أخبار البلد -
اخبار البلد_ د. ديمة طهبوب _ نظريا، بدأ العمل
بقانون حظر التدخين في الأماكن العامة في 25-5-2010 أي منذ ما يقارب
العامين، و لكنه ككثير من القوانين الإصلاحية في بلدنا لا يغادر الأدراج و
لا يعدو كونه حبرا على ورق، وفي الوقت الذي تعهدت فيه وزارة الصحة التي نفذ
القانون في عهدها برئاسة الدكتور نايف الفايز أنها لن تتهاون مع من يخالف
قانون الصحة العامة وما يتعلق بموضوع حظر التدخين و ستتخذ خطوات جدية وسيتم
التنسيق مع كل من الأمن العام والشرطة البيئية في تطبيق القانون، الا أن
كلام الوزارة الأولى محته الوزارة التالية، و كلما جاءت أمة لعنت أختها و
بدأت من الصفر،و بقي حال التدخين في الأمكان العامة في تزايد، وبينما يحتفل
العالم المتحضر كل عام بيوم مكافحة التدخين نشذ في الأردن بزيادة
عددالمدخنين و بإنفاق يزيد على 720 مليون دينار سنويا
و القانون النظري ينص علىعلى فرض عقوبات بحق المدخنين في الأماكن العامة ،
إذ يعاقب من يدخن فيها بالحبس مدة لا تقل عن أسبوع ولا تزيد على شهر أو
بغرامة لا تقل عن 15 دينارا ولا تزيد على 25 دينارا.
الا اننا شعب مستهتر عموما نفرض القوانين ثم لا نأخذها بقوة و لا نطبقها،
فكل المؤسسات العامة تضع لافتة ممنوع التدخين وترى الموظفين أول من ينفثون
دخان سجائرهم في وجه المراجعين، و إذا ارتفعت حرارتك و أصابتك هوجة الحمية و
قررت، لا سمح الله، الاعتراض فاقرأ على معاملتك السلام فالسكوت و التدخين
السلبي باستنشاق عبير السجائر سيد الأخلاق!!!
حالة الاستهتار التي يعيشها الشعب بالقوانين تأتي من عدم الإلزام بها
والمحاسبة عليها ولولا أن رئيس الوزراء أمن هذا لما قام بالتدخين علانية
تحت قبة البرلمان، و على عينك يا شعب و اللي مش عاجبوه ينتف جواجبه و يشرب
من البحر الميت!! والأصل في رئيس الوزراء أن يكون في موقع القدوة و
الالتزام لا في موقع التجاوز و الانتهاك، فللوزارة أخلاق و للمكان بروتكول
وهذه يجب ان تراعى لا أن يضرب بها عرض الحائط!
و لكن يبدو أن دولة رئيس الوزراء لا يعلم مدى حرص الشعب الأردني على نواب
هذا المجلس و صحتهم فلقد دخلوا تاريخ الأردن السياسي من أوسع أبوابه و أتوا
بما لم يأت به الأولون و لن يستطيعه الآخرون، بل إنهم سيصدرون قانونا
انتخابيا يحرص على عودتهم للمجلس فهم لفرادتهم وحسن صنيعهم غير قابلين
للاستبدال!!
صورة رئيس الوزراء حجة و نجاة لكل من يدخن في الأماكن العامة ثم لا يعاقب
أو يدفع،فإذا كان رب البيت مدخنا فشيمة أهل البيت كلهم تحشيش!
قيل في تاريخ الدول الفاسدة أنها كانت إذا دخن الشريف فيها في الأماكن
العامة تركوه، و إذا دخن الضعيف حبسوه أو غرموه! فهل نحن من هذه الدول؟!
رأينا صورة رئيس الوزراء الطروانة و هو يدخن تحت القبة، فهل نراه و هو
يختار طواعية التقدم لدفع غرامة المخالفة؟ هذا خبر صحفي يجب أن نقرأه قريبا
إذا كنا ندعي الشفافية و الإصلاح و محاربة الفساد
ما تفعله بنا الحكومة لا تعالجه سيجارة و لا تنفيخ و لا حتى أفخم أنواع
المخدرات قادرة على ان تنسينا رفع الأسعار و الفساد الذي ينهشنا كالسرطان
فابقوا لنا شيئا من الصحة حتى نستطيع تحمل البلاوي فلن تجدوا شعبا مثلنا مطواعا ينفث في وجهه كل الخبث ويقول:كمان
الجريمة عظيمة بقدر موقع من ارتكبها و التكفير كذلك يجب أن يكون عظيما و سريعا