع من المستهلك.
وأشار إلى أن المشكلة تكمن في ارتفاع الطلب من المستهلكين قابله عدم تمكن المصفاة من تلبية تلك الارتفاعات في الطلب.
وأضاف أن هناك مشكلة في المورد "الناقل"، مطالبا مصفاة البترول بالضغط على المورد ليعمل بكامل طاقته وبكل شاحناته صباحا ومساء وذلك لتلبية الطلب المتصاعد على المحروقات.
وبين أن سبب المشكلة هي التصريحات المتتالية لرئيس الوزراء حول رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وأن الرئيس أبقى الأمر معوما وغير واضح.
وبين الفايز أن الطلب على المحروقات ارتفع في خضم تصريحات الرئيس من 8 آلاف طن إلى 14 ألف طن يوميا، وهي زيادة تعادل أكثر من 80 في المئة.
وأضاف أن الطلب اليومي على أسطوانات الغاز ارتفع من 60 ألفا - 176 ألف أسطوانة يوميا.
وقال الفايز إن محطة غاز أبو علندا والتي تغطي العاصمة عمان والبلقاء ومحافظات الجنوب، تعاني من قلة الكادر الوظيفي الذي يستطيع تأمين ارتفاع الطلب غير المسبوق على تلك الأصناف، بسبب تصريحات الرئيس النسور.
وقال مدير التسويق في مصفاة البترول زيد الكايد، إن المصفاة رفعت انتاجها بنسبة 20 في المئة لتلبية الطلب المتصاعد على المحروقات.
وبين أن المصفاة سجلت طلبيات من قبل محطات الوقود بارتفاع مقداره 50 في المئة عن السابق، مشددا على عدم وجود سبب لزيادة الاستهلاك في الوقت الراهن.
وأضاف أن الطلب ارتفع من غير وجود سبب يستوجب الاستهلاك. وقال إن المحطات تطلب ضعف الكميات التي تحتاجها.
واستدرك الكايد بأن المصفاة ستعمل بكل طاقتها لرفع الانتاج، مؤكدا في الوقت ذاته أن الطلب على المحروقات والذي تشهده المصفاة غير مسبوق.
وتنوي الحكومة خلال الأيام القادمة رفع الدعم عن المشتقات النفطية الخمس البنزين بنوعيه والكاز والسولار وأسطوانة الغاز، وبيعها بالأسعار العالمية.
وتقول الحكومة إنها تدعم تلك الأصناف بنحو 800 مليون دينار سنويا.
وتستحوذ أسطوانة الغاز على 150 مليون دينار من الدعم الحكومي، كما وتنال مادة السولار ما لايقل عن 400 مليون دينار سنويا.