شدد نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد على أن سورية تدافع عن نفسها في وجه المؤامرة الخارجية والأدوات التي يحركها الغرب، مرجعاً الأحداث الجارية في سورية إلى «التدخل الأجنبي» من بعض الولايات المتحدة والدوائر الغربية وبعض الدول الإقليمية التي مولت المجموعات المسلحة وآوت عناصرها وزودتها بالسلاح.
وحمل المقداد بشدة على تركيا لتقديمها تسهيلات لـ«تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات السلفية المتطرفة» للتسلل إلى سورية، الأمر الذي اعتبر أنه يهدف إلى تحويل الأنظار عن الصراع الأساسي في المنطقة.
وجدد نائب الوزير، التأكيد على دعم سورية لخطة كوفي أنان ذات النقاط الست وتنفيذ مضمونها، والذي تشهد عليه التقارير الأممية، على خلاف المجموعات المسلحة التي لم تمتثل أصلاً لتلك الخطة، مبيناً أن حل الأزمة لا يمكن أن يكون إلا بـ«الحوار الوطني الواسع بمشاركة السوريين وبقيادة سورية حيث يقرر السوريون مستقبلهم دون أي تدخل خارجي».
كما دعا إلى تحقيق ديمقراطية في العلاقات الدولية للتخلص من الهيمنة الغربية على السياسة الدولية، مؤكداً أن الغرب لا يريد الديمقراطية عندما تتعلق في مجال في العلاقات الدولية.
وأكد المقداد في بيان ألقاه أمس في جلسة عقدها وزراء خارجية دول عدم الانحياز في طهران تحت عنوان «السلام الدائم من خلال الإدارة العالمية المشتركة»، ونقلته وكالة الأنباء «سانا»، أن الأحداث الجارية في سورية لم يكن لها أن تقع دون التدخل الأجنبي من بعض الدول، التي قامت بتمويل المجموعات الإرهابية المسلحة وإيواء عناصرها وتزويدها بالسلاح إضافة إلى الحملات الإعلامية المضللة والتي قلبت الحقائق وبررت الإرهاب.
وأوضح أن ما تقوم به الولايات المتحدة والدوائر الغربية وبعض الدول الإقليمية من دعم المجموعات المسلحة يهدف لتدمير البنى التحتية السورية وقتل الأبرياء والمواطنين الذين رفضوا الإرهاب وممارسات الإرهابيين، مشدداً على أن سورية تدافع عن نفسها في وجه المؤامرة الخارجية والأدوات التي تحركها الولايات المتحدة وأوروبا بالتعاون مع بعض دول المنطقة.
أنقرة تدعم القاعدة وغيرها من التنظيمات المتطرفة.. لحرف الأنظار عن الصراع مع إسرائيل
وأشار نائب الوزير، بشكل خاص إلى الدعم الذي تقدمه تركيا لتنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات السلفية المتطرفة لقتل الأبرياء في سورية، والذي تمثل بفتح المطارات والحدود التركية أمام الإرهابيين بلا حدود للتسلل إلى سورية وتنفيذ المخططات التي تهدف إلى حرف الانتباه عن الصراع الأساسي في المنطقة وهو الصراع العربي الإسرائيلي.
وعبر المقداد، الذي ناقش مع عدد من وزراء الخارجية المشاركين في القمة الأوضاع في سورية والمنطقة، عن أمله في أن تقوم الدول التي تتحدث بمنطق التضليل بالتراجع عن مواقفها من خلال وقف تمويلها للإرهاب وإيوائها ودعمها للمسلحين، وطالب بإنهاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية من الولايات المتحدة وأوروبا وعدد من الدول الإقليمية لأنها موجهة ضد المواطنين السوريين الأبرياء.
أكد دعم سورية لخطة النقاط الست والحل بالحوار لا بالتدخل الأجنبي والإرهاب
وجدد التأكيد على دعم سورية لخطة النقاط الست وتنفيذ مضمونها، مبيناً أن «الرسالة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى رئيس مجلس الأمن مؤخراً والتقارير التي وجهتها بعثة المراقبين إلى الأمم المتحدة تشهد على ذلك، واستدرك «إلا أن المجموعات المسلحة لم تمتثل أصلاً لهذه الخطة ولا لبعثة الأمم المتحدة، واستمرت بقتل الأبرياء وتقطيع أوصالهم وتدمير انجازات الشعب السوري الاقتصادية والاجتماعية».
وأضاف: إن حل الأزمة الراهنة في سورية «لا يمكن أن يتم من خلال التدخل الأجنبي ودعم الإرهاب، بل يتم من خلال حوار وطني واسع بمشاركة السوريين وبقيادة سورية حيث يقرر السوريون مستقبلهم دون أي تدخل خارجي».
ولفت في سياق بيانه إلى «الإصلاحات التي قادها الرئيس بشار الأسد من خلال حزمة واسعة من القوانين والمراسيم التي وسعت الحريات الإعلامية وأتاحت المجال للتعددية السياسية والحزبية، وإجراء انتخابات الإدارة المحلية، وإقرار دستور جديد لتحقيق الحريات الديمقراطية والحكومة الرشيدة وحقوق الإنسان وإجراء انتخابات لمجلس الشعب الجديد».
دعا إلى تحقيق الديمقراطية
في العلاقات الدولية الأمر الذي «يكره الغرب سماعه»
وتحدث المقداد عن دور حركة عدم الانحياز، التي دافعت عن البلدان الأعضاء فيها من أجل استتباب الأمن ونشر العدالة في العالم والحفاظ على الاستقلال السياسي والثقافي للشعوب، مشدداً ضرورة حل القضية الفلسطينية وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الجولان السوري المحتل وضمان تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط. كما أكد ضرورة تحقيق ديمقراطية في العلاقات الدولية تستند إلى المشاركة الواسعة لشعوب العالم وقادرة على إبعاد الهيمنة الغربية عن السياسة الدولية من خلال عالم متعدد الأقطاب وأكثر قدرة على احترام حقوق الشعوب وقيمها الفكرية والحضارية.
وقال المقداد في ختام بيانه: إن الولايات المتحدة وحلفاءها في أوروبا يرتاحون كثيراً عندما يستخدمون كلمة الديمقراطية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول إلا أنهم يكرهون هذه الكلمة ولا يريدون سماعها عندما تتعلق بأهمية تحقيق الديمقراطية في العلاقات الدولية ولا يقبلون حتى مناقشتها.