اخبار البلد
شارك الدكتور طلال أبوغزاله عضو فريق خبراء منظمة التجارة العالمية في عدد من الفعاليات والاجتماعات الهامة التي عقدتها المنظمة في جنيف وعلى مدى خمسة ايام.
فقد شارك أبوغزاله في الاجتماع الثاني لفريق خبراء المنظمة لاستكمال بحث تحديات ومستقبل التجارة العالمية ومعالجتها بعد أن تقدم أعضاء الفريق باقتراحاتهم وتصوراتهم، بما في ذلك رسم السياسات في ضوء المتغيرات العالمية بما فيها أزمة الاقتصاد العالمي، موضحاً أن اقتراحاته تضمنت وجهات النظر العربية ومعرباً عن اعتزازه بثقة رؤساء الوفود العربية بتمثيلهم بصفته الشخصية. مشيراً إلى أن الدكتور عبد العزيز بن شافي العتيبي ممثل المملكة العربية السعودية لدى المنظمة ومنسق المجموعة العربية قد وجه الدعوة لعقد اجتماع ضم سفراء دول المجموعة العربية في مقر الوفد الدائم لجامعة الدول العربية للبحث بالتفصيل ومتابعة الموضوعات المتعلقة بوجهات النظر العربية.وشارك في اجتماع مشترك مع المفاوضين الحكوميين.
كما تحدث الدكتور أبوغزاله في جلسة المنتدى العام لمنظمة التجارة العالمية والتي عقدت برئاسة المدير العام للمنظمة السيد باسكال لامي وبحضور أكثر من 1500 مشارك من كافة دول العالم يمثلون الحكومات، قطاعات الأعمال، الأكاديميون، المنظمات والهيئات الدولية، وسائل الاعلام، رجال القانون، منظمات المجتمع المدني، البرلمانيون وغيرهم.وتناولت الجلسة أزمة العمل الدولي متعدد الاطراف.
لامي: المنظمة العالمية في وضع افضل
وفي كلمته الترحيبية للمشاركين في المنتدى العام حذَّر الأمين العام للمنظمة باسكال لامي من أنَّ "التعددية تعيش صراعاً في معظم نواحي التعاون العالمي" لكنه أظهر "بعض التفاؤل" للمشاركين في المنتدى. وقال "إننا في نهاية المطاف قد اجتمعنا في "بيت التجارة" هذا البيت الدولي الذي نهض من غبار الحربين العالميتين والذي استغرق بناؤه ستين عاماً.
وقال لامي، تعد منظمة التجارة العالمية، من عدة نواحٍ، واحدة من أنجح الأمثلة على التعددية القائمة على أساس القواعد في العمل. فقد اقر الجميع على نطاق واسع بقدرتها على إدارة وتطبيق قواعد التجارة العالمية، حتى اثناء الأزمة الحالية، واعتبر ذلك انه نجاح كبير على صعيد التعاون الدولي. ولكن الصعوبات التي تواجه أعضائنا من اجل الموافقة على تحديث قاعدة كتاب الانظمة تجسد أيضا حقيقة أن منظمة التجارة العالمية ليست بمنأى عن التحولات الجيواقتصادية والجيوسياسية في عصرنا. كما تقوم منظمة التجارة العالمية بدور المنظمة والمؤسسة على حد سواء. وأستطيع بكل جرأةٍ القول بأن منظمة التجارة العالمية في وضع أفضل كمؤسسة توجه الاعضاء من كونها منظمة يوجهها الأعضاء.
وخاطب الحضور قائلاً انكم ستجتمعون مع فريق خبراء منظمة التجارة العالمية بشأن تحديد مستقبل التجارة التي قمت بتشكيلها لتقديم المشورة لي حول التحولات العظيمة في الاقتصاد العالمي ومحفزات التجارة الحالية والمستقبلية.
أبو غزاله: المشكلات المتأصلة والخروج من الازمة
وركز الدكتور أبوغزاله في كلمته على قضيتين من منظور منظمة التجارة العالمية وهما المشكلات المتأصلة في المنظمة، والاجراءات الممكنة للخروج من الأزمة.
