أخبار البلد -
الحضور بأعلى نسبة وأعلى رقم من الوجود بالنسبة للفنانين الأردنيين كان ظاهرة مميزة في مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته السابقة والعشرين والتي اختتمت قبل أيام، حيث كان حضور المبدعين الأردنيين بنسبة وصلت إلى حوالي 70% على مختلف المسارح والساحات، ولم تكن المشاركة لمجرد المشاركة فقط وإنما لإثبات الوجود وكسب ثقة المشاهد، فقد تحقق ذلك وهذا على عكس ما كان يردد بعضهم في السابق بأن الثقة مفقودة ما بين الفنان الأردني والجمهور.. المحلي والعربي، إلا لبعض الأسماء فقط.
وإن كان بعضهم يعتقد بأن المسرح الجنوبي هو المقياس للنجاح، فإن وجود الفنان الأردني عليه أثبت بأن فنانينا لا يقلون كفاءة وجماهيرية عن أشقائهم العرب، لذلك فإن المدرجات امتلأت في معظم الفعاليات الأردنية التي شارك فيها عمر العبداللات وديانا كرزون ويوسف عرفات وحسين السلمان وتوفيق الدلو وفرقة النادي الأهلي، بل إن بعض هذه الحفلات زاد فيها الحضور عن النجوم العرب مع ملاحظة ان هناك فارقا بأسعار البطاقات بين الفنانين الأردنيين والعرب كنتيجة طبيعية لفارق التكلفة.
لكن فنانينا كانوا على قدر المسؤولية وحققوا الحضور الجماهيري والمستوى الفني المتميز الذي شهد له كل من تابع الحفلات من الحاضرين الأردنيين والعرب.
أما على بقية المسارح فإن الأمر لم يختلف كثيرا وإن كان هناك حضور قليل في بعض الفقرات الفئوية والتي تحتاج لنوعية معينة من الجماهير خاصة الفعاليات الموسيقية الراقية. فإن الحضور كان ضئيلا نوعا ما ليس فقط بالنسبة للفنانين الأردنيين وإنما كان كذلك بالنسبة للفعاليات العالمية والعربية التي اعتمدت على الجمهور النخبوي. وحيث تحتاج لجمهور معين خاص هذه صفة وظاهرة منتشرة على مستوى الوطن العربي باستثناء لبنان نوعا ما.
لقد استطاع الفنانون الأردنيون والفرق الأردنية تحقيق الوجود الجيد في الساحة الرئيسية ومسرح ارتيمس وغيرها من المواقع، حيث حظيت بحضور جماهيري مميز وإن كان بعض هذه الفعاليات حظيت بحضور جماهيري مميز، وإن كان بعض هذه الفعاليات لم يصل للمستوى المأمول إلا أن الأغلبية من الفنانين كان مستواهم مميزا وحضورهم رائعا واستحقوا الإشادة، مؤكدين من خلال ما قدموه بأن المراهنة على الوجود الكثيف للفنانين الأردنيين في جرش كانت صائبة، وإن قرار المشاركة وعدم المقاطعة كان سليما لأن هذه المشاركة أكدت معدن الفنان الأردني في الأزمات .