الجزائريون مرتابون من مخطط اسرائيلي لضم بلدهم إلى "محور الشر"
الإثنين-2012-08-27 | 08:54 pm
أخبار البلد -
"يتوجس
الجزائريون من أن يكون مقال نشره أخيرا الخبير الاستخباراتيالاسرائيلي عاموس
هارئيل، في صحيفة "هارتس" مقدمة لحملة ترمي لضم بلدهم إلىمحور الشر. وتطرق مقال هارئيل
الخبير السابق في المخابرات الاسرائيلية (موساد)
إلى نظرة الـ"موساد" للجزائريين والجزائر عموما، مصنفا إياها فيمركز العدو
الأول لإسرائيل، وزاعما أن الدولة العبرية قد تجد نفسها فيمواجهة مع هذا الشعب" الأكثر عدوانية تجاه
إسرائيل واليهود" بحسب زعمالكاتب.
واعتبرت تعليقات إعلامية أن هذا التصنيف ليس له ما
يبرره،إذ ليس بين الجزائر والكيان الصهيوني علاقة جوار جغرافي ولا علاقات من أينوع كانت، كما لا اثر في
الخطاب الرسمي الجزائري لأي غلو ضد الكيانالصهيوني. وليست الجزائر متهمة على أي مستوى دولي،
"لا بدعم الإرهاب، ولابامتلاك أسلحة الدمار الشامل أو أنها تسعى لامتلاكها" مثلما كتب
الإعلاميحبيب
راشدين.
وتوقع راشدين ان يكون المقال مقدمة لقيام "حملة قدتنطلق في أي
وقت لشيطنة الجزائر وإضافتها إلى "محور الشر" في العرفالاسرائيلي الأميركي، بل
وضعها على رأس المحور في رأي الكاتب الصهيوني". ويمكن القول إن بيت القصيد في
مقال هارئيل الذي قال إنه أنفق عشرات السنينفي البحث عن أسباب كراهية
الجزائريين للدولة العبرية ولليهود، يتمثلبالاستنتاج الذي ادعى فيه أن "خطورة"
التركيبة النفسية للجزائريين "تكمن فيوحدة وإجماع الشعب الجزائري على كره اليهود، حتى أن
الشباب الذي يبدوأنيقا ومحبا للسلم يخفي تحت ملابسه رجلا متدينا أكثر تعصبا من حاخاماتإسرائيل" على حد قوله.
وعزا هارئيل أهم أسباب ما قال إنه عداء لليهود، إلى "التركيبة النفسية المعقدة للشعب
الجزائري المختلفة تماما عن بقية الشعوب" بحسب زعمه.
العدو الأول لاسرائيل؟
أكثر من ذلك ذهب الكاتبالاسرائيلي إلى القول إن
"إسرائيل سوف تجد نفسها في حرب مباشرة مع الجزائرومع شعبها" الذي وصفه بـ"العدو الأول
لإسرائيل" فيما دعا صانع القرار فياسرائيل إلى "ضرورة التفكير في الجزائر لأن
جيشها - كما قال- تواق للحربمع الدولة العبرية، ولأن الجغرافية لا معنى لها
بالنسبة للجزائريين بدليلمحاولة تطوعهم للقتال في حرب تموز (يوليو) 2006 في لبنان والحرب على غزة
في 2007 – 2008.
واستعاض الخبير الصهيوني عن غياب شرط الجوار وقوانينالجغرافية،
بادعاء أن الشعب الجزائري لا يقيم حسابا للجغرافية، وعزا ماسماه "الرغبة بتملك أسلحة الدمار الشامل"
إلى "وجود رغبة عند الجيشالجزائري لقتال إسرائيل". وفي هذا السياق استعان بما نسبه للشعب
الجزائريمن
كراهية للإسرائيليين ولليهود للتعويض عن غياب خطاب رسمي معاد لإسرائيلفي الجزائر، لا بل وصف مجموع
الشعب الجزائري بـ"العدواني والمتوحش"، فضلاعن التعصب، بما يعني أنه شعب أخطر من تنظيم
"القاعدة" ومجاميع الإرهاب وحزبالله وإيران مجتمعين.
نسخة من نظام بومدين
لكن لسائل أنيسأل: لماذا لا ترشح كل هذه
الروحية العدوانية في الخطاب السياسي الجزائريإن كان في الحكم أم في المعارضة؟ اعتبر هارئيل
"صمت" الجزائريين على أنهصمت مخيف، وسط الجلبة التي تسيطر على الشارع العربي في شأن الموقف
مناسرائيل. وذهب
إلى القول "حتى لو لم يصدر عن النظام الجزائري ما يحسبعليه،
فيكفيه من التهم أنه نسخة من نظام الراحل (هواري) بومدين (1965 – 1978)، وهي إشارة جوهرية في رؤية الباحث
الاسرائيلي، الذي لا يتوجه لصانعالقرار في إسرائيل، بقدر ما يتوجه لصانع القرار
الصهيوني في واشنطنوالعواصم الغربية المعنية بإدارة" الفوضى" في العالم العربي.
ويعتقدجزائريون أن هذا التحريض على بلدهم إن لم يكن دعوة
مباشرة لتنفيذ عدواناستباقي ضد "العدو الأول لإسرائيل"، فهو في الأقل "دعوة
لصانع القرار فيإسرائيل
وفي العواصم الحليفة لها، من أجل وضع الجزائر على رأس قائمة الدولالتي ينبغي معالجتها ربما...
حتى قبل إيران". إلا أن مراقبين آخرين قللوامن قيمة تحليل هارئيل ورأوا أنه بعيد عن الواقع
مُستبعدين أن يجد صدى لدىصناع القرار في الدولة العبرية.