وعن المشكلات أوضح أبوغزاله أنها تتمثل في القيود والمحددات الهيكلية الناجمة عن كون المنظمة تمثل منبراً للتفاوض، وكون القرارات فيها تتخذ بالاجماع، إضافة إلى ندرة الموارد نتيجة لنماذج التمويل، كما أن من المشكلاتمحدودية التفويض الممنوح للمنظمة، وقدرات المنظمة محدودة في المجال ما قبل المعرفي أي ما قبل ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وغياب القطاع الخاص (التجار) وعدم إشراكهم في العملية وعدم الاستجابة للتغيرات الجيو اقتصادية العالمية الرئيسية.
وحول ما يمكن اتخاذه من اجراءات لمواجهة هذه المشكلات فقد أوجزها أبوغزاله بما يلي:
-دراسة المفاوضات الحساسة ذات النمط الجماعي في القضايا التي تنتهي فيها إلى طريق مسدود.
-إعادة النظر في "مبدأ التعهد المنفرد" والسماح بادراج بنود جداول الأعمال.
-إستكمال جدول أعمال الدوحة الإنمائية ومنحه الأولوية (من حيث المبدأ) بالتوازي مع البنود الجديدة.
-تشجيع التفاوض لتوقيع اتفاقية اقتصاد الانترنت (وقد سبق أن قدم أبوغزاله مقترحاً للأمين العام لمنظمة التجارة العالمية بذلك). وتهدف هذه الاتفاقية الى تغطية البضائع والخدمات التي يشكل الإنترنت محوراً أساسياً لإتاحة الوصول إليها أو استخدام المنتجات و/أو الخدمات لمصلحة المستهلكين أو من قبلهم.
-التفاوض بجدية وفاعلية حول تحرير التجارة في الخدمات بموجب الاتفاقية العامة للتعرفة في الخدماتGATSالتي تهدف إلى التوصل الى اتفاقية متعددة الأطراف بدلاً من الاتفاقية المتعددة المقررة. وينبغي منح التجارة في الخدمات أولوية خاصة على ضوء نموها المتوقع عالمياً (مع ملاحظة أن حصتها في التجارة العالمية تمثل حصتها في الناتج المحلي الإجمالي).
-ينبغي على منظمة التجارة العالمية أن تتعاون عن كثب مع القطاع الخاص لضمان استجابة اكبر للتغيرات في الأسواق على أرض الواقع، وأن تقود مبادرة عالميةمتعددة المنظمات لتحقيق التجانس.
-الطلب إلى مجلس اتفاقية الجوانب المتعلقة بالتجارة في الملكية الفكريةTRIPSباستكشاف القضايا المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية على الإنترنت التي يجب معالجتها.
-التوجيه بإجراء الدراسات حول دور منظمة التجارة العالمية بخصوص كل من البيئة وإضفاء الصفة الإنسانية على المنظمة والتنظيم واستقرار أسعار الغذاء وتسهيل التجارة بين الشمال والجنوب والنقل الاقتصادي وتحويل منظمة التجارة العالمية إلى منظمة معرفية والتجارة الإلكترونية ونقل التكنولوجيا والعمل والاستثمار والمناخ والمناطقية.
-لقد غدت عملية الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية أمراً في منتهى الصعوبة والتعقيد وهذا الأمر يشغل بال الدول العربية التي تضم عشر دول لم تنضم بعد للاتفاقية ناهيك عن البلدان الإسلامية التي تقع ضمن تصنيف الدول النامية والأقل نمواً.
-وقال لقد انتُخبت في مؤتمر التجارة والتنمية (UNCTAD) الثالث عشر لقيادة تأسيس التحالف العربي للصناعات الخدمية (ASCI) التي تضم الدول العربية الإثنتين والعشرين.
وفي ختام كلمته شكر أبو
غزاله منظمة التجارة العالمية على هذه الجلسة المفتوحة والشاملة وقال:
تعد لجنة الخبراء لباسكال لامي مبادرة تستحق الثناء حيث إنها تُشرك الأعمال والمجتمع المدني في منح صانعي القرار الفرصة للإصغاء إلى وجهات نظر أصحاب المصلحة المعنيين.
وأضاف بمقدور قائد منظمة التجارة العالمية المقتدر وفريقه الملتزم والمؤهل أن يحققوا مزيداً من التقدم إذا ما مُنحوا قدراً أكبر من السلطة التنفيذية كما الحال في باقي المنظمات متعددة الأطراف.
و بدعوة من سفير المملكة العربية السعودية سيحضر الدكتور أبوغزاله العيد الوطني للملكة في جنيف.