اخبار البلد
الذكرى الواحدة والعشرون لوفاة اللواء الركن راكان عناد الجازي في الرابع من حزيران يستذكر الكثيرون من نشامى الوطن في القوات المسلحة الأردنية عموماً وفرسان الدروع خصوصاً احد النشامى من الذين تركوا بصمات كبرى في الحياة العسكرية الأردنية التي تعد أم المؤسسات في هذا الحمى العربي الهاشمي ،فقد كان الفارس العربي أبو هايل راكان عناد حفيد الفارس الحويطي الشهير عبطان الجازي احد أساطير وفرسان البادية في بلاد الشام وشمال الجزيرة العربية ،تمر بنا في الرابع من حزيران ذكرى وفاة الفارس والقائد المحنك والسياسي المرموق والإنسان العاقل المتفهم والأب الحاني، بعد حياة حافلة في العطاء ، منذ ولادته حتى انتقاله للرفيق الأعلى.. النشأة في بادية الأردن الجنوبية، على رمال الصبر والرجولة والشرف وبين بيوت العز والكرم والبسالة والفروسية..كان بين أقرانه نموذجاً بدوياً أصيلا ..وعقلاً يسبق عناد الصحراء بروح تستمد من فضاء البادية واتساعها رؤية صائبة ، وفكر حر أصيل وشجاعة نادرة.. ثم تواصلت المسيرة في الكتاتيب التي انتشرت بين بيوت الشعر والتي حرص عليها الآباء والأجداد منهم أسرة آل الجازي الكرام ليواكبوا العصر بل يسابقوا ويتحدوا المناخ والطقس وبعد المسافات .. تم واصل ركوبه موجة التقدم حين انبرى مع نشامى الحويطات،الذين انبروا لدخول ركب الجيش العربي، ليكونوا أول الدم الأردني المراق على ارض فلسطين العروبة على بوابات القدس والخليل ونابلس وبقية التراب الفلسطيني الطاهر وتدرج في الرتبالعسكرية..وبرزت معالم شخصيته ،التي كانت خارجة من معين أصيل تمثل في تاريخ حافل للجازي والحويطات سلاطين الصحراء الجنوبية وفرسان الحرية والنفوس الأبية ومن المواقف التي لا تنسى .. وفي خضم معارك الاستنزاف التي خاضها الجيش العربي الأردني ومعه الجيوش العربية في مصر وسوريا ، على اثر إجماع القادة العرب على ضرورة استنزاف العدو المتغطرس.. كان أبو هايل يقود الفرقة الثانية التي تضم في جنابتها خيرة الخيرة من قواتنا الأردنية .. فما مضت ليلة إلا وكان اشتباك مع العدو.. وقتال وبارود وحراب ونار.. وكما نعلم جميعاً كان الغرب ولا زال يغذي المكنة العسكرية الصهيونية بأحدث ما لديه من أسلحة وقوة نيران .. في حين كنا ولا نزال نتسلح بالفرسان الذين يضعون أرواحهم على سنان رماحهم وبصدورهم لا ظهورهم يواجهون النيران.. وكان الشمال الأردني العصب الزراعي والاقتصادي المهم هدفاً للعدو .وعروس الشمال كانت لا تنام ففي الأسبوع الواحد تتعرض للغارات الجوية والقصف المدفعي حتى شلت الحياة في مدن الشمال وعاصمة الإقليم اربد الغالية . هنا برزت معالم الرجولة وعنفوان الفروسية عندما. هب أبو هايل واتخذ قراراً كبيراً برجولة وعنفوان أصيل .وعندما أعطى الأوامر لمدفعية الفرقة في كفر أسد بأن تخرس العدو وتقصف المستعمرات اليهودية الغازية في طبريا وصفد والغور في جانبه الغربي وجسر بنات يعقوب وان تقوم كتائب المشاة وما يساندها من أسلحة أخرى بالتعرض للقوات الصهيونية في يوم جمعة مباركة أخرست العدو من تشرين أول عام 1969 وليومنا هذا ؟ لم يتوقع العدو ..أن يكون الرد بمثل هذا الأمر .كونهم كانوا يظنون أن مثل هذا الإجراء يعني فتح جبهة كاملة للقتال وتوهموا بأن الأردن لا يقوى على فعل ذلك ؟؟إلا أن نشامى الوطن بقيادة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال ..أكدوا بعد نصر الكرامة وضربة راكان عناد الجازي بأنهم على العهد والوعد .وبأن الجيش العربي الأبي .سيكون بالمرصادهذا غيض من فيض .. وسنقوم قريباً بنشر مذكرات المرحوم راكان عناد الجازي .. سائلين له الرحمة ولكل رجالات الوطن . وأدام الله مُلك أبا الحسين وحمى الله الأردن